بعد مشاورات مطوّلة استمرت أياماً، بدأ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب تسمية أعضاء إدارته المقبلة بجملة تعيينات سعى خلالها إلى إحداث نوع من التوازن بين «المؤسسة الجمهورية» وأقصى اليمين المتطرف. واختار ترامب رئيس الحزب الجمهوري رينس بريباس لتولي منصب كبير موظفي البيت الأبيض، ليمسك هذا السياسي المحنك دفة إدارة الرئيس الجديد لرأب الصدع داخل الحزب الجمهوري وطمأنة جميع الأجنحة داخله إلى نيته مواصلة الحفاظ على بنيته. كما سمى مدير حملته اليميني المتطرف، الذي يعد على أقصى يمين «حزب الشاي» صاحب العلاقات بالحركات المتطرفة الأوروبية ستيفن بانون لمنصب كبير المستشارين والمخططين الاستراتيجيين، الأمر الذي أثار انتقادات إسلامية وديمقراطية. وإذ دان ترامب الهجمات ضد المسلمين، ساعياً في الوقت نفسه لتهدئة مخاوف جمة أثارها انتخابه، ودعت آلاف المتظاهرين لتحديه يومياً في الشوارع، أبدى موقفاً حازماً جداً في العديد من الملفات الأساسية على جدول أعماله المحافظ مثل الهجرة والإجهاض وحمل السلاح. إلى ذلك، توقّع وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية الأسبق، الدبلوماسي والسياسي المخضرم، هنري كيسنجر، أن تأخذ القوى العظمى وقتها لدراسة وتقييم نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية التي أسفرت عن فوز دونالد ترامب، لكن تنظيم «داعش» والجماعات الجهادية» الأخرى ستتعمد اختبار ترامب باكراً، من خلال شن هجمات، لتقديرها أن ردّة فعله تتناسب مع أهدافها. في السياق ذاته، قال قادة من حركة طالبان وأنصار تنظيم «داعش» إن خطاب ترامب ضد المسلمين، الذي كان جزءاً من حملته الانتخابية، سيساهم بشكل مثالي في تعزيز مساعيهم للتجنيد، لاسيما بين الشباب الساخطين في الغرب. وفي موقف يثير السخرية بتناقضه، قال أبو عمر خرساني، وهو قيادي كبير لتنظيم «داعش» لـ«رويترز» إن «هذا الرجل مجنون تماماً. كراهيته المطلقة للمسلمين ستسهل علينا مهمتنا لأننا نستطيع تجنيد الآلاف».
مشاركة :