أعربت وزارة الخارجية الروسية عن دهشتها من تصريحات واشنطن عن كون العملية العسكرية الروسية في حمص وإدلب بسوريا، تتعارض والقانون الدولي. وشددت ماريا زاخاروفا، الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية، خلال مؤتمرها الصحفي الأسبوعي، الخميس 17 نوفمبر/تشرين الثاني، على أن كافة الضربات على مواقع تنظيم "داعش" في ريفي إدلب وحمض، تُنفّذ اعتمادا على معلومات استطلاعية مدققة. وتابعت، في معرض تعليقها على تصريحات وزارة الخارجية الأمريكية التي أعربت خلالها عن خيبتها من استئناف الضربات الروسية المكثفة على المسلحين: "تعد تصريحات المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية حول كون العملية العسكرية الروسية تتعارض مع القانون الدولي، عديمة الأساس على الإطلاق، وهي لا تتناسب مع الحقيقة". وذكرت زاخاروفا بأن الدبلوماسية الأمريكية إليزابيث ترودو لم توضح ما هي الأحكام المعينة للقانون الدولي التي تنتهكها العملية العسكرية الروسية في سوريا الرامية إلى تصفية الإرهابيين، وتُنفّذ بالتنسيق مع حكومة البلاد الشرعية. وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت، الثلاثاء، عن بدء عملية عسكرية واسعة النطاق، في ريفي إدلب وحمص، ضد مسلحي تنظيمي "داعش" و"جبهة فتح الشام" (جبهة النصرة سابقا). وتشارك في العملية، بالإضافة إلى الطائرات، التي ترابط في قاعدة حميميم الجوية بريف اللاذقية، مجموعة السفن الحربية الروسية المتواجدة قبالة سواحل سوريا، والتي تضم حاملة الطائرات "الأميرال كوزنيتسوف" وفرقاطة مزودة بصواريخ "كاليبر" المجنحة. وذكرت زاخاروفا أن الوضع في حلب السورية يبقى صعبا للغاية، إذ يمنع المسلحون، الذين يسيطرون على أحياء المدينة الشرقية، المدنيين من الخروج، ويقمعون الاحتجاجات التي تخرج على خلفية النقص في المواد الغذائية وتدهور الأوضاع الإنسانية. واستغربت الدبلوماسية الروسية انعدام ردود الأفعال المناسبة من قبل الساسة الغربيين على استخدام المسلحين في حلب لمواد سامة ضد الجيش السوري. وذكرت بأن ضباطا روس من قوات الوقاية من الأسلحة الإشعاعية والكيميائية والبيولوجية، قد عثروا على أدلة دامغة توثق وقوع هذه الهجمات. واعتبرت أن الكشف عن هذه الأدلة، أمر لا يروق على الإطلاق لأولئك الذين يحاولون تصوير التشكيلات المسلحة في حلب، بما فيها الفصائل الإرهابية، على أنها فصائل من المعارضة المعتدلة. وأشارت إلى أن وسائل الإعلام الغربية تعمل أيضا على "تلميع" الوضع الحقيقي في مدينة الموصل، حيث تستمر العملية العسكرية لتحرير المدينة من أيدي مسلحي "داعش" منذ شهر. وشددت على أن الأحداث في الموصل مازالت بعيدة عن إحراز الانتصار، وذلك على الرغم من إشراك قوات كبيرة من الجيش العراقي والبيشمركة، والدعم الذي يقدمه طيران التحالف الدولي ومدفعيته. وذكرت بأن طائرات التحالف أسقطت ما يزيد عن 4 آلاف قنبلة على الموصل ومحيطها منذ بداية العملية، بينما تزداد الأزمة الإنسانية حدة داخل المدينة، حيث مازال نحو مليون شخص عالقين كدروع بشرية في أيدي "داعش". المصدر: وكالات أوكسانا شفانديوك
مشاركة :