«بيروت - حوار الدمار».. يسترجع ذاكرة بيروت القريبة

  • 11/14/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

في إطار"مهرجان بيروت للأفلام الفنية الوثائقية" في نسخته الثانية، عُرض فيلم "بيروت - حوار الدمار" الناطق بالفرنسية للمخرج اللبناني بهيج حجيج ، ويتناول مرحلة إعادة إعمار وسط بيروت في العام 1993، بعد انتهاء الحرب الأهلية في لبنان التي استمرت زهاء 15 عاماً وانتهت في العام 1990. ويأخذنا المخرج حجيج، خلال أقل من ساعة في رحلة غنية بالنوادر وبالمشاهد المؤثرة التي تظهر المدينة الجريحة وهي تغرق بالأنقاض والدمار على صدى أنغام موسيقية تنطوي على الحنين، وضعها المؤلف وعازف البيانو اللبناني زاد ملتقى، لتعكس الحداد الطويل الذي عاشته بيروت قبل أن تولد مجدداً. ويركز الشريط على وسط العاصمة بمواقعه الأثرية التي يعود بعضها إلى مئات السنين، ويرى المخرج الذي كتب نص الفيلم أيضاً، ان كومة الأنقاض التي آلت إليها المدينة نتيجة الحرب تشتمل في الواقع على روحها. وتحتوي هذه الأنقاض، كما يشير الفيلم الوثائقي، بأكثر من طريقة على تاريخ العاصمة وحكاياتها ونوادرها ويومياتها التي كانت مسيجة في تلك الفترة بالدماء التي أثريقت خلال 15 عاماً. ويؤكد الفيلم انه من الضروري الحفاظ على روح المدينة، وإن كنا نعيد إعمارها، من خلال الحفاظ على بعض من معالمها الأساسية، إذ يحمل كل مبنى بين جدرانه المتصدعة أو شبه المهدمة، سطراً من تاريخ المدينة. ويتحدث حجيج في الفيلم مع أشخاص مختلفين، منهم اختصاصيون في مجالاتهم ومنهم أشخاص عاديون عايشوا فترة الرخاء التي عرفها وسط المدينة قبل اندلاع الحرب، طالباً منهم أن يقصوا رواياتهم عن المدينة كما يعرفونها، انطلاقاً من تجاربهم الشخصية. وأيد بعضهم إعادة الإعمار، بينما تمسك آخرون بمعالم المدينة الأساسية، وبذكرياتها التي تطل خلف أنقاضها. وتضمن الوثائقي رسالة أمل لمستقبل وسط المدينة الذي وجد البعض أنه لا بد وأن يعود إلى مجده، ولا بد أن يستعيد تاريخه العابق بضحكات الناس ولقاءاتهم في المقاهي على اختلاف انتماءاتهم، ليعود مجدداً ملتقى يعرف المعنى الحقيقي للحرية ويضخ حب الحياة. ويهتم "مهرجان بيروت للأفلام الفنية الوثائقية" بالأعمال التي تعالج الفنون وتنوعها مثل الهندسة المعمارية والآثار والمتاحف والرقص والموسيقى والسينما. وافتُتح المهرجان الإثنين الماضي ويستمر حتى الـ20 من تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، ويشمل برنامجه 52 فيلماً وثائقياً في دور سينما كبيرة وسط العاصمة، على أن ينتقل هذا الأسبوع إلى مناطق لبنانية مختلفة ويعرض في الجامعات والمراكز الثقافية. 

مشاركة :