بارزاني في بعشيقة: رد إيجابي من بغداد على طلب الاستقلال

  • 11/17/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أعلن رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني أمس أن قوات البيشمركة لن تنسحب من المناطق التي حررتها قبل انطلاقة عملية تحرير الموصل في 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي باتفاق مع الولايات المتحدة الأميركية والحكومة الاتحادية في بغداد مشددا على أن الإقليم سيمضي في إجراء الاستفتاء على تقرير المصير فيما لم يتوصل إلى اتفاق مع الحكومة العراقية بهذا الشأن. وقال بارزاني في كلمة له ألقاها في اجتماع مع قادة قوات البيشمركة وممثلي المكونات القومية والدينية والمذهبية في مركز ناحية بعشيقة حضرته «الشرق الأوسط»: «نحن الآن في بعشيقة ونبعد بضعة كيلومترات عن الموصل وإن شاء الله ستحرر الموصل قريبًا»، مضيفا أنه «عهد جديد، تنظيم داعش يتوجه نحو الهزيمة الكبرى، التنسيق والتعاون بين قوات البيشمركة والجيش العراقي بإسناد التحالف الدولي تمخضت عنهما إنجازات كبيرة. وسيكون هذا التعاون أساسا لعلاقاتنا المستقبلية أيضا. الحمد لله اليوم حُررت تقريبا كافة أراضي كردستان من إرهابيي داعش». يشار إلى أن قوات البيشمركة حررت بعشيقة من تنظيم داعش في 8 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي في عملية عسكرية موسعة في إطار عمليات «قادمون يا نينوى» الخاصة بتحرير الموصل من تنظيم داعش. وأردف بارزاني بالقول إن «كثيرين يسألون ما دخلنا نحن في الموصل؟ جوابنا هو أن الأمن في إقليم كردستان يكون مهددا فيما إذا لم تكن الموصل مؤمنة. فلحين بقاء الإرهابيين في الموصل لا نستطيع أن نقول: إن إقليم كردستان مكان آمن. إضافة إلى أنه كان هناك أكثر من 300 ألف مواطن كردي يعيشون في الموصل قبل احتلالها من قبل (داعش)، ومن المهم لنا أن نعرف مصيرهم ومصير المكونات الأخرى أيضا. هذا إلى جانب أهمية الموصل الاقتصادية والاجتماعية». وتعتبر ناحية بعشيقة القريبة من الموصل ناحية استراتيجية حيث تبعد عنها نحو 12 كيلومترا عن مركز الموصل وبالسيطرة على بعشيقة تصبح عملية تحرير الموصل أسهل حيث فقد تنظيم داعش واحدة من أهم قواعده في محافظة نينوى وبذلك يزداد الخناق عليه داخل المناطق الخاضعة لسيطرته في الموصل خاصة مع التقدم الذي تحرزه القوات العراقية ومن ضمنها قوات البيشمركة باستمرار في كافة محاور مدينة الموصل. وأوضح بارزاني أن «التضحيات التي قدمها الأبطال لم تكن لكي يشهد هؤلاء المواطنون مرة أخرى ما شهدوه من ويلات وآلام. لدينا اتفاق مع الولايات المتحدة الأميركية، وهذا الاتفاق بين وزارة البيشمركة ووزارة الدفاع الأميركية، كذلك هناك اتفاق بين وزارة البيشمركة ووزارة الدفاع العراقية وبحسب هاتين الاتفاقيتين فإن خط الصد الأول للبيشمركة قبل انطلاقة عملية تحرير الموصل لا مناقشة عليه، ولن تتراجع البيشمركة عن هذا الخط. أما الخطوط الحالية فهدفنا أن يتولى أبناء المناطق المحررة هذه حماية مناطقهم بدعم من قوات البيشمركة»، مشددا بالقول إنه «لن ندعكم أن تتعرضوا للنزوح مرة أخرى ولن نقبل