ورحل عطار الخير والمحبة

  • 3/19/2014
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

لقد كان وظل حتى انتقاله إلى رحاب الله إنسانا وفيا عطوفا خلوقا نبيلا محسنا، وتعددت محاسنه وبما لا يتيح لي هذا الحيز ذكرها كلها أو بعضها ومثلما رحل عنا في صمت كان عطاؤه أيضا في صمت تاركا الكثير من المناقب والمآثر ولم يبق لنا سوى ذكراه العطرة. هنالك من عباد الله الصالحين الذين اختصهم سبحانه وتعالى بقضاء حوائج الناس حيث وهبوا أنفسهم الزكية لما كرمهم به الله، وقد كان رجل الأعمال الشيخ محمد سراج عطار واحدا من هؤلاء المحظوظين الذين اصطفاهم الله عز وجل وسخرهم لخدمة وإغاثة الملهوفين ونجدة المحتاجين واليتامى والمساكين دون أن تعلم يسراهم ما فعلت يمناهم، وكان المغفور له بإذن الله تعالى يمنح ويعطي في صمت دون صوت أو ضجة، وفي هذا ذكر الأستاذ المخضرم محمد سعيد طيب – بعد الرحيل المفجع – مناقب لم نكن نعرفها أو ندركها من قبل عن الشيخ عطار لكن آثر الأستاذ طيب أن يذكرها أمام جمع من الحضور وهو يبدي أسفه قائلا لم أكن أتمنى أن أسردها لولا هذا الظرف العصيب الذي غيب الموت فيه هذه الإنسان العطوف النبيل وهذه القامة الصالحة الشامخة في فعل الخير والمحبة، وأفصح - رغما عني - عن آخر أعماله الخيرية الجليلة حتى تبقى نبراسا يحتذي بها عباد الله الصالحون المهتدون – بعون الله تعالى، واستطرد الأستاذ طيب قائلا والحزن في عينيه: «لقد أنشأ العطار دارا للأيتام بمكة المكرمة لتستوعب 800 يتيم ويتيمة ملحقا بالدار مسجدا ومكتبة ومقرا للاجتماعات ومجلس أمناء على رأسهم الدكتور الشيخ صالح بن حميد إمام وخطيب الحرم المكي الشريف، ومساحة فارغة لإقامة مشروعات وتوسعة مستقبلية تأمينا لحاجة الوقف بتكلفة 250 مليون ريال، كما أسس مركزا لغسل الكلى بما يتجاوز الـ40 مليون ريال بارا به والده المغفور له بإذن الله عبدالسلام عطار، وهذا ما لم يعلن عنه أو يعرفه أحد من عباد الله، وهناك الكثير والعديد من المشاريع الخيرية المنفذة وتحت التنفيذ داخل مدن المملكة وخارجها وكلها مجهولة المصدر بالنسبة للآخرين لا يعرفها إلا الشيخ العطار نفسه وقليل من المؤمنين». لقد ضرب الراحل الشيخ سراج عطار أروع الأمثلة في أعمال الخير والبر والتقوى دون منة أو رجاء لجزاء أو شكور إلا مخافة الله سبحانه وتعالى وقد عاش ومات محسنا محبا للناس واهبا نفسه وجهده ووقته وماله لما فيه منفعة وخير العالمين. فهنيئا له يوم لا ينفع مال ولا بنون، وهنيئا له بما تذكره الألسن من أعماله الجليلة المنصبة لوجه الله في خدمة ورفاهية أخيه الإنسان، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.. نسأل الله تبارك وتعالى له المغفرة وأن يسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وأن يلهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان.

مشاركة :