تضرب الجماهير موعداً يوم الثلاثاء مع مجموعة من المباريات الحاسمة في الوقت الذي تصل فعاليات الدور الثالث ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم روسيا 2018 FIFA إلى منتصف الطريق. ففي المجموعة الأولى، سيسعى المنتخب الإيراني المتصدر إلى توسيع الفارق في المقدمة بفوزٍ على سوريا بينما ستحاول أوزبكستان أن تحافظ على مكانها ضمن ثنائي الصدارة بتحقيق أول انتصار داخل الديار على حساب كوريا الجنوبية. وسيتقابل المنتخبان الصيني والقطري وآمالهما في مواصلة التنافس على بطاقة التأهيل تبقى ضئيلة. وسيبذلان الغالي والنفيس في نزالها بكونمينج من أجل إنعاش هذه الآمال في بلوغ الحدث العالمي الروسي. وفي المجموعة الثانية، سيُقبل المنتخب السعودي، صاحب المركز الأول، على امتحان صعب أمام مضيفه الياباني، في حين تبدو مهمة أستراليا سهلة خارج الديار أمام تايلاند. وفي المباريات الأخرى، يلتقي خصوم ألِفوا مواجهة بعضهم البعض، حيث ستستقبل الإمارات العربية المتحدة المنتخب العراقي، والرغبة تحدو كليهما في العودة للمنافسة ضمن ثنائي الصدارة. يسلّط موقع FIFA.com في ما يلي الضوء على أبرز هذه المواجهات الشيقة والمثيرة. مباراة القمة الصين قطر، ملعب تودونج، كونمينج، 19:36 بالتوقيت المحلي يبدو أن لاعبي المنتخبين الصيني والقطري اعتادوا على بعضهم البعض مع بلوغ هذه المرحلة من التصفيات؛ فقد سبق لهم أن تقابلوا مرتين؛ غير أن هناك وجهين جديدين سيكونا حاضرين على مقاعد الإحتياط خلال هذه المواجهة الحاسمة. ويتعلق الأمر بمدرب أوروجواي السابق خورخي فوساتي، الذي خلف مواطنه جوزيه دانييل كارينيو على رأس الإدارة الفنية للمنتخب القطري بعد أن خاض الأخير مباراتين ضمن فعاليات الدور الثالث. وفي الجهة المقابلة، سيقود الكتيبة الصينية المدرب الإيطالي مارتشيلو ليبي، الذي سبق له أن تُوّج بكأس العالم FIFA رفقة الآزوري. ويهدف هذا المدرب المخضرم في مباراته الأولى هذه أن يُحيي آمال الصينيين أمام القطريين. ويُدرك المدربان جيداً أن هذه المباراة لا تقبل الهزيمة، علماً أن المنتخبين يعانيان في الترتيب وتبدو حظوظها في مهب الريح؛ فمنتخب الصين يقبع في ذيل ترتيب المجموعة الثانية بنقطة وحيدة، خلف الكتيبة القطرية بفارق نقطتين. ولا بديل للفريقين، ومشوار التصفيات يصل إلى منتصف الطريق، عن نتيجة الفوز إذا ما كانا يريدان إنعاش آمالهما الضئيلة. على الورق، يُقبل المنتخب القطري على هذه المواجهة الأخرى بامتياز نفسي، علماً أنه فاز أربع مرات وتعادل ثلاثاً خلال المباريات التسع السابقة التي جمعته بنظيره الصيني. وكان القطريون قد فازوا خلال مباراة ذهاب المرحلة السابقة، وهو ما ساعدهم على تصدر المجموعة. ورغم أن الصينيين انتصروا في لقاء العودة (2-0)، إلا أنهم تقدموا إلى المرحلة التالية بصعوبة كبيرة. ويخوض أبناء فوساتي هذه المواجهة الحاسمة بمعنويات عالية بعد فوزهم في مباراة ودية أمام روسيا 2-1 في الدوحة يوم الجمعة الماضي. وبدورهم حقق أبناء ليبي فوزاً بخماسية نظيفة على حساب نادي ووهان، سجل ثنائية منها