القرية العالمية.. يوتوبيا القـــرن الحادي والعشرين

  • 11/17/2016
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

مصطفى عبد العظيم(دبي) انشغل العديد من الفلاسفة والمفكرين، على مر العصور، بداية من أفلاطون وأرسطو مروراً بالفارابي ووصولاً إلى توماس مور، بفكرة «اليوتوبيا» أو ما يعرف بـ«المدينة الفاضلة»، وهي الفكرة التي مازالت في نظر الكثيرين ضرباً من الخيال. ورغم أن فكرة اليوتوبيا والتي تطلق على المكان الذي يبدو كل شيء فيه مثاليًا ويزخر بأسباب الراحة والسعادة لكل من يتواجد فيه، ظلت حلماً يراود الفلاسفة لعصور طويلة، إلا أنها لم تخرج عن ذلك المفهوم الفلسفي الأمر الذي وضع الفكرة رغم دلالاتها المثالية، في مرمى الانتقادات المتواصلة من المفكرين والواقعيين. ولكن وبعيدا عن تلك الانتقادات، تُعبر اليوتوبيا في عمقها عن إيمان قوي بقدرة الإنسانية على تحقيق الخير والسعادة، شريطة أن تتبع طريقا آخر، مغايرا للطريق المتبع في المجتمعات الواقعية، ذلك أن اليوتوبيا لا تقترن باللامعقول، وليست خيالا جنونيا، يناقض العقل، بل إنها تبقى نظريا قابلة للتحقيق الفعلي. وبالنظر إلى نموذج القرية العالمية في دبي التي انطلقت قبل 21 عاماً، كسوق ليلي يعرض منتجات عدد محدود من الدول، سرعان ما تحول إلى حدث عالمي يجسد روح ونهج دولة الإمارات المتأصل في تعزيز التقارب بين الشعوب والثقافات، وإلى فضاء مفتوح يطل الزوار من خلاله على ثقافات وحضارات شعوب العالم، بات مفهوم اليوتوبيا أقرب إلى الواقع، لما جسدته القرية العالمية من نموذج لما يجب أن يكون عليه العالم. ومع دخول القرية العالمية عقدها الثالث، فإنه لا يمكن لأي متابع لتاريخ القرية أن يختزل ما حققته من إنجازات في لغة الأرقام فقط، إذ امتدت هذه الإنجازات إلى ما هو إبعد، كونها نجحت فيما لم ينجح فيه رجال الساسة أو رواد أفكار الفلاسفة من امكانيه وجود المدينة أو القرية «الفضلى» التي تتصالح وتقارب على أرضها حضارات العالم بدلا من أن تتصادم وتتصارع. ... المزيد

مشاركة :