سعد رحيم: كتابة الرواية مغامرة خطيرة

  • 11/16/2016
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة: الخليج يرى الكاتب العراقي سعد محمد رحيم أن كل نص هو وليد واقع ثقافي تاريخي خاص، حتى وإن ابتغى التمرد على ذلك الواقع وتشريحه وإدانته، وقد أصدر رحيم عدداً من الأعمال الإبداعية، منها الصعود إلى برج الجوزاء، ومقتل بائع الكتب وترنيمة امرأة.. شفق البحر، وغسق الكراكي، إضافة إلى كتاب نقدي بعنوان سحر السرد دراسات في الفنون السردية، وقد فاز عن استحقاق وجدارة بجائزة كتارا القطرية في دورتها الثانية 2016 عن روايته ظلال الجسد.. ضفاف الرغبة، وهنا حوار معه، فإلى التفاصيل: *هل أعمالك الروائية والقصصية ودراساتك النقدية ترى الواقع العراقي بعين المثقف والكاتب؟ وماذا يمكن أن يكون غير ذلك، فكل نص هو وليد واقع ثقافي تاريخي خاص، حتى وإن ابتغى التمرد على ذلك الواقع وتشريحه وإدانته، وبطبيعة الحال فإن أي نص أدبي هو جزء من صورة الواقع، كما التقطتها عين الكاتب المثقف، والواقع العراقي خلال القرن الأخير بقي زاخراً بالأحداث التي توفر للكاتب السارد القاص والروائي منجماً هائلاً يمكن الاغتراف منه، ويبقى الأهم هو كيفية تعاطيه مع تلك الأحداث والوقائع فنياً، بواسطة اللغة وتلاوين الخيال واستخدام التقنيات المناسبة وتأشير زاوية الرؤية وعمقها. *شخصياتك الروائية، هل تتمتع بحالة من الانعتاق من سلطة الكاتب اللغوية والفكرية؟ هذه المهمة عسيرة، مخلوقات الكاتب هي أناه وقد تشظّت، تلك الأنا المركّبة المتناقضة بهذه الدرجة أو تلك، والتي يصيّرها الواقع المعيش والتاريخ ويحوِّلانها، وإذا كنت أبغي لشخصيات رواياتي الحرية والتصرف على وفق هواها وأمزجتها، فإنها تبقى محكومة بشروط العالم الروائي الذي خلقته، وبمقتضيات أسلوبي ولغتي، وهذا ما يجعلني أحياناً أدخل في صراعات معها لا سيما حين تستحوذ إحداها على مساحة أكبر مما تستحق، وفي الغالب أصل معها إلى تسوية مُرضية لكلينا بهذا الصدد، فمن الحماقة أن أدع شخصية ما تخرِّب روايتي من الداخل. *إلى أي مدى تشعر بأنك حر في مقاربة المحظورات في أعمالك؟ في عالم الكتابة والثقافة عموماً لا توجد حرية مطلقة، حتى في الغرب، هناك مساحات تختلف من بلد إلى آخر ومن ثقافة إلى أخرى، ولا شك أن مدى هذه المساحات في ثقافتنا العربية هو أقل بكثير مما في الجانب الآخر من البحر، نحن نتحرش بالمحظورات، ونقتنص الفرص لتوسيع تخوم حريتنا في الكتابة، ونجد في المواربة والرمزية والتورية والاستعارة ما نكمل به المسلوب من حريتنا، واليوم بتنا نخشى الرقيب الاجتماعي أكثر من خشيتنا من الرقيب الرسمي، وهذا لا يعني أن نستسلم، وعلى من يتصدى لكتابة الرواية أن يعرف أنها مغامرة في ممرات مموهة وشائكة وخطيرة، اختراق المحظورات ليس مناسبة للمباهاة ولفت الانتباه بقدر ما هو وسيلة لتعرية الواقع عبر طرح الأسئلة الصادمة والمقلقة. *أين دور المثقفين والمفكرين في مواجهة الفكر المتطرف والإرهاب؟ من يوقف فكر التطرف والإرهاب غير النخب المتنورة من المثقفين والمبدعين؟ فهم وحدهم - إعلاميين وأدباء وفنانين ومفكرين وأكاديميين -باستطاعتهم خوض المواجهة المكشوفة مع ذلك الفكر الظلامي، الذي إن لم يوقف عند حدِّه سيصيب جسمنا الاجتماعي كالسرطان في مقتل، فإن سكت المثقفون العرب اليوم يكونون قد ارتكبوا بحق أنفسهم ومجتمعهم والتاريخ جريمة الخيانة العظمى الأكبر.

مشاركة :