عبدالله المعيدي يحذر من فتنة التكفير .. وربط الجماعات التكفيرية بتراث ابن تيمية

  • 11/14/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

(أنحاء) الشيماء عبدالعزيز :- حذر الشيخ الدكتور عبدالله بن راضي المعيدي عضو هيئة التدريس في جامعة حائل من فتنة التكفير وأن من الفتن التي انتشرت في هذا الزمن الوقوع في التكفير والتسرع فيه. وبين المعيدي الحاصل على الدكتوراة في الفقه المقارن ودكتوراة في الثقافة الإسلامية انه قد جاء النهي الشديد عن هذا المسلك المشين ، مستشهداً بقول  النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «لاَ يَرْمِي رَجُلٌ رَجُلاً بِالفُسُوقِ وَلاَ يَرْمِيهِ بِالكُفْرِ إِلاَّ ارْتَدَّتْ عَلَيْهِ إِنْ لَمْ يَكُنْ صَاحِبُهُ كَذَلِكَ»، وقوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسلم -أيضًا-: «لَعْنُ المُؤْمِنِ كَقَتْلِهِ، وَمَنْ رَمَى مُؤْمِنًا بِالكُفْرِ فَهُوَ كَقَتْلِهِ»، فإذا كان تكفير المعيّن على سبيل الشتم كقتله، فكيف يكون تكفيره على سبيل الاعتقاد. وأكد المعيدي بخطورة التكفير ، مستذكراً ماجاء في البخاري عن أبى هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا قال الرجل لأخيه ياكافر فقد باء بها أحدهما». وأضاف الدكتور المعيدي أن التكفير حكم شرعي خطير يجب أن يترك للقضاء ولكبار العلماء، ومما يدل على خطورته أنه يترتب عليه أحكام شرعية كثيرة ومن ذلك وجوب التفريق بين المُكَفَّر (الذي أطلق عليه التكفير) وزوجته؛ لأنّ المسلمة لا يصح أن تكون زوجة لكافر ، وإن أولاده لا يجوز أن يبقوا تحت ولايته لا حق له في ولاية المجتمع المسلم ونصرته ، وأنه يجب محاكمته أمام القضاء الإسلامي لينفذ فيه حكم المرتد بعد استتابته وإزالة الشبهات عنه وإقامة الحجة عليه وأن لا يُغسل ولا يصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين ولا يورث ولا يرث مورثه إذا مات مورث له ، وأنه موجب للعنة والطرد من رحمة الله وموجب للخلود الأبدي في النار. وبين الدكتور المعيدي ان المقصود هو أن المسلم يجب عليه أن يحذر من هذا المسلك. ولذلك يقول قال شيخ الإسلام رحمه الله: «لهذا يجب الاحتراز من تكفير المسلمين بالذنوب والخطايا فإنه أول بدعة ظهرت في الإسلام فكفَّر أهلها المسلمين واستحلوا دماءهم وأموالهم». وعلق الدكتور عبد الله المعيدي على  ما يتم ترديده من بعض وسائل الإعلام ومن بعض المفكرين من ربط الجماعات التكفيرية عامة وداعش الإرهابية خاصة بتراث شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ودعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب وكتب أئمة الدعوة والتي قامت عليها هذه البلاد المباركة بأنه كلام مخالف للحقيقة فشيخ الإسلام ابن تيمية من أكثر أهل العلم تحذيراً من التكفير ومن ذلك هذا النص الذي مر معنا وغيره ، وأن المنصف حينما يطالع كتب ابن تيمية وهي مطبوعة ومتوفرة وكذلك كتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب يجد أن هذه الكتب مليئة بالتحذير من التكفير. مؤكداً بأن من يقول ذلك إما جاهل لم يطلع على كتب شيخ الإسلام ولا كتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، وإما حاقد على هؤلاء الأئمة وعلى هذه البلاد المباركة المملكة العربية السعودية والتي نصرت دعوة التوحيد وقامت بطباعة كتب شيخ الإسلام وحتى كتب غيره من العلماء من جميع المذاهب وهذه أحد حسنات هذه الدولة الصالحة. وأضاف المعيدي بأن الصنف الثالث من هذا الاتهام نابع من استدلال داعش بنصوص من كتب الشيخ ، كون هذه الجماعات تستدل خطأ وبسبب سوء الفهم عندهم وجهلهم وقلة علمهم هذا لا يجعلنا نحمل كتب علماؤنا سوء فهم هؤلاء والذين كذبوا على الله ورسوله وفهموا النصوص الشرعية على غير وجهها. مؤكدا إن بلاد الحرمين هي  أصل العلم والصلاح والتقوى وهي منتهى الغاية فيه. وبين الحين والآخر تتواصل سلسلة الذهب من علماء نجد والحجاز تأكيدا بعلو الرتبة والفهم مما جعل علماء الحرمين حجة على سواهم. كما تطرق الدكتور المعيدي خلال حديثه لـ أنحاء إلى بيان بعض الأدبيات السياسية