سيطرت فصائل «درع الفرات» أمس على مزيد من القرى المحيطة بمدينة الباب، مضيّقة الخناق أكثر على تنظيم «داعش» في آخر معاقله في ريف حلب الشمالي الشرقي، فيما واصلت «قوات سورية الديموقراطية» زحفها نحو مدينة الرقة، العاصمة المفترضة لـ «داعش» في شمال سورية، في إطار عملية يدعمها الأميركيون وأُطلق عليها اسم «غضب الفرات». وتحدث «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في تقرير أمس، عن اشتباكات عنيفة تدور بين «داعش» والفصائل المقاتلة والإسلامية العاملة ضمن «درع الفرات» والمدعّمة بقوات وطائرات تركية في ريف مدينة الباب «حيث تمكنت الفصائل من السيطرة على 4 قرى هي حزوان ووقاح وكفيرا وبيشن جرن». وأوضح أن الفصائل تكون قد سيطرت على 29 قرية منذ 8 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري و «هي وقاح وكفيرا وحزوان وبيشن جرن وقديران والدانا وسوسيان وعولان والعون وجبل الدير والحدث وقبة الشيح وحج كوسا وحليصة وبصلجة وأقداش والشعيب وتليلة وشدار وشويحة وسوسنباط وترحين ويازجي وعرب جودك ونعمان وبتاحك ومسيبين والشيخ علوان وزميكة». وفي هذا الإطار، نقلت وكالة «رويترز» عن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم قوله أمس إن عناصر المعارضة السورية المدعومين من تركيا يقتربون من الباب وإنه سيجري تطهيرها من «داعش» قريباً. وكان يلدريم يتحدث أمام أعضاء من حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يرأسه في البرلمان في كلمة بثتها قناة «تي أر تي أخبار» على الهواء مباشرة. وقال اثنان من قادة المعارضة أول من أمس، إنها تعتزم بدء هجوم وشيك على الباب وهي معركة قد تثير قتالاً جديداً مع جماعات كردية تقاتل من أجل السيطرة أيضاً على المنطقة. على صعيد آخر، ذكرت شبكة «الدرر الشامية» أن «الجبهة الشامية» و «حركة أحرار الشام اﻹسلامية» أعلنتا، في بيان مشترك، الاتفاق على حل الخلاف الذي حصل بينهما أول من أمس، على أحد الحواجز في مدينة أعزاز الحدوديّة بريف حلب الشمالي، وقدمتا اعتذاراً لـ «الشعب والأمة» عما حصل. ويشارك هذان الفصيلان في عمليّة «درع الفرات» ضد «داعش»، لكن الخلاف بينهما دفع بأنقرة إلى إغلاق معبر باب السلامة قرب اعزاز في شكل موقت. أما في محافظة الرقة، فقال «المرصد» إن معارك عنيفة تدور بين «داعش» و «قوات سورية الديموقراطية» في الريف الشمالي للمحافظة وفي ريف بلدة عين عيسى، شمال غربي الرقة، مشيراً إلى أن طائرات التحالف قدّمت دعماً لـ «سورية الديموقراطية» وساعدتها في «تحقيق تقدم جديد في حملة «غضب الفرات» التي تهدف إلى عزل مدينة الرقة عن ريفيها الشرقي والشمالي، تمهيداً للسيطرة عليها وطرد التنظيم منها». وتابع «المرصد» أن «قوات سورية الديموقراطية تمكنت خلال الـ 24 ساعة الفائتة من التقدم والسيطرة على نحو 10 مزارع وقرى ومواقع بينها جمجم وتل ضامر والمشاهدة» كان «داعش» يسيطر عليها، ليرتفع بذلك إلى 43 عدد ما سيطرت عليه هذه القوات من قرى ومزارع ومواقع منذ بدء العمليات العسكرية ضد التنظيم في 6 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري. ولفت إلى أن «داعش» فجّر عربة مفخخة واحدة على الأقل في منطقة المشاهدة، مضيفاً أن الاشتباكات أسفرت عن سقوط خسائر بشرية في صفوف الجانبين، بينما تتواصل حركة النزوح لعشرات المواطنين نحو مناطق بعيدة من الاشتباكات. لكن وكالة «رويترز» تحدثت، في المقابل، عن بدء أُسر سورية العودة إلى قرية الهيشة بعدما طردت «قوات سورية الديموقراطية» عناصر «داعش» منها يوم السبت. وأظهر مقطع فيديو حصلت عليه «رويترز» مجموعة من السيارات تنقل أفراد العائلات العائدة إلى القرية. وقال أحد سكان القرية العائدين ويدعى بسام العايد: «راجعون إلى قُرانا ... إلى بيوتنا. الحمد لله رب العالمين تحررنا، ونحن فرحون وسعداء بعودتنا إلى بيوتنا». وقال آخر يدعى عدنان الخنيس: «راجعون إلى بيوتنا، وانتهينا من داعش ومن إرهاب داعش. إننا سعداء بخلاصنا من أفكارهم». وقال عمر علوش عضو «حركة المجتمع الديموقراطي»: «قرية الهيشة من القرى الكبيرة المحيطة بمدينة الأبيض القريبة منها. تم إجلاء سكانها والمدنيين منها نتيجة الأعمال القتالية قبل أربعة أيام وبعد هذا التحرير مباشرة تم السماح للأهالي بناء على طلبهم بالعودة إلى القرية بعد أن تم اتخاذ التدابير اللازمة لحمايتهم أولاً وأيضاً بعد تنظيفها من الألغام التي زرعها داعش قبل خروجه وطرده منها». ويدير التنظيم المتشدد معسكرات تدريب في الرقة كما يخطط لعملياته منها. على صعيد آخر، قال «المرصد» إن اشتباكات تدور في محيط اللواء 137 وأطراف قرية الجفرة في دير الزور (شرق سورية)، بين قوات النظام والمسلحين الموالين من جهة، وتنظيم «داعش» من جهة أخرى، في حين قصفت طائرات حربية مناطق في أحياء الحميدية والحويقة والصناعة بمدينة دير الزور، ما أدى إلى سقوط جرحى.
مشاركة :