أطفالنا .. كيفية التفكير والنجاح في القرن الواحد والعشرين!

  • 11/18/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

يشير جم تيلر في موضوعه بعنوان "كيف تؤثر التقنية في تغيير الطريقة التي يفكر ويركز بها الاطفال, 2012" إلى أن ثورة المعلومات الرقمية قد تجاوزت البالغين, لكنها لم تتجاوز الاطفال في سن ما قبل المدرسة. ويرى أن كثيرا من الاطفال يتعلمون تحريك "الماوس" لممارسة الألعاب والسماع للموسيقى وحتى للكتابة. ويضيف, ان بعض خبراء التعليم امثال باكليتنر (رئيس تحرير تكنولوجي ريفيو للطفولة), يشير إلى ان ما نشاهده الان ليس الا عملية إحماء لنشر التكنلوجيا التي ستواجه الاطفال في المدارس غدا. ويرى أن شاشات الحاسوبات سوف تعلق في أسقف فصول رياض الاطفال بدلا من نسخ الدسكتوب, وأن منصات الرقص واللعب بالنظر ستمكن الاطفال من معالجة صور الكمبيوتر. وسوف تنقلهم الكاميرات إلى أماكن لم يكن بمقدورهم الوصول اليها سابقا. وعن الآثار المترتبة, يقول إن القلق حول تأثير التقنية على الصغار كان قضية مقلقة منذ ظهور التقنية بنفسها, فقبل عهد الحاسوبات, كانت الأفلام والراديو والتلفاز تثير الجدل الحاد حول احتمالية تأثيراتها على الاطفال. وقال الكثير من الخبراء إن التلفزيون سوف يخفض مستوى التحصيل الأكاديمي، وكذلك سوف يقلل قدرة الانتباه. مثل هذه التنبؤات المتشائمة لم توجد لها ما يثبتها في الأبحاث والدراسات المتعلقة بها. ألين وارتيلا, وهي عالمة رائدة وباحثة في وسائل الإعلام وتنمية الأطفال, تشير الى ان المفتاح لما إذا كان ممارسة هذه التقنيات له تأثير إيجابي أو سلبي قد يحدده المحتوى الذي تحمله هذه التقنية. وكان كتابها الجديد "الاطفال والتلفزيون 50 سنة من الابحاث" الذي لخصت وجمعت فيه مجموعة كبيرة من نتائج الابحاث في هذا المجال, ويحتوي على معلومات قيمة ووفيرة لكلا جانبي الجدل. وفيه تشير الى ان البحوث "متناسقة بقوة" مع النتائج التي تفيد بأن الاطفال يتعلمون العنف من الإعلام, ونتيجة لذلك فانهم يكتسبون ميولا واستعدادا سلوكيا معاديا للمجتمع. وفي الوقت نفسه, فإن الأبحاث كذلك توضح ان التلفزيون يمكن استخدامه لتدريس العلوم التي تدعم العلاقات الاجتماعية والمهارات المعرفية, فالتلاميذ تعلموا من الألعاب, مثل, (سمسم وبق بيرد وغيرها) التهجئة وكتابة الحروف والارقام, وطورت لديهم مهارات لغوية قوية وتعلموا أساسيات الرياضيات. ورغم ذلك, فان هناك أبحاثا متنامية تشير إلى ان التقنية ربما تكون مفيدة وضارة على مستوى طريقة تفكير الاطفال, وان التأثير ليس فقط ما يتعلق بتفكيرهم السطحي, فأدمغتهم لا تزال في طور النمو ومرنة جدا للتعلم, فالتعرض المتكرر للتقنية من قبل ما يصطلح عليه بـ "الجيل الرقمي" مثل هذا التعاطي اليومي هو في الحقيقة يقوم بربط وتشكيل الدماغ بطرق مختلفة جدا عن الاجيال السابقة. وكما التقدم والتطور عبر التاريخ البشري, فإن التقنية المتوفرة الآن سوف تقرر وتحدد كيفية تطور ونمو أدمغة