القوات العراقية تقول إنها استعادت بلدة نمرود التاريخية

  • 11/14/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

استعادت القوات العراقية الأحد (13 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016) بلدة نمرود وآثار المدينة الآشورية القديمة التي يرجع تاريخها إلى ثلاثة آلاف عام وكان مسلحو تنظيم داعش اجتاحوها وسووها بالأرض قبل عامين. كانت نمرود عاصمة إمبراطورية كبيرة في الشرق الأوسط قديما وواحدة من عدة مواقع تاريخية نهبها التنظيم عندما سيطر على مساحات كبيرة من شمال العراق قبل عامين. وفي العام الماضي نشر التنظيم المتشدد تسجيل فيديو يعرض هدمه جداريات وتماثيل في نمرود. ومن التماثيل الثيران المجنحة الشهيرة التي لها وجوه آدمية ويطلق عليها اسم "لاماسو" وتقف عند مداخل قصر "آشور ناصر بال الثاني" ملك الإمبراطورية الآشورية في القرن التاسع قبل الميلاد ومعابد قريبة من الموقع. وقال بيان للجيش إن قوات "الفرقة المدرعة التاسعة تحرر ناحية نمرود بالكامل وترفع العلم العراقي فوق المباني بعد تكبيد العدو خسائر بالأرواح والمعدات". وفي وقت لاحق قال ضباط من الجيش للتلفزيون العراقي إنهم طردوا داعش من المدينة القديمة التي تقع على بعد كيلومتر واحد إلى الشرق من البلدة. وكانت المدينة يوما ما عاصمة إمبراطورية آشورية تمتد من مصر إلى أجزاء مما بات يعرف الآن بإيران وتركيا. وتقع نمرود على الضفة الشرقية لنهر دجلة على بعد نحو 30 كيلومترا جنوبي مدينة الموصل حيث تقاتل القوات العراقية وقوات خاصة مسلحي الدولة الإسلامية لتحرير أكبر مدينة تحت سيطرة المتشددين بالعراق وسوريا. انتصار للإنسانية وقال نائب وزير الثقافة العراقي قيس حسين رشيد إن استعادة آثار التراث العراقي الثري من المتشددين انتصار للعالم بأسره. ولا يزال يسيطر التنظيم على مواقع آشورية أخرى منها آثار نينوى وخورساباد وأيضا مدينة الحضر الصحراوية التي يرجع تاريخها إلى ألفي عام وتشتهر بمعبد ذي أعمدة يجمع بين العمارة الرومانية الإغريقية والشرقية. وقال نائب الوزير لرويترز إن تحرير المواقع الأثرية العراقية من سيطرة قوى "الظلام والشر" انتصار ليس فقط للعراقيين لكن لكل الإنسانية. ولم يتضح حجم الضرر الذي ألحقه التنظيم بالمواقع لكن مسؤولين عراقيين يقولون إن بعض الأبنية سويت بالأرض. وكان تقرير لوزارة الثقافة قال العام الماضي إن أحد الحوائط المنحوتة في القصر الواقع بشمال نمرود سرق في يوليو تموز 2014. وبعد ثمانية أشهر لحقت أضرار كبيرة بالموقع. ودمر المتشددون عشرة ثيران مجنحة على أبواب القصر وفي معبد عشتار إلهة الحب والحرب والجنس والسلطة ونابو إله الأدب والحكمة. وفي أبريل نيسان 2015 قال التقرير إن "العصابات" دمرت المدينة وأبنيتها التاريخية. وقال رشيد إن مسؤولي الآثار قدموا للقوات العراقية على الأرض والدعم الجوي الأمريكي إحداثيات دقيقة لتجنب إلحاق أي أضرار بالمواقع الأثرية وقدموا أيضا معلومات إلى القادة بشأن الآثار الموجودة في نينوى. وأضاف أنه بمجرد استعادة المواقع من المتشددين فإن فريقا خاصا بأمن الآثار سينضم لقوات الأمن هناك للمساعدة في حفظ المواقع. واكتشفت خبير الآثار البريطاني أوستن لايارد نمرود في القرن التاسع عشر. وقد عمل ماكس مالوان وزوجته الروائية أجاثا كريستي في الموقع خلال الخمسينات من القرن الماضي. وشكلت تجاربها في العراق ورحلاتها من بريطانيا إلى الشرق الأوسط خلفية الكثير من رواياتها ومنها (جريمة في قطار الشرق السريع) و(جريمة في بلاد الرافدين).

مشاركة :