المقال الذي أبكى الملايين !!!

  • 11/17/2016
  • 00:00
  • 64
  • 0
  • 0
news-picture

اعتراف: أنا مُدمن يوتيوب..! أهرب إلى مدائنه بعيداً عن العالم الواقعي والافتراضي.. أنتقل عبر آلته إلى كل زمان ومكان وبسرعة (كليك)..! أحياناً أوجّه البوصلة لقاربي نحو الجزر التي أريد الإبحار نحوها.. وأحياناً أترك الأمر للرياح اليوتيوبية تاركاً لها مهمة تسيير أشرعتي نحو الذي تريدني أن أراه..! بالأمس شعرت بحاجتي لجرعة طرب في ليلة تعملق فيها قمر السماء.. فكتبت في محرك البحث كلمة: (أغنية).. فقط.. ثم نقرت على الماوس فكان الآتي من النتائج: (الأغنية) التي ستحرق قلبك ولن تترك دمعة دون أن تريقها من عينك..! يا ساتر..!! مجموع المشاهدات تجاوز الثلاثين مليوناً..! نفسياااااات.. النتيجة التي بعدها: (الأغنية) التي انهار كل من سمعها.. وعدد المشاهدات تجاوز السبعة وعشرين مليوناً.. ياااه.. الانهيار العربي ليس سياسيا واقتصاديا واجتماعيا فحسب، بل طربي أيضاً.. أما التي تليها فجاءت بصياغة إثارة مختلفة: (الأغنية) للخائنين فقط..! يا واااد انت..! من مجموع عدد المشاهدات بدت لي نسبة الطلاق المرتفعة جداً: معقولة جداً جداً بصراحة.. أما التي بعدها فكان الترويج لها على نسق مُغاير: (الأغنية) التي ستنساها لو (لم) تسمعها..! عجيب..!!! بصراحة قاومت نفسي كثيراً كي (لا) أسمعها..! والأعجب من ذلك كله أن كل الأغاني السابقة وبعدد مشاهداتها الضخم كانت تحت خط الذائقة السمعية وإن جاملتها سأصفها بـ العادية جداً وسأتبع (جداً) بـ جداً جداً جداً..! أعتقد جازماً أن عدد المشاهدات كان قائماً على صياغة (الترويج) لها لا أكثر ولا أقل.. وهو فن.. بل وعلم.. كيفية جذب الشرائح.. لفت انتباه الجماهير.. طرائق شَدّهم.. بالإثارة.. وخز المشاعر.. التشويق.. الغموض... الخ على فكرة: برامجنا الرياضية مكتظة بمثل هذه العناوين حتى وإن لم تتم كتابتها.. وخذ من الأمثلة ما تريد: الناقد الذي قال في رأي واحد: (لا) و (نعم) معاً..! مؤرخ مُسِن مُصاب بالضغط والسكر والروماتيزم و... (الزهايمر)..! إعلامي ثائر كزلزال مع كل هزة لموبايله.. شاعر جاهلي في عصر الحداثة..! المداخلة التي أنست الجميع (إيش كانت الهرجه)..؟ مقدّم برنامج و(طلبات) في ذات الوقت..! وأخيراً: البرنامج الذي ستنساه بعد مشاهدته فوراً.. وما أكثرها.. نهاية: مع السلامة..

مشاركة :