أن يعتدي أي شخص عليكم»، لافتا إلى أن «الاتفاقيات التي عُقدت والتي ستُعقد مستقبلا يجب أن تضمن مصير هذه المناطق وسكانها». وأشار بارزاني إلى كيفية التعامل مع الأشخاص الذين تعاونوا مع (داعش) عند احتلاله لمناطقهم: «مع الأسف كان هناك بعض الأشخاص في هذه المناطق المحررة رحبوا بتنظيم داعش عند احتلاله لها وتعاونوا معهم وأصبحوا جزءا من التنظيم وشريكا لجرائمه. اليوم عندما يقترب التنظيم من نهايته لن يستطيع هؤلاء أن يدخلوا تحت اسم النازحين إلى أي شبر من الأراضي التي حررتها البيشمركة بدمائها، ويجب أن يدفعوا ثمن جرائمهم». وشدد بارزاني بالقول: «لن نتسامح مع من تورط مع (داعش) واعتدى على بناتنا وسننتقم منهم أينما كانوا»، لافتا بالقول: «أما الأشخاص الذين لم يرضوا بحكم داعش وتركوا أموالهم وممتلكاتهم والتجأوا إلى إقليم كردستان فهم إخواننا وأعزاؤنا نحن نحميهم ولا فرق بيننا وبينهم، أما من ذهب مع داعش مهما كانت قوميته وطائفته فهم أعداؤنا وسنتعامل معهم مثل داعش». وتوجه بارزاني بالحديث للمنظمات الدولية المهتمة بحقوق الإنسان قائلا إن «هذه سياستنا، لكن يجب على هذه المنظمات مع احترامنا لعملها أن تكون منصفة، فشعب كردستان فتح قلبه لأكثر من مليون ونصف نازح، فلو كانت سياستنا تمييزية وانتقامية ونتعدى على حقوق الآخرين كما اتهمونا فلماذا فتحنا قلوبنا وبيوتنا لهذا العدد الهائل من النازحين». وبين بارزاني أن الأيام القادمة ستشهد تحرير الموصل من (داعش)، مضيفا أنه «رغم أن معركة الموصل ليست بالسهلة فإننا سنشهد في الأيام القادمة تحريرها من داعش. صحيح أن خطورة (داعش) أُبعدت لكننا لا نعلم ما هو البلاء القادم بعد (داعش) وعلينا أن نبقى مستعدين لمواجهة التهديدات المتلاحقة». ومضى بارزاني بالقول متحدثا عن الويلات التي واجهها الشعب الكردي والعراقيون بشكل عام وقال: إن «بعد سقوط نظام البعث عام 2003 قلنا الحمد لله تحررنا لكن لم يمض وقت طويل حتى ابتلينا بـ(أنصار الإسلام) و(القاعدة)، وبعد مرور فترة من الزمن أصبح أحد الأشخاص وعلى حساب الكرد حاكما في بغداد لم يكن هذا الشخص وفيا للكرد وما قدموه له من دعم وتأييد بل قطع قوت الشعب الكردي وكان ينتظر أن يحصل على طائرات إف 16 كي يقصف الكرد، وبعد هذا الشخص تعرضنا لبلاء داعش، واستطعنا التخلص من هذا البلاء بدماء الأبطال من أبنائنا الأعزاء». وجدد رئيس الإقليم تمسكه بالمضي نحو تقرير مصير كردستان العراق موضحا أن «الاستقلال عملية تحتاج إلى المفاوضات، وفي زيارتنا مؤخرا إلى بغداد تحدثنا حول هذا الموضوع مع الحكومة العراقية، ولحسن الحظ كان ردهم إيجابيا. نحن لن نتخلى عن هذه العملية فإذا توصلنا إلى اتفاق حولها مع بغداد حينها ستكون لهذه العملية اعتبار أكبر ولن تكون هناك حاجة إلى الاستفتاء، لكن إذا علمنا أننا لن نصل إلى اتفاق حينها سنتوجه إلى الاستفتاء». وذكر بارزاني في نهاية خطابه أنه «مثلما استطاعت قوات البيشمركة أن ترفع كافة ألغام (داعش) على طرق وأراضي كردستان، فبالتأكيد أننا نستطيع أن نرفع كافة الألغام السياسية في طريقنا، ونحن مصرون بالمضي في هذا الطريق».

مشاركة :