المقال الذي أبكى نصف العالم!

  • 10/31/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

لقراءة هذا المقال واجبات وشروط، كاستحضار الحزن والتصديق المطلق والشعور بشيء من القشعريرة، والأهم من ذلك كله ترقب حالة البكاء التي ستنتابنا فجأة، فالبكاء مع الجماعة بسبب أو بدون سبب دلالة على صلاح العاطفة الجياشة فما بالكم إن كان نصف العالم سيبكون معنا! لا أعلم نوع الرغبة التي كانت تدفعني للمسارعة إلى مثل هذه العناوين، ولا أعلم لماذا لا أبكي قط بعد الانتهاء من مشاهدة الفيديو أو المادة الصوتية أو المكتوبة التي تتخذ نصف العالم منصة تسويق لجذب هواة البكاء الحر، حتى إنني خشيت إصابتي بقسوة القلب أو عدم الإحساس. هذا النوع من العناوين والذي لا يمكن أن يتصف بالمصداقية هو حالة مطورة من أسلوب التسويق الشهير «حدثني أحد الثقات» والذي تناوب عليه غير واحد من الناصحين والمؤثرين، الأمر الذي يدعونا لغض الطرف خاصة إذا ما تعلق بالأجر أو الدين أو المتدينين، ذلك لأن العقل لا يستطيع التفكير في متناقضين بوقت واحد، فكيف يمكن أن يكون القائل كاذبا وهو يروّج للدين الذي ينهى عن الكذب ويحذر منه ولو مزاحا! إن استمراء مثل هذه العناوين والقصص مجهولة المصدر وتعاطيها المتكرر يصيب النفس مرة بعد مرة بخيبات أمل آنية وتشكيك في صحة القديم منها ولو كان صاحبها صادقاً فيما قال، فإن لم يكن ذلك التشخيص سليماً فما المرجو من حفلة البكاء هذه! وما العائد على النفس جراء هدر مخزون المشاعر البكائية التي قد نحتاج إليها في مواضع حقيقة لابد منها. الخشوع لا يعني الحزن، بل قد تدلل الابتسامة وشعور الفرح أعلى درجاته، والتغيير لا يتطلب ممارسة الانكسار وإنكار الذات في كل مرة، والتربية لا تتحقق بالتأنيب دائما، وإنما سينتج عن إدمان مثل هذه الممارسات ما لا قد يحمد عقباه على المدى الطويل، ذلك ما جعل الكذب آفة يحذر منها دين السلامة حتى في أحلك الظروف، أحبتي في الحقيقة هذا المقال لم يجهل أحدا يبكي.

مشاركة :