الحرمان من النوم يؤدي إلى زيادة الوزن أصبح الأرق ظاهرة يعاني منها العديد من الناس، رجالا ونساء ومن مختلف الأعمار، تمر ليال دون أن نتذوق فيها طعم النوم، فتغدو نهاراتنا فاترة ومليئة بالكسل والخمول، حيث تتعطل فيها دورة حياتنا وترتبك ساعتنا البيولوجية وتضيع نهارات اليقظة دون تحقيق أي إنجاز بسبب الشعور بالتعب المتراكم إثر الحرمان من النوم. العربنهى الصراف [نُشرفي2016/11/16، العدد: 10457، ص(21)] النوم مهم للتحكم في الوزن تتعدد الأسباب التي تجعلنا مستيقظين طوال الليل يطاردنا شبح الأرق، ولا يمكن حصرها إلا أن أكثرها شيوعا قد يكون مرده متابعة برامج التلفزيون، نوبات العمل المسائية، حديثا هاتفيا بين المحبين، التدخين وتناول الكحول اللذين يسببان الأرق في بعض الحالات، إضافة إلى الاكتئاب والقلق النفسي. فإذا لم نحصل على كفايتنا من ساعات النوم (وقد حددها متخصصون بحوالي سبع ساعات)، سنصاب بالتأكيد ببعض العوارض مثل التعب وقلة الإنتاج، إضافة إلى التصرف بغرابة ومن دون تركيز، إلا أن الأهم من كل ذلك، بحسب ما يؤكد الباحثون، أننا سنشعر بجوع شديد حال استيقاظنا! ويرى الدكتور ماثيو إدلند، الباحث الأميركي المتخصص في دراسات النوم والصحة العامة ومؤلف “ميزة ساعة الجسم البيولوجية”، أن بعض الناس يلجأون إلى تعويض الحرمان الجزئي من النوم. فمنهم من يحاول أن يأخذ فترة قيلولة أطول في اليوم التالي أو يعوض بساعات نوم أطول في الليلة التالية، وربما يسرق بعض العاملين في نوبات العمل المسائية بعض “الغفوات” القصيرة أثناء العمل في الليل. وفي خضم أوقات النوم غير المنتظمة هذه، تملأ الثغرات في ساعات اليقظة الطويلة بالمزيد من وجبات الطعام الخفيفة التي تكون في معظمها مأكولات غير صحية، بسبب تعذر تحضير وجبات تم طهوها بداعي الجوع الذي يعقب الاستيقاظ من النوم مباشرة. واطلعت مجموعة من الباحثين في كلية كينغز كوليدج في لندن بالتعاون مع باحثين في جامعة أمستردام، على مجموعة من الدراسات أجريت على عينة من الأشخاص في تجربة لغرض البحث، تم حرمانهم فيها من النوم جزئيا وسمح لهم بأربع ساعات فقط من النوم أثناء الليل، وذلك في محاولة للتعرف على شعورهم بالجوع بعد الاستيقاظ مباشرة. وتبين من خلال مراقبة النتائج، أن أفراد العينة استهلكوا ما معدله 385 سعرة حرارية إضافية عن مجموع السعرات التي اعتادوا على تناولها يوميا. وتعد هذه الزيادة كبيرة نسبيا إذا ما أحصينا عدد أفراد المجتمع الذين يصابون بالأرق أو يضطرون لاختصار ساعات النوم في الليل لشتى الأسباب. فهذه النسبة الكبيرة من شأنها زيادة معدل السمنة في العموم، في حين وجد الباحثون أن الإحساس بالنعاس بسبب الحرمان من النوم يزيد الرغبة ليس في تناول المزيد من الطعام فحسب، بل في استهلاك الأطعمة التي تحتوي على نسبة دهون وسكر عالية. الأفراد الذين يستيقظون في الثالثة أو الرابعة فجرا لا ينتظرون حتى موعد الفطور بل يبادرون بتناول أي نوع من الطعام وأشارت الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يصابون بالأرق ويستيقظون في الثالثة أو الرابعة فجرا لا ينتظرون، في الغالب، حتى موعد الفطور بل يبادرون بتناول أي نوع من الطعام المتاح أمامهم بسبب إحساسهم بالجوع الشديد والمسافة الزمنية التي تفصلهم عن أول وجبة طعام رئيسية. وبالتأكيد لن يكون هذا الطعام طبقا من السلطة أو قطعة فواكه أو صحنا من دقيق الشوفان المطهو بعناية، وسيكون الخيار الأسرع والأسهل قطعة من الشيكولاتة أو كيسا من البطاطا المقرمشة، وهي أكثر الخيارات المتاحة مثلا في أماكن العمل التي تتوافر على نوبات عمل ليلية مثل المستشفيات، خاصة وأن معظم الناس، كما يؤكد المتخصصون في التغذية، يعدون تناول الطعام نوعا من المكافأة لهم على مجهود أو عمل متعب. لكن ما الذي تتركه مثل هذه العشوائية على توازن النظام الغذائي في جسم الإنسان؟ وثق باحثون في جامعة شيكاغو الأميركية نتائج فحوص الغدد الصماء لأشخاص يعانون من الحرمان من النوم، ووجدت الدراسات أن هناك تقلبا وتفاوتا في عمل بعض الهرمونات في الجسم مثل هرمون الكريلين والليبتين، وهما نوعان يتأثر عملهما عند شعور الإنسان بالجوع أو التخمة، حيث وجد أن الأشخاص الذين يحصلون على 4 ساعات فقط من النوم مقارنة بـ7 ساعات اعتادوا عليها، ويميلون إلى تناول كميات أكثر من الطعام وهي في الغالب مشبعّة بالدهون والسكريات. إذ يظهر هذا التأثير الواضح على نسبة الغلوكوز في الدم بعد مرور ليلة واحدة فقط من الحرمان من النوم، يتبعه شعور بالغثيان والتعب والمزاج السيء وعندما يتعرف الجسم إلى أن نسبة الغلوكوز منخفضة، فإنه يعزز الإحساس بالجوع. ولأن الحرمان من النوم يتسبب في زيادة الوزن، لذا ينصح متخصصون بضرورة الالتزام بروتين النوم المعتاد قدر الإمكان للوقاية من الأمراض التي قد يسببها النقص في النوم مثل السمنة والسكري، وأمراض القلب وربما بعض أنواع السرطان. فإذا كان لا بد من المرور بليال طويلة من الأرق خارجة عن إرادتنا، فمن الأفضل اللجوء إلى الأطعمة الصحية التي تحتوي على ألياف بدلا عن الوجبات السريعة المليئة بالسعرات الحرارية. كما ينصح المختصون بالقيام بتمارين رياضة إضافية وخصوصا مضاعفة عدد الدقائق المخصصة لرياضة المشي الصباحية. وفي السياق ذاته، يؤكد الدكتور مايكل بريوس، وهو طبيب نفسي أميركي ومحاضر بالأكاديمية الأميركية لطب النوم، أن هناك العديد من الأدلة التي تشير إلى أهمية النوم في التحكم بوزن الإنسان، حيث يؤدي الحرمان من النوم إلى السمنة واضطرابات التمثيل الغذائي إضافة إلى مرض السكري، في حين أن قلة النوم ليلا تعني استهلاكا أقل للسعرات الحرارية أثناء النهار بسبب الكسل والخمول. كما أشارت دراسة حديثة إلى أن الأشخاص الذين يسهرون إلى وقت متأخر من الليل وينامون ساعات أقل، يستهلكون الطعام خلال فترة ما قبل النوم أكثر من الأشخاص المعتادين على النوم مبكرا. :: اقرأ أيضاً قطاع الأزياء يكتشف المسلمات كزبائن
مشاركة :