الـــثـمامــــة.. «الـفوضى والـعشوائـيـة» ســيّدة المشهد!

  • 11/13/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

على مدى سنوات طويلة لاتزال الثمامة شرق العاصمة وجهة سكان وزوار الرياض نهاية كل أسبوع، حيث ظلت الوجهة المفضلة للهاربين من صخب المدينة، والباحثين عن الترفيه المنشود، حتى أصبح طريق الثمامة في أيام العطل الأسبوعية محل اهتمام الدوريات الأمنية والمرور بالنظر إلى الكثافة الكبيرة من قبل الخارجين للتنزه على مختلف مشاربهم. نمت العاصمة وتمددت، وأنشأت المراكز التجارية والمولات، إلا أن الثمامة بقيت هي الوجهة الأقرب لنسبة كبيرة من السكان، على الرغم من أنها لم تشهد أي مشروع ترفيهي طيلة كل هذه السنين، ولاتزال تفتقر ابسط مقومات الترفيه والتنزه والخدمات الرئيسية التي ينشدها ويبحث عنها زوارها على اختلاف فئاتهم. واقع الثمامة يطرح الأسئلة المشروعة حول عزوف المستثمرين عن إقامة المدن الترفيهية، وغياب بعض المدن التي كانت تتواجد في السابق على استحياء، لكن إنشاء هيئة الترفيه يُعد بارقة أمل يتشبث به المواطنون، فماذا عساها أن تقدم هذه الهيئة الوليدة، وما دور هيئة السياحة والتراث الوطني، وما هي آمال الناس وتطلعاتهم؟ العشوائية ماذا يجد الناس في الثمامة نهاية كل أسبوع، مكان يعج بالغبار ويفتقر للنظافة، فيما تتعالى أصوات الدبابات النارية المزعجة، والتي تشكل خطورة كبيرة على الأطفال، ومشاهد بعض الخيول المسرجة، تلك ملامح بسيطة توحي بأن الناس أتوا إلى هنا لأنهم لم يجدوا مكاناً آخر. سالم العتيبي أكد أن سكان العاصمة يتمنون أن يجدوا مكاناً منظماً وقادرا على استيعاب الأعداد الكبيرة من السكان الذين يخرجون نهاية كل أسبوع بحثاً عن الترفيه والخروج من صخب المدينة، وأشار إلى أن الحاجة ماسة إلى أماكن آمنة للأطفال، وتتناسب والمستويات العمرية المختلفة، مشدداً على خطورة الوضع الحالي الذي تشهده الثمامة نهاية الأسبوع على الصغار الذين يقودون الدبابات بشكل عشوائي بين سيارات المارة معرضين انفسهم للخطر. وطالب العتيبي المسؤولين بإيجاد مرافق للترفيه في العاصمة بشكل يتماشى وحجم الكثافة السكانية في الرياض. المرافق السياحية غائبة! بدوره طالب معجب القحطاني ببذل مزيد من الجهود لإيجاد مدن ترفيهية متكاملة يجد فيها المواطن وعائلة ما ينشدونه من الترفيه نهاية الأسبوع، ووصف الوضع في الثمامة بأنه وضع مزر، مشدداً على أهمية الاعتناء بالمكان، وناشد المسؤولين عن الترفيه بتقديم مشاريع ترفيهية ترقى إلى مكانة العاصمة وحجمها، مبيناً أن الثمامة بوضعها الحالي لا تعد مكاناً ترفيهياً قادراً على استيعاب المتنزهين نهاية كل أسبوع. وناشد حمد الشمري المسؤولين بإيجاد مرافق سياحية تليق بالعاصمة الرياض، مؤكداً على أن الثمامة لا تصلح بوضعها الحالي كمكان ترفيهي، وطالب المسؤولين بإيجاد مرافق ترفيهية تحتضن المواطنين الخارجين نهاية الأسبوع للترفيه عن عوائلهم وأطفالهم، وأشار إلى تدني النظافة في الثمامة وكذلك الفوضى التي تهدد الأطفال جراء غياب التنظيم وفوضى استخدام الدبابات بشكل عشوائي. وعلى الرغم من غياب الشباب بشكل لافت، إلا أن الشاب عبدالرحمن العميش والذي حضر ليرفه عن أخيه الصغير أشار إلى أن الشباب ليس لهم نصيب في كل الفعاليات والأماكن الترفيهية، مناشداً المسؤولين في هيئة الترفيه النظر إلى شريحة الشباب ووضعهم في برامجها الترفيهية كشريحة كبيرة من شرائح المجتمع، وأكد أن الشباب يبعدون دائماً من كل الأماكن التي يمكن أن يذهبون إليها للترفيه بحجة أن الأولوية للعائلات. أما صناع الترفيه في المكان، فهم بضعة عمال من الجنسية السودانية، يقدمون ويوفرون خدمة ايجار الدبابات وركوب الخيول بأسعار متفاوتة، وقال عبدالعزيز إبراهيم حسن أن الأسعار مختلفة، مشيراً إلى أن سعر الساعة بالنسبة للدبابات تتراوح من 50 إلى 60 ريالاً، وكذلك الخيول تتراوح أسعارها من 10 إلى 25 ريالاً. الدعم الحكومي وأوضح محمد المعجل إن أبرز أوجه الدعم التي قد تساعد المستثمرين على الاستثمار في مجال المدن الترفيهية يتمثل في تقديم أراضي بأسعار