الاطفال. الكاتب المتخصص في التكنولوجيا نيكلوس كار يوضح "ان ظهور وانتشار القراءة ساعدت أدمغتنا على التركيز والقدرة على التخيل, وبالمثل, فإن انتشار الانترنت قد عززت قدرتنا على تصفح المعلومات بسرعة وكفاءة عاليتين. •التعليم والتوظيف عن بعد في المستقبل المنظور نحن في بيئاتنا العربية نادرا ما نتحدث عن تحديث تعليمنا بما يناسب المستجدات والاتجاهات التعليمية العالمية, في هذا السياق وبعنوان "التعلم الجماعي المستقبلي: أسئلة للتأمل" كتب دي ديكنسون, إن العالم اليوم يتساءل كيف يمكن تحويل أنظمة التعليم الى أنظمة تعليم حقيقية تناسب وقتنا الراهن, طالما ان التعلم يستمر مدى الحياة وانه ضروري للبقاء والعيش الكريم؟ كيف يستطيع الناس بمختلف أعمارهم أن يتعلموا كيف يتعلموا, وكيف يستطيعون تطوير مهارات تمكنهم من التعامل مع تعقيدات الحياة وتحدياتها الطارئة، والتي لم تكن موجودة من قبل؟ وكيف تستطيع المدارس التي تم منهجتها لأزمنة مختلفة أن تواكب احتياجات الكثافة الطلابية والسكانية المتنوعة من كل العرقيات؟ وأخيرا يسأل: هل باستطاعة المدارس لوحدها توفير هذه الاحتياجات؟ والمؤلف ديكنسون يعتقد أن المجتمعات العالمية ستتمكن من التعلم الجماعي في المستقبل المنظور, فهناك مراكز ومؤسسات مجتمعية تعليمية بدأت تتعاون فيما بينها داخل البلدان فضلا عن الترابط من خلال شبكة الإنترنت مع مثيلاتها في بلدان أخرى. وقد سهلت التكنولوجيا هذه التواصلات المعلوماتية المباشرة ما جعل الإنسان يتجاوز حدود الزمان والمكان, ووفرت محركات البحث وبأقل جهد وبأسعار تنافسية الكثير من المصادر العلمية والمعرفية ما هيأ للباحثين وطلاب العلم سرعة الحصول على المعلومة المرادة في فترة وجيزة. وحسب ما جاء في ثنايا مقاله, فإن البنى التحتية التقنية الكونية قد تم تشييدها, وأصبح تطوير أدوات التواصل البشري الكوني - اللحظي واليومي في تسارع ما جعل البعد المكاني يتلاشى تماما. يتساءل ديكنسون عن دور مختلف الدول في العالم في تطوير تعليمها لكي يتماشى مع الاتجاهات العالمية والقيم الانسانية وبما يخدم أفراد مجتمعاتها ويمنحهم الامتيازات التي ستحققها هذه النقلة التعليمية في التزود بالمعرفة ومواصلة الدراسة وفي التوظيف أيضا عن بعد وأهمية تعميق مفاهيم التعايش والسلام وكل القيم الانسانية الرفيعة. ويعتقد أن المجتمعات العالمية ستتمكن من التعلم الجماعي في المستقبل المنظور, فهناك مراكز ومؤسسات مجتمعية تعليمية بدأت تتعاون فيما بينها داخل البلدان فضلا عن الترابط من خلال شبكة الإنترنت مع مثيلاتها في بلدان أخرى. وقد سهلت التكنولوجيا هذه التواصلات ما جعل الإنسان يتجاوز حدود الزمان والمكان, ووفرت محركات البحث وبأقل جهد وبأسعار تنافسية الكثير من المصادر العلمية والمعرفية ما هيأ للباحثين وطلاب العلم سرعة الحصول على المعلومة المرادة في فترة وجيزة. فالبنى التحتية الكونية قد تم تشييدها, وأصبح تطوير أدوات التواصل البشري الكوني - اللحظي واليومي في تسