تترقب الدوائر السياسية في أوروبا، الانتخابات الرئاسية الفرنسية، وهى الأكثر تأثيراً على خرائط القوى السياسية والاجتماعية فى الغرب، وربما فى العالم، لفترة طويلة قادمة، ومع مخاوف فرنسية من تداعيات أفول الجمهورية الخامسة، وفى الوقت الذى تشتد فيه مخاوف أنصار الحرية والمساواة والعدالة فى العالم من فوز “مارين لوبن” مرشحة حزب الجبهة الوطنية الذى يُمثَّل التيار القومى المتطرف.. وترى مراكز الأبحاث والدراسات في القارة العجوز “أوروبا” ، أن “القلق الغربي” من فوز “مارين لوبن” يرجع إلى توقعات قائمة بإنقلاب كامل في سياسة فرنسا الخارجية والداخلية، وأفول الجمهورية الخامسية الفرنسية، فعلى الصعيد الخارجي واضح أنها تريد الترابط مع روسيا، وقد استقبلها بوتين أخيراً في موسكو، وأن توجهها للخروج من الاتحاد الأوروبي واليورو سيؤدي إلى تفكك أوروبا وإضعافها، لأن فرنسا مع ألمانيا هما محرك الاتحاد الأوروبي. 50 ألف جندي لتأمين 47 مليون ناخب وقيل أسبوع تقريبا، من نشر مظلة ترتيبات أمنية مشددة، وبمشاركة أكثر من خمسين ألف عنصر من الشرطة والدرك ، لتأمين47 مليون ناخب الأحد المقبل 23 من الشهر الجاري ،إيتوجهون إلى صناديق الاقتراع للتصويت في 67 ألف مركز انتخابي موزعة في أنحاء البلاد، خلال الدور الأول من الانتخابات الرئاسية، والدور الثاني يوم 7 مايو/ آيار المقبل .. فإن التنبؤ بنتيجة هذه الانتخابات صعباً إن لم يكن مستحيلاً لسببين : أولهما أن نسبة الناخبين المترددين أكبر من أن تسمح بتوقع كيفية توزيع الأصوات الانتخابية، فضلاً عن وجود نسبة كبيرة أخرى من المحبطين الذين لن يقترعوا فى هذه الانتخابات.. أما السبب الثانى، فهو أن فشل استطلاعات الرأى العام فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة، وقبلها فى استفتاء البريكزيت البريطاني، مما يدعم الشكوك فى جدوى الاعتماد على نتائج مثل هذه الاستطلاعات فى فرنسا. أسباب غموض المشهد السياسي وعلى الرغم من عدم وضوح المشهد الفرنسي ختى الآن، ، ترى صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية، أن عدم وضوح الرؤيا يرجع إلى استطلاعات الرأي المتقاربة، وبسبب الاستراتيجيات المتعددة للمرشحين، وهذا ينذر بعاصفة ستهب على فرنسا.. ووصفت الصحيفة، الحملة الانتخابية الفرنسية بالهستيرية التي كانت رهينة للمشكلات القضائية وللخصومات الشخصية وللمحسوبية، آملة بأن تستطيع الأحزاب أن تشكل تحالفات متينة لحكم البلاد.. بينما ترى صحيفة “لوباريزيان” الفرنسية ، أن الشيء الذي يبقى مجهولًا هو نتيجة الدورة الأولى، والثنائي الذي سيتنافس في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية، وقالت الصحيفة: “نحن اليوم أمام معادلة لم تشهدها قط الجمهورية الخامسة، وقد نجد أنفسنا أمام خيار صعب في الدورة الثانية وهو مواجهة بين أقصى اليمين وأقصى اليسار. ويؤكد تقرير صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، أن العالم ينظر بخشية وبترقب لما ستسفر عنه الانتخابات الرئاسية الفرنسية، صحيح أن العالم يخشى فوز زعيمة حزب الجبهة الوطنية اليمينية، لكن “شعبوية” أقصى اليسار خطيرة كذلك، وأن الفرنسيين قد يصوتون ضد لوبان في الدورة الثانية، لكن هزيمتها يجب ألا تتناقض مع إخفاقات نموذج الرفاه الاجتماعي الفرنسي الذي ألحق أضرارًا بالغة بفرنسا وبالاتحاد الأوروبي. في مواقع الصدارة : اليمين التفليدي .. واليسار التقليدي وبحسب تقديرات الدوائر السياسية في باريس، فإن مواقع الصدارة في المشهد، بقيت لتيارين رئيسيين هما اليمين التقليدى ممثَّلا فى أحزاب ليبرالية، وأخرى محافظة معتدلة، واليسار التقليدى بأحزابه الاشتراكية المتنوعة، إلا أن لجمود السياسى الذى خيمَّ على معظم الدول الأوروبية والولايات المتحدة خلال العقود الأخيرة، أدى إلى تراجع ثقة قطاعات يُعتد بها من ناخبى هذين التيارين، وأفسح مجالاً لصعود تيارات قومية شعبوية يُطلق عليها تجاوزاً اليمين المتطرف فتمددت فى المجتمع بعد أن كانت محصورة فى هامش ضيق. ويرى محللون ومراقبون، أن فرصة مرشح اليمين التقليدى، فرانسوا فيون، قد ضعفت على المنافسة بسبب فضيحة الفساد التى تطارده، فى الوقت الذى كانت فيه فرصة مرشح اليسار التقليدى بونوا آمون ضعيفة من الأصل وخاصة بعد فشل محاولات التوفيق بينه وبين المرشح اليسارى الأكثر تشدداً منه جان جاك ميلانشون، لكى ينسحب أحدهما لمصلحة الآخر، مما يجعل المنافسة بين المرشحة القومية الشعبوية لوبن، والمرشح الذى يرسم ملامح مساحة وسطية جديدة فى الخريطة السياسية إيمانويل ماكرون. المنافسة بين “إيمانويل ماكرون” .. و “مارين لوبن” كما يشهد جان لوك ميلنشون ــ 65 عاما ـ مرشح اليسار الراديكالي للرئاسة في فرنسا، تقدما ملحوظا في استطلاعات الرأي في الفترة الأخيرة، وكان سبق أن ترشح للرئاسة عام 2012، وحل في المركز الرابع حيث حصد 11,1 بالمئة من الأصوات، ويحمل شعار “المستقبل المشترك” في حملته الانتخابية ومع قراءة تطورات ومناخ المشهد السياسي الفرنسي، يؤكد المراقبون لحملات الانتخابات الرئاسية، أن المنافسة على أشدها بين الوسطي إيمانويل ماكرون ومرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن، يتبعهما المحافظ فرنسوا فيون وممثل اليسار الراديكالي جان لوك ميلنشون، مع بقاء المجال مفتوحًا لأية مفاجآت .شارك هذا الموضوع:اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة)انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة)اضغط للمشاركة على Google+ (فتح في نافذة جديدة)
مشاركة :