رمزية، تمكن المستثمر من الحصول على عائد جيد من الاستثمار في هذا المجال، واستدرك قائلاً: صحيح أن هناك أراضي تقدم من قبل الحكومة في الوقت الحالي للمستثمرين، لكن الأمر بحاجة إلى مزيد من التسهيلات وكذلك إلى عقود طويلة الأجل، فالمستثمر الذي يريد أن ينشئ مدينة ترفيهية سيستثمر مبالغ كبيرة، ويحتاج إلى وقت طويل لاستعادتها وتحقيق أرباح مجزية، فالمدة التي تمنح للمستثمر في مجال الترفيه على أرض حكومية هي من 20 إلى 25 سنة، بعد ذلك تعود ملكية الأرض وكل المنشآت التي أقيمت عليها للجهات الحكومية، لذلك يذهب المستثمرون إلى الاستثمار في أنشطة أخرى، موضحا أن غياب المهرجانات والتي تعتبر محركاً للترفيه يضعف من الإقبال على تلك المدن، مؤكداً انه كان لدينا قبل عشر سنوات مدن ترفيهية أكثر منه الآن. الترفيه والسياحة من جهته قال م. عبدالعزيز الحسن: نحن في هيئة السياحة معنيون بالأماكن التاريخية والتراثية حسب النظام الذي أقره مجلس الوزراء القاضي بالترتيبات الخاصة بعمل هيئة الترفيه، حيث نص النظام على أن تتولى الهيئة تنظيم قطاع الترفيه في المملكة وتطويره والارتقاء بجميع عناصره، ووضع خطط معايير إقامة المرافق والمنشآت والفعاليات الترفيهية وإدارتها، والتنسيق قائم بين هيئة الترفيه وهيئة السياحة من أجل تقديم كل ما من شأنه خدمة السياحة والترفيه في المملكة. وقال: إن الهيئة تنظم مسارات خارج مدينة الرياض كذلك ضمن منطقة الرياض لزيارة الأماكن التاريخية في المحافظات، حيث يتم ترتيب تلك المسارات للراغبين في زيارة تلك الأماكن، وتوفير الخدمات اللازمة للتعريف بتاريخ الأماكن التراثية، وترتيب برامج الرحلة منذ أن يخرج المواطن لزيارة تلك الأماكن إلى أن يعود إلى منزله، وتبذل الهيئة جهوداً مع شركاء آخرين من القطاع الخاص لتقديم خدمات السكن والنقل بأسعار في متناول الجميع. م.عبدالعزيز الحسن م. الحسن: التنسيق قائم بين هيئتي «السياحة» و«الترفيه» لتقديم كل ما يخدم المواطن أوضح م.عبدالعزيز الحسن -مدير فرع الهيئة العامة لسياحة والتراث الوطني في الرياض- أن الترفيه ينقسم إلى قسمين، الأول عبارة عن مواقع وفعاليات ومهرجانات تتولاها هيئة الترفيه بنظامها الجديد، والقسم الثاني يتعلق بالمواقع التراثية والسياحية والمتاحف والمواقع الأثرية، وهو الذي تتولاه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، مشيرا إلى أن الهيئة وضعت لهذه المواقع برامج سميت بالمسارات السياحية، وتقوم حالياً بالترويج لهذه المسارات في منطقة الرياض، منها مسار سياحي داخل مدينة الرياض يتعلق بالمواقع الأثرية والتاريخية في المدينة ضمن المسارات الداخلية، مؤكدا في هذا الصدد على وجود تنسيق قائم بين هيئة الترفيه وهيئة السياحة في سبيل تقديم كل ما من شأنه خدمة السياحة والترفيه في كافة مناطق المملكة. محمد المعجل المعجل: الاستثمار في المدن الترفيهية غير مجدٍ بدون دعم حكومي! أكد محمد المعجل -مستثمر في مجال الترفيه- أن بعض المشاريع الترفيهية كالحدائق وحدائق الحيوانات هي مشاريع تنموية أكثر منها استثمارية، مبيناً أن الجهات الحكومية أحياناً هي التي تنشئ تلك الحدائق، وقال: المشكلة التي تواجه المستثمرين في مجال المدن الترفيهية أن العائد الاستثماري في هذه المدن أقل بكثير من العائد الاستثماري في مجالات أخرى، ورجال الأعمال دائماً يبحثون عن العائد الاستثماري الجيد، فمثلاً لو أن لدى أحد رجال الأعمال أرض، فإنه لو أقام عليها مدينة ترفيهية، فإن العائد الاستثماري لهذه المدينة سيكون ضعيفاً مقارنة باستثمار أنشطة أخرى على تلك الأرض، الأمر الذي يشكل تحدياً أمام صناعة الترفيه ويحد من استثمارات رجال الأعمال به، وغالباً لا يستثمر رجال الأعمال في مختلف دول العالم في إنشاء المدن الترفيهية إلا إذا كانت الأرض مقدمة كتسهيلات من الحكومة، لذلك يعتبر الاستثمار في مجال المدن الترفيهية غير مجد وغير جاذب لرجال الأعمال بدون دعم حكومي كافٍ. عدم وجود أماكن مخصصة لـتأجير الخيول يعرض الصغار للخطر معجب القحطاني حمد الشمري عبدالرحمن العميش سالم العتيبي

مشاركة :