صعد تنظيم داعش الإرهابي من هجماته على عناصر الجيش السوري الحر المدعومين من تركيا مع اقتراب عملية درع الفرات من دخول «الباب» التي تعد من أهم معاقله الرئيسية شمال سوريا، فيما اتخذت أنقرة خطوات احتياطية في جرابلس وعلى حدودها مع سوريا وسط أنباء عن توتر في أعزاز. وأكد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم في كلمة أمام اجتماع الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية الحاكم بالبرلمان التركي أمس، أن مقاتلي «الحر» المدعومين من تركيا اقتربوا جدا من مدينة الباب وأنه سيجري تطهير المنطقة من مقاتلي «داعش» قريبًا. وقالت مصادر عسكرية تركية إن القوات المشاركة في عملية «درع الفرات» تتحرك نحو «الباب» بسرعة كبيرة لكنها تواجه مقاومة عنيفة من عناصر «داعش» على مدى اليومين الماضيين. وعادت تركيا إلى القصف الجوي لمواقع وعناصر التنظيم بالتنسيق مع موسكو بعد أن كان النظام السوري والمتحالفون معه هددوا باستهداف الطائرات التركية وبالفعل توقفت الطلعات الجوية التركية لنحو 3 أسابيع. وسيقوم يلدريم بزيارة إلى موسكو في الخامس من شهر ديسمبر (كانون الأول) المقبل حسبما أعلنت رئاسة الوزراء التركية، أمس، لافتة إلى أن مباحثاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء ديمتري مدفيديف ستتناول في جانب منها ما توصلت إليه عملية «درع الفرات» في شمال سوريا. وتنسق أنقرة مع موسكو عبر آلية ثلاثية من القوات المسلحة والمخابرات ووزارتي الخارجية بالبلدين، وتمد روسيا الجيش التركي بمعلومات استخباراتية في إطار «درع الفرات»، كما تعمل على التنسيق مع النظام السوري لعدم وجود اتصالات مباشرة لأنقرة معه. وكان الجيش التركي أعلن مقتل 9 من عناصر الجيش الحر وإصابة 52 آخرين في إطار الاشتباكات الدائرة حول الباب، فيما يشير إلى مقاومة عنيفة يبديها التنظيم الإرهابي لمنع قوات «درع الفرات» من دخول معقله في ريف حلب الشمالي الشرقي. وسيطرت قوات «درع الفرات» على مناطق جبل الدير والحدث وقبة الشيح القريبة من «الباب» لتكمل سيطرتها على 27 قرية بريف حلب الشمالي الشرقي. واستمر لليوم الثاني على التالي إغلاق بوابة أونجوبينار الحدودية في محافظة كيلس الواقعة على الحدود التركية السورية بعد أن تصاعدت المواجهات مع عناصر «داعش» ووقوع بعض المناوشات بين فصائل من المعارضة السورية في مدينة أعزاز قرب الحدود التركية. وقال إسماعيل جطاكلي والي كيلس، إن الحدود أغلقت مؤقتًا أمام المساعدات الإنسانية والحركة التجارية بسبب التطورات على الجانب السوري. ولم يتضح إلى متى سيستمر إغلاقها. كما ذكرت تقارير إعلامية تركية أن قوة عسكرية تركية أغلقت مستشفى مدينة جرابلس الوحيد بعد شهر من افتتاحه من جانب السلطات التركية في المدينة التي يسيطر عليها الجيش الحر، دون ذكر أسباب. وأضافت أنه تم سحب جميع المعدات من المستشفى لدواع أمنية، وإغلاق المستوصف القديم ومركز اللقاح في المستشفى. وجاء إغلاق المستشفى بموجب قرار من والي غازي عنتاب الذي تشرف ولايته عليه. وكانت وزارة الصحة التركية افتتحت المستشفى في مبنى مدرسة مهجورة عقب سيطرة فصائل الجيش الحر على المدينة في إطار عملية «درع الفرات» بطاقة 40 سريرا و8 عيادات، ويعمل فيه 80 موظفا، بينهم أطباء وطاقم تمريض وعمال إسعاف، وتصل قدرته الاستيعابية في اليوم الواحد إلى 400 مريض.
مشاركة :