الموصل – الوكالات: تواصل القوات العراقية تقدمها في الأحياء الشرقية لمدينة الموصل حيث تخوض منذ أمس السبت معارك عنيفة مع الجهاديين، فيما تابعت قوات سوريا الديمقراطية من جهتها التقدم نحو مدينة الرقة، معقل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في سوريا. وسعت قوات مكافحة الإرهاب العراقية أمس السبت إلى تعزيز مواقعها قبل مواصلة التقدم في شرقي الموصل، بحسب ما قال مسؤول عسكري، فيما تجمع مدنيون على أطراف المدينة للنزوح. وبعد هدوء استمر عدة أيام، استأنفت قوات مكافحة الإرهاب الجمعة هجومها في الأحياء الشرقية من الموصل. وقال قائد «فوج الموصل» في قوات مكافحة الإرهاب الضابط برتبة مقدم منتظر سالم أمس السبت إن «الاشتباكات قوية الآن، ونحن نحاول أن نثبت مواقعنا في حي الأربجية، قبل أن نواصل هجومنا إلى حي البكر اليوم». وفي وقت لاحق، أوضح سالم أن الهدف هو تطويق حي البكر وليس اقتحامه أمس السبت. وأضاف: «كانت هناك ثلاث سيارات مفخخة آتية من حي البكر باتجاهنا، حددنا موقعها من خلال طائراتنا الاستطلاعية واستهدفناها بدباباتنا». من جهته، قال المقدم الركن علي فاضل إن القوات «مازالت تتقدم باتجاه حي البكر لتطويقه بالكامل، وإن شاء الله ندخله في الأيام القليلة القادمة».وأوضح فاضل أن الجهاديين كانوا يستخدمون طائرات استطلاع، قائلا: «اليوم أسقطنا طائرة مسيرة من دون طيار في حي الأربجية». ومع احتدام المعارك في عمق المدينة، خرج مدنيون بعضهم يحمل رايات بيضاء إلى أطراف الموصل، وتجمعوا قرب شاحنة عسكرية عراقية ستقلهم إلى خارج المدينة. ويثير مصير المدنيين في الموصل قلق المنظمات الإنسانية التي تدعو إلى فتح ممرات آمنة لهم. وفي سوريا، تواصل قوات سوريا الديمقراطية، وهي تحالف فصائل كردية وعربية، تقدمها في ريف الرقة الشمالي في هجوم اطلقته قبل نحو أسبوع بدعم من التحالف الدولي لطرد داعش من الرقة.وقالت جيهان شيخ أحمد المتحدثة باسم حملة «غضب الفرات»، وهي التسمية التي أطلقت على الهجوم، إن قوات سوريا الديمقراطية سيطرت الجمعة الماضي على «ست قرى وعدد من المزارع». وأضافت: «تقوم قواتنا حاليا بتمشيط منطقة تتضمن 25 قرية والعشرات من المزارع»، مشيرة: «بهذا الشكل نصبح على بعد 30 كيلومترا شمالي مدينة الرقة». وتابعت: «نحن على وشك الانتهاء من المرحلة الأولى»، على أن يتم إعلان المرحلة الثانية في حينه. ودفعت المعارك وغارات التحالف الدولي الآلاف من سكان القرى الواقعة في ريف الرقة الشمالي إلى النزوح خشية من استخدامهم كدروع بشرية. وأحصت قوات سوريا الديمقراطية الخميس الماضي نزوح أكثر من خمسة آلاف شخص منذ بدء الهجوم السبت قبل الماضي، من مناطق الاشتباك باتجاه مدينة عين عيسى. وقالت إنهم يعيشون في ظروف صعبة جراء النقص في المساعدات.
مشاركة :