بعد الانتهاء من القراءة الصباحية لأحد الكتب .. أخذت الجوال كالعادة و بدأت اتصفح برامج التواصل الاجتماعي .. و بينما اتجول في هذا العالم المصغر .. إذ ظهر لي هذا السؤال بغته ( ما الفرق بين الذنوب و السيئات ؟! ) .. سألت نفسي و أختبرها ، فلم أجد غير أنها كلمتان مترادفتان لا فرق بينها . فالتفت على من حولي و سألته .. فكان جوابه مماثلاً لجوابي .. فبدأ الفضول يثير حماسي لمعرفة الجواب الصحيح . دخلت على الجواب فكان فيديو مسجل للدكتور أحمد عمارة متحدثاً عن الفروقات .. يقول : ( ان اختلاف الذنب عن السيئة لكبير جداً كاختلاف السماء عن الارض .. و لكل واحد منهم تأثيره الخاص في حياتك ، أولاً .. الذنب : هو الذنب الذي بينك و بين الله عزوجل . أما السيئة : فهي نوعان ( سيئة تجاه نفسك سيئة تجاه الآخرين ) . ثانياً .. يقول الله عزوجل عن الذنوب ( إن الله يغفر الذنوب جميعا ) ، لكن السيئات ( و جزاء سيئةً بمثلها ) فالسيئات تختلف عن الذنوب في التعامل الإلهي . ثالثاً : أن العمل الصالح يكفر عن السيئة ، في قول الله جل و عز ( إن الحسنات يذهبن السيئات ) ، و بالاستغفار يغفر الله لك الذنب .. في الحديث القدسي ( يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي ) .. و هذا يدل على أن السيئات أعظم عند الله من الذنوب ، لكن المجتمع الدنيوي يستهين بالسيئات و يعظم الذنوب !! فتجد رجلاً متديناً ملتحياً محدثا في المنابر و مطبقاً لحدود الله ، لكنه قد يغتاب و لا يسلم الناس من لسانه ، و لم ينتبه أن هناك سورة كاملة نزلت تنهى عن هذه السيئة ( ويل لكل همزة لمزة ) ، فهذه سيئة وهو يحسب أنه يصنع حسنى . رابعاً : أن الذين يعملون السيئات بكثرة هم أكثر الناس تعاسة و تلخبط و عدم توفيق في الحياة بعكس أهل الذنوب ، و يرجع ذلك لسبب أن السيئات قد تعمل تفرقة و فتنة و قتال و هدم أمة مجتمعة متماسكة . خامساً .. عندما يقع الإنسان في الذنب يحل عليه غضب من الله ، يقول الله عزوجل ( كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي ) . أما السيئة فهي أعظم تحل عليه لعنة الله ( لَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّىٰ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ ۚ أُولَٰئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ) أو التوعُّد بالعذاب الأليم ( وَيْل لكل أفاكٍ أثيم ) . وختاماً .. لِنبدأ عهداً جديداً مع الله فنحارب ذنوبنا بالإستغفار و سيئاتنا بالتوبة و الإصلاح ،( والله غفور رحيم )
مشاركة :