أكد سمو الشيخ ناصر المحمد أن سويسرا من اهم البلدان التي يفضلها رجال الأعمال الكويتيون، وبالأخص جنيف، لما توفره من بيئة مالية آمنة، وقضاء نزيه وعادل، ما جعلها لأكثر من 100 عام، واحدة من الاماكن المفضلة لاستضافة التحكيم الدولي. وقال المحمد، في كلمة خلال حفل الغداء الذي أقامه على شرف عمدة مدينة جنيف غيليوم بارازون، والوفد المرافق له الذي يزور الكويت في زيارة رسمية، وغبطة البطريرك ابراهيم اسحق، بطريرك الاسكندرية للاقباط الكاثوليك والوفد المرافق له، قال إن «المدن السويسرية تحتل عادة المرتبة الأولى او الثانية من بين الاماكن الاكثر ملاءمة في العالم، لهذا النوع من التحكيم، وفق تقديرات الغرفة العالمية للتجارة. ولهذا السبب تم اختيار مدينة لوزان لتكون مقر محكمة التحكيم الرياضية». وأضاف ان «هذه البيئة النزيهة جعلت سويسرا تحتضن 30 في المئة من اجمالي الاصول العابرة للحدود في العالم، فوفق تصنيف مؤسسة بوسطن كونسالتينج جروب الأميركية، تحتل سويسرا المرتبة الأولى عالمياً في استضافة الثروات الأجنبية، اذ يوجد فيها ما يزيد على 2.2 تريليون دولار. وفوق كل هذا، فإن سويسرا يفضلها السياح الكويتيون، فالطبيعة الخلابة، والمدن العريقة الرائقة، ونمط الحياة الراقي، والأسواق الفخمة، كل ذلك جعل اعداد الكويتيين الذين يزورون سويسرا يتزايد، حتى وصل الى ما يقارب 40 ألف زائر في السنوات الأخيرة، وهنا، لابد من الملاحظة ان عدداً كبيراً من السياح المسلمين لم يعد يقطع اجازته الصيفية ليعود الى بلده في شهر رمضان المبارك، وذلك بفضل سياسة احترام الاديان التي تميز بلدكم الكريم، لاسيما وان معظم الفنادق السويسرية قامت في السنوات الاخيرة بتخصيص غرفة للصلاة لضيوفهم المسلمين، وبدأوا يقدمون الافطارات الرمضانية التي تبدأ بعد غروب الشمس ووجبات السحور التي تقدم قبل طلوع الشمس. وهذا كله يعكس نوعية العلاقة المميزة بين الشعبين الصديقين». وعبر المحمد عن ترحيبه بعمدة جنيف في الكويت لزيارته التي تأتي في اطار الاحتفال بمرور 50 عاماً على العلاقات الديبلوماسية بين البلدين، مضيفا «غير ان علاقتنا التجارية بدأت قبل هذا التاريخ بكثير، ففي القرن التاسع عشر كان تجار الكويت يصدرون اللؤلؤ الثمين الى الاسواق السويسرية، وفي الخمسينات من القرن الماضي، ساهم تجار الكويت بفتح اسواق الخليج امام المنتجات السويسرية، وفي الستينات شرعت الكويت في توطيد علاقاتها الديبلوماسية مع سويسرا، اذ كنت اول ديبلوماسي كويتي تم تعيينه عام 1966 قنصلاً عاما للاتحاد السويسري ومقره جنيف، ومندوباً دائما للمكتب الأوروبي للأمم المتحدة، خاصة وانني اكتسبت ثقافتي من مدينتكم، فقد درست وتخرجت في جامعة جنيف العريقة التي تأسست عام 1559، وابان فترة عملي في سويسرا، ساهمت خبرة الشركات السويسرية في المجال التقني بمشروعات انشاء البنية التحتية الكويتية، ما حفز الجانب السويسري على افتتاح سفارة في الكويت عام 1975». وتابع «شهدت علاقتنا الديبلوماسية تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، تجلت بالزيارات المتبادلة بين المسؤولين الحكوميين والبرلمانيين، وبتوقيع الاتفاقيات التي تعكس تفاهماً جيداً بين الطرفين في العديد من القضايا. وانا شخصياً اعتز بالزيارة الرسمية التي قمت بها الى مدينة بيرن عام 2011، حيث التقيت بالسيدة رئيسة الاتحاد السويسري، كما اسعدني القيام بزيارة البرلمان السويسري ولقاء رئيسه، والتقيت كذلك بعمدة مدينة بيرن، ولا تزال العلاقات بين البلدين الصديقين تشهد تعاوناً مستمراً في مختلف الأصعدة، ولعل الاتفاقيات التي تم التوصل اليها مع الحكومة السويسرية في السنوات الأخيرة في المجالات المالية والقانونية والسياسية تعكس التفاهم الجيد بين الطرفين، وهو ما نعول عليه في استكمال مسيرة هذه العلاقات المتميزة على مختلف الصعد». وخاطب المحمد عمدة جنيف بالقول «نحن في الكويت لا ننسى مواقف اصدقائنا ازاء عدوان صدام حسين على الكويت عام 1990، اننا لا ننسى موقف بلدكم المؤيد للكويت اثناء ازمتها، وتفاعلكم مع شعبنا في محنته، من خلال مطالبتكم المستمرة بضرورة تطبيق القوانين والمواثيق الدولية وانهاء العدوان، ولا ننسى موقف سويسرا ولا كيف تفاعلت مدينة جنيف مع معاناتنا ابان غزو صدام حسين، عندما فتحت مدارسها لابنائنا، وقدمت خدماتها لكل الكويتيين المقيمين على اراضيها بالمجان. كما لا ننسى كذلك موقف الحكومة السويسرية من قضية الأسرى والمفقودين، من خلال جهودها التي بذلتها داخل اللجنة الدولية للصليب الأحمر».
مشاركة :