المهاجم ووي لي الذي كان قد حسم الفوز لزملائه في اللقاء الأخير أمام القطريين. المباريات الأخرى يواجه متصدر المجموعة الأولى المنتخب الإيراني، نظيره السوري في ماليزيا، وعينه على تعزيز موقعه في الصدارة من خلال تحقيق فوز مقنع. ويوجد أبناء كارلوس كيروش في أوج عطائهم التهديفي، حيث انتصروا على بابوا نيوغينيا بنتيجة 8-1 في مباراة ودية الخميس الماضي. وسجّل رضا جوتشانجاد ثلاثية بينما أضاف زميله كريم أنصاري ثنائية في هذا اللقاء الذي شهد انتفاضة تهديفية إيرانية. وليس الفريقان بغريبان عن بعضهما البعض ضمن تصفيات كأس العالم FIFA، حيث سبق لهما أن تقابلا عشر مرات خلال أربعة عقود. وتعود الأفضلية للمنتخب الإيراني الذي فاز في خمس مواجهات وتعادل خلال أربع. وبالمقابل، سيسعى السوريون إلى إحياء ذكرى انتصارهم الوحيد على الإيرانيين سنة 1973، حين حققوا فوزاً خالداً (1-0) خارج الديار من قلب ملعب أزادي الأسطوري بطهران. وتجرى في نفس المجموعة مباراة أخرى مهمة تجمع بين صاحب المركز الثاني أوزبكستان مع منتخب كوريا الجنوبية. ويملك الأخير الأفضلية أمام أصحاب الأرض في المواجهات الثنائية ضمن التصفيات الآسيوية، حيث حقق أربعة انتصارات وتعادل مرتين خلال المباريات الست التي جمعت بينهما. وكان أبرز فوز لمحاربي التايجوك الذي منحهم بطاقة التأهل لنسخة البرازيل 2014 على حساب المنتخب الأوزبكي (1-0). ورغم أن الأمور تبدو مختلفة اليوم، حيث يسعى أبناء صامويل بابايان، الذين يتقدمون على خصمهم بنقطتين، لمواصلة مسارهم الإيجابي بتحقيق أول انتصار أمام الكوريين. وسيعتمدون في ذلك على تجربة الكابتن سيرفر دجيباروف الذي لعب لثلاثة مواسم بالدوري الكوري الممتاز. وسيشدّ المنتخب السعودي، متصدر المجموعة الثانية، الرحال إلى اليابان وهو يصبو لحصد ثلاث نقاط وبالتالي تعزيز مكانته في الصدارة. وسيسعى أبناء بيرت فان مارفيك إلى الحفاظ على مشوارهم الخالي من الهزائم في التصفيات الحالية. غير أن المهمة لن تكون سهلة أمام لاعبي وحيد خاليلودزيتش، الذين يتمتعون بثقة كبيرة بعد فوزهم على سلطة عُمان يوم الجمعة برباعية نظيفة في كأس كيرين للتحدي. واستعان المدربان بوجوه جديدة من أجل إعطاء دفعة جديدة لمشوار منتخبيهما في التصفيات؛ فوسط الميدان عوض خميس والمدافع محمد البريك يخوضان مباراتهما الثانية فقط رفقة المنتخب الوطني وحظيا بالدعوة لحمل قميص الكتيبة الخضراء بعد الأداء الجيد الذي يقدمانه محلياً. وبالنسبة لمحاربي الساموراي، يأمل المهاجم يويا كوبو، الذي يلعب في سويسرا، ولاعب وسط جامبا أوساكا يوسوكي إديجوتشي، أن يكونا عند حسن ظن المدرب والجماهير خلال مغامرتهما الأولى ضمن تصفيات كأس العالم FIFA. كما تحلّ أستراليا ببانكوك لتختبر قدرتها على تحقيق الفوز، علماً أنها أُجبرت على التعادل أمام ضيفتها اليابان (1-1). ويأمل أبناء أنجي بوستيكوجلو، الذين يتخلفون عن المتصدر بنقطتين، أن يستمروا في الضغط على صاحب الصدارة بانتزاع أكبر عدد ممكن من النقاط. وفي ظل غياب تيم كاهيل وأمثال تومي يوريتش وماسيمو لوونجو المصابين، سيكون