رغم تقديمه لتوبته.. مطالب في موريتانيا بإعدام كاتب بتهمة "الإساءة للرسول"

  • 11/17/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

رغم تقديم الكاتب لتوبته وتراجعه عمّا كتب، إلّا أن ذلك لم يشفع للموريتاني محمد الشيخ ولد امخيطير، لنيل تعاطف الموريتانيين، ممّن تظاهروا أمام المحكمة العليا للمطالبة بإعدامه، بسبب مقال كتبه قبل سنتين، اتهمته السلطات من خلاله بالردة بحجة الإساءة إلى رسول الإسلام. ولم تصدر المحكمة العليا حكمًا في القضية، وقررت في جلستها أوّل أمس الثلاثاء إرجاء المحاكمة إلى يوم 20 كانون الأول/ديسمبر المقبل، وأمام قاعة المحكمة كانت الشعارات قوية لأجل دفع القاضي لتأكيد حكم الإعدام الذي أصدرته المحكمة الابتدائية وأيّدته محكمة الاستئناف. ورفع المتظاهرون شعارات "فداك يا رسول الله" و"لا بقينا ولا بقوا إذا بقي حيا يرزق"، و"الذات الشريفة.. الحصن الأمنع" و"الإعدام الفوري للمسيء لنفسه"، زيادة على لافتات تحمل ألفاظا مسيئة للكاتب، وقد سبق أن قوبل حكم الإعدام عليه بفرحة لدى عدة تنظيمات منها المبادرة الشعبية للنصرة وكذا وسائل إعلام محلية. كما عجت مواقع التواصل الاجتماعي في موريتانيا بمنشورات تحرّض على إعدام الكاتب، ودخل فيه القضية عدة فقهاء، بعضهم طالبوا بتطبيق حد الردة، أي القتل، على المدون وعدم التساهل معه، بل هناك من المتظاهرين من طالب بمعاقبة كل من تضامن مع الكاتب، كما انتصب عدة محامين للدفاع عن إعدامه، في مقابل محاميين اثنيين يدافعان عن الكاتب. وكان سفير موريتانيا بالأمم قد صرّح في جنيف عام 2014 أن اعتقال ولد لمخيطير يأتي لأجل حمايته من المواطنين الراغبين بالاعتداء عليه لمقاله، غير أن القضاء الموريتاني قام بعد ذلك بالحكم عليه بالإعدام بتهمة الردة والإساءة إلى الرسول، رغم أنه أعلن أمام المحكمة توبته، وهي التوبة التي أحالتها محكمة الاسئتناف لنظيرتها العليا للبت فيها. وتنص المادة 306 من القانون الموريتاني على أن : "كل مسلم ارتد عن الإسلام صراحة،..، أو أنكر ما عُلم من الدين ضرورة، أو استهزأ بالله أو ملائكته أو كتبه أو أنبيائه، يحبس ثلاثة أيام، يستتاب أثناءها، فإن لم يتب حكم عليه بالقتل كفرا وآل ماله إلى بيت مال المسلمين، وإن تاب قبل تنفيذ الحكم عليه رفعت قضيته بواسطة النيابة العامة إلى المحكمة العليا". ويرى قاسم الغزالي، ناشط حقوقي مغربي مقيم بسويسرا، وأحد المدافعين عن ولد لمخيطير، أن هذه المحاكمة "سياسية تحكمها انقسامات المجتمع القبلي"، بما أن الكاتب ينتمي لفئة اجتماعية "المعلمين" التي تعاني التمييز، مشيرًا إلى أن المقال موضوع الجدل، يناقش واقع هذه الفئة وما تقاسيه في البلاد من وجهة نظر دينية وتاريخية. ويتابع الغزالي أن من يريدون إعدامه ينتمون في الغالب لفئة تسمى الطلبة أو العرب، معروفون بالفقه في أمور الدين والحكم، متحدثًا عن أن القضاء الموريتاني "يواجه ضغوطات العصبية القبلية والحركات الإسلامية"، مذكرًا بواقعة لموريتاني شتم الذات الإلهية ولم يطالب أحد باعتقاله لأنه من فئة الطلبة.

مشاركة :