للتكفيرية المعاصرة أو خوارج العصر من خلال التوقف عند أهم منظر تكفيري وهو الدكتور فضل شريف وهو طبيب جراح وزميل  الدكتور أيمن الظواهري في دراسة الطب الجراحي وبين الدكتور المعيدي بأن فضل شريف كان له عدة أسماء حركية وكان يعرف ب سيد إمام . وكان من طرائفه أنه إذا سئل سؤالا طلب مدة ربع ساعة للقراءة ثم الإجابة ،ولسيد إمام في كتاب العمدة شرح العدة والذي يعد مرجع التكفيرية والحهادية والقاعدة والزرقاوية وداعش. وقال إن سيد إمام وصف جماعته التكفيرية بأنها جماعة المسلمين أي هم المسلمون وحدهم أصحاب الجنة وباقي عموم الأمة من أهل النار ومستحقون لها ولاعذر لهم ، واعتبر سيد إمام ولاة الأمور كفرة ومن يعمل بوظيفة عندهم فهو كافر حتى لو كان معلم مدرسة ومن يخدم العسكرة تحت ولايتهم فهم كفرة حتى لو كان يدافع عن وطنه لأن هؤلاء في نظرهم معينون لهؤلاء الكفرة. وأضاف المعيدي بأن مسألة التكفير عند سيد إمام لاتنتهي بهذا الوصف ، بل هو مرتبط باستحلال دم المسلم واستباحة دمه وماله وعرضه بهذه الشبهه. كما حدد الدكتور عبدالله المعيدي الأصول التي يقوم عليها فكر الجماعات التكفيرية مبيناً بأن فكرهم هو فكر الخوارج بعينه ولاصلة له بمنهج السلف .. وقد حدد بعض المسائل التي تبرئ منهج السلف ودعوة الشيخ ومنهجية علماء الحرمين الشريفين عن مهاترات الجماعات التكفيرية الجهادية .. واستعرض الدكتور المعيدي عدة مسائل تشكل محور الفصل والتفريق بين منهج السلف قديما وحديثا وبين هؤلاء الخوارج دعاة الاستحلال لدماء المسلمين فقد أكد الدكتور المعيدي بأن كتاب العقيدة الطحاوية مثلاً وصف أصول أهل السنة والجماعة والمناوئين لهم  وأن هؤلاء التكفيريين لا تتحقق فيهم ضوابط الانتماء الشرعي لأصول أهل السنة والجماعة. كما أكد الدكتور المعيدي بأن منهج السنة والجماعة  يعتمد على تزكية العلماء وشهادتهم سواء في إثبات وصف أو في نفي آخروهؤلاء التكفيريون لا يقبلون تزكية العلماء الثقات المعتبرين ولاشهادتهم في الوصف وأن الحجة عندهم هو الهوى الشخصي. وكشف المعيدي عضو هيئة التدريس بجامعة حائل بأن الخلافة تتم بتزكية أهل الحل والعقد وعلماء الأمة للإمام والخليفة والملك. بينما بدى الدواعش والقاعدية والتكفيرية تتم الخلافة عندهم بالمجهول المنكر على الأمة. وبينما الخليفة يلتزم بمنهاج النبوة و يتم تصويبه عند عدم موافقة اجتهاده فإن هؤلاء الدواعشية يرون في نص خليفتهم سنة معصومة لا يقبل الخطأ. وعن حقيقة الجهاد بين الدكتور المعيدي بأن الجهاد لا يتم إلا بأوصاف شرعية ومنها وجود ولي أمر وتزكية العلماء لهذا الجهاد تمكيناً وضعفاً. بينما هؤلاء التكفيرون يريدون جهاداً من غير ولي أمر ولا علماء وإنما نفتح جبهات القتال هنا وهناك ونملأ الدنيا لهبا وخرابا ؟! ،وهذا التفكير يجلب للأمة اجتماع عداوة الدنيا عليها. وكشف المعيدي بأن وصف الكفر موجود في القرآن والسنة ولا نستحي من بيان دين الله تعالى ولكن  الوصف الذي جاء ذكره في الكتاب والسنة هو الكفر المطلق وليس الكفر المعين. ويتابع الدكتور بأن الفرق بين مفهوم الكفر المطلق الذي نص عليه الدليل من الكتاب والسنة وبين الكفر المعين الذي تنطعت به خوارج العصر كداعش ومن شاكلهم هو أن الكفر المطلق في منهج السلف الصالح الذي أجمع عليه أهل السنة والجماعة هو أي الكفر وصف للفعل وليس للشخص أي ليس للفاعل فمن سب الله تعالى أو سب النبي صلى الله عليه وسلم أو أحدا من صحابته رضوان الله عليهم أجمعين فقد أتى بفعل كفر وبوصف من أوصاف فعل الكفرولكن باب الرجوع عن وصف الفعل والتوبة العازمة بعدم العودة والانابة والمغفرة موجود بعد قيام الضوابط الشرعية المزيلة لآثار الوصف. بينما تبني داعش ومن شاكلها من خوارج الزمان رؤيتها للتكفير واحدة فتكفير المعين وتكفير نوع المعين معا. فهي ترى وصف الكفر يقع على الفاعل لا على الفعل وليت الوصف يتوقف عند هذا الحد بل تعتبر أدنى سيئة وسوء ومخالفة موجبة للحكم بالردة والقتل حالا ولا يتوقف التكفير عندهم على المعين بل يتعدى ذلك إلى نوع المعين. التكفير الجماعات التكفيرية تحذير داعش عبدالله المعيدي

مشاركة :