لوسط ميدان ميلبورن سيتي لوك براتان فرصة حمل القميص الوطني لأول مرة في حين يحافظ المهاجم المستقر في الصين أبوستولوس جيانو على مكانه. وكان الأستراليون قد فازوا على نفس الخصم في الذهاب والإياب خلال تصفيات كأس العالم البرازيل 2014 FIFA. ورغم أن انتصاراً آخر يبدو في المتناول إلا أنه لا يتعين عليهم التقليل من أهمية وخطورة هداف المنتخب التايلندي تيراسيل دانجدا الذي كان قاب أو قوسين من مفاجأة منتخب الكنغر بافتتاح التسجيل خلال المباراة التي هُزم فيها منتخب بلاده بصعوبة (2-1) قبل أربع سنوات. وتستقبل الإمارات العربية المتحدة المنتخب العراقي وكلها أمل في استعادة دورها كمنافس يحسب له ألف حساب. وبإمكان أصحاب الأرض، الذين يتخلفون عن صاحب المركز الثالث اليابان بنقطة واحدة، أن ينتقلوا إلى مصاف الثلاثة الأوائل إذا ما حققوا الفوز وصبّت نتائج المباريات الأخرى في صالحهم. وبالمقابل، ليس أمام المنتخب العراقي، الذي لا يملك إلا ثلاث نقاط، سوى الإنتصار إذا ما أراد أن يحافظ على آماله في التأهل. ويخوض الإماراتيون المباراة بهدف تخليص ثأر قديم يعود لتاريخ هزيمتهم أمام أبناء الرافدين بقاعدة الأهداف المسجلة خارج الميدان، خلال لقاءي الذهاب والإياب ضمن تصفيات كأس العالم المكسيك 1986 FIFA. حينها خاض العراقيون على مشوار مميز حيث واصلوا التألق بالإنتصار على سوريا في المرحلة الأخيرة وانتزاع التأهل لكأس العالم FIFA للمرة الأولى في تاريخهم والوحيدة حتى اليوم. بالمقابل، سيعتمد الزوار على لياقة وتألق المهاجم مهند عبد الرحيم، الذي سجل أربع مرات أمام تايلندا في مواجهة سابقة. وبدورهم، يمكن لأصحاب الأرض أن يعوّلوا على براعة وإبداع عمر عبدالرحمن ودقة علي مبخوت وأحمد خليل. لاعب تحت الضوء تم اختيار عمر عبدالرحمن ضمن اللاعبين الثلاثة المرشحين لجائزة أفضل لاعب في آسيا لهذا العام بفضل أدائه الرائع رفقة النادي والمنتخب. وقد أبدع هذا اللاعب إلى حدود الآن في دوره كصانع ألعاب بينما تسعى الإمارات للحفاظ على آمالها في التأهل لروسيا 2018. وأثبت عموري مع نادي العين أنه أساسي حيث قاد زملاءه إلى نهائي دوري أبطال آسيا. وإذا قدّم أداءاً بطولياً آخر أمام العراق فسيعزز بذلك حظوظه كمرشح لانتزاع أفضل جائزة فردية في القارة الصفراء. هل تعلم؟ دخلت أربعة منتخبات الدور الثالث من التصفيات من أجل كتابة التاريخ؛ فأوزبكستان وسوريا وتايلاند وقطر تأمل كلها في بأن تشارك العرس الكروي العالمي للمرة الأولى منذ بلوغ الصين نسخة اليابان/كوريا 2002. التصريحات "ليس لدينا أي خيار سوى أن ننتصر على متصدر الترتيب، المنتخب السعودي. يتعين علينا أن نلعب بحماس وتركيز وأن نقول لأنفسنا أن الفوز القادم يساوي ست نقاط. سيكون انتصاراً أساسياً. علينا أن نلعب بشراسة وعزيمة"، مدرب اليابان وحيد خاليلودزيتش. مباريات الجولة الخامسة 15 نوفمبر/تشرين الثاني المجموعة الأولى: كوريا الجنوبية - أوزبكستان الصين - قطر سوريا - إيران المجموعة الثانية: تايلاند - أستراليا اليابان - السعودية الإمارات - العراق
مشاركة :