لم يعد السعوديون والمقيمون في البلاد في حاجة إلى الانتظار ساعات طويلة في ترقب وصول من يقدم لهم العون حين تتعطل مركباتهم على الطرق السريعة في المملكة، لأنه أصبح بإمكانهم استدعاء من يقدم لهم المساعدة من خلال تطبيق «مرني». ويُعد التطبيق، الذي بدأت فكرته في العام 2013 ونفذت فعلياً في 2014، امتداداً لمبادرات أطلقها شبان سعوديون، لمساعدة المركبات المتعطلة على الطرق، ولكنهم كانوا يستخدمون هواتفهم في تلقي البلاغات. ويدير أعمال «مرني» 27 شاباً سعودياً، لمساعدة أصحاب السيارات المتعطلة على الطرق السريعة في السعودية من خلال التطبيق، الذي حمله 500 ألف شخص، فيما يستخدمه فعلياً 100 ألف منهم. وابتكر التطبيق الشاب السعودي سلمان السحيباني، ودشنته مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، فيما احتضنه برنامج «بادر» لحاضنات التقنية في الرياض. ويعمل «مرني» تحت شعار «معاك وين ما تكون»، ويهدف إلى تقديم الخدمة للأشخاص الذين يحتاجونها في حال تعطل مركباتهم في الطرق من خلال اختيار الخدمة المطلوبة وتحديد موقع المركبة، ليحصل صاحبها على الخدمة في شكل سريع وجهد بسيط، وبأسعار منافسة. ونجح التطبيق في جذب عدد من الأشخاص من خلال الخدمات التي يقدمها، وهي: نقل السيارات المُعطلة، وإعادة شحن أو تغيير البطارية، وإصلاح أو تغيير الإطارات، وتعبئة الوقود للسيارات المقطوعة. وقال رائد الأعمال الإلكترونية السحيباني من خلال حواره مع قناة «الاقتصادية» (إحدى قنوات هيئة الإذاعة والتلفزيون السعودي)، إن كثيراً من الشباب السعودي يدفعهم الحماس إلى إنشاء تطبيقات إلكترونية جديدة، لأنهم يعتقدون بأن من السهل تأسيس عمل تجاري من خلالها، إذ إن إنشاء تطبيق الكتروني لخدمة المجتمع، يجب أن يكون وفق خطط مدروسة وأهداف واضحة. وأشار السحيباني إلى أن الأعمال التقنية تختلف عن الأعمال التجارية التقليدية الأخرى، إذ تحتاج الأخيرة إلى فترة طويلة تصل إلى أكثر من خمس سنوات، لتحقيق النجاح وخلق القيمة، موضحاً أن أي رائد أعمال يحتاج في البداية إلى الإنفاق من ماله وجهده ووقته، لتحقيق ما يطمح إليه. وأضاف أن تمكين الشباب ودعم مشاريعهم الصغيرة والمتوسطة هي من توجهات «رؤية المملكة 2030»، وساعد ذلك في فتح المجال أمامهم وخلق الفرص لمنافسة السوق. وأبان رائد التقنية أن برنامج «بادر» يدعم مشاريع الأفكار الجديدة. فيما لفت إلى أن الاستثمار المادي سهل في البداية، إلا أنه يجب تقديم شيء جديد، لأن المنافسة شديدة والبقاء فيها للأقوى، منوهاً إلى أنه يجب دراسة المشروع في شكل جيد قبل تنفيذه، لمعرفة ما إذا كان مناسباً أم لا. وأبدى استعداده لدعم ومساعدة الشباب السعودي، وذلك من أجل تقديم مشاريع ناجحة تخدم الوطن. وأشاد عدد من متابعي موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» بالتطبيق، وقال المغرد محمد فهد: «اليوم جربت تطبيق مرني، صراحةً ممتاز وسريع وتجاوبهم مباشر عند الملاحظات... شكراً لكم». وعبرت نورة المرزوقي عن رضاها، قائلة: «ولأني ما أسوق فأنا احتاجه أكثر لكوني مع سوّاق»، مضيفة: «فعلاً من أفضل التطبيقات والجميع من دون استثناء يحتاج مثل هذه الخدمات، شكراً لسرعتكم وحرصكم». فيما اقترح محمد عبدالله تغيير اسمه بقوله: «طلبتهم اليوم الصباح، في الدائري وبالزحمات ولا تأخروا، المفروض تسمون التطبيق الفزعة». وكان المنتدى العالمي «مسك» الذي تنظمه مؤسسة الأمير محمد بن سلمان (مسك الخيرية) في الرياض، احتفى أول من أمس (الثلثاء)، بـ «تطبيق مرني» وسلط الضوء على ملفات ريادة الأعمال والابتكار وتطوير المواهب في 16 مجالاً مختلفة، بمشاركة خبراء ذوي علاقة من داخل المملكة وخارجها، من أهمهم مؤسس شركة «مايكروسوفت» بيل غيتس. يُذكر أن هناك مبادرات وطنية أخرى ظهرت في السنوات الأخيرة، ومنها «فرسان الطريق» التي انطلقت في العام 2014، بمبادرة فردية من مبتكرها عبد الرؤوف ناشر الذي كان يجوب بسيارته الشوارع باحثاً عن من يحتاج المساعدة نتيجة تعطل مركبته، حتى تحوّلت مبادرته إلى عمل جماعي يضم أكثر من 350 شاباً متطوعاً، يتوزعون على مختلف مناطق المملكة، لمساعدة أصحاب المركبات المتعطلة مجاناً.
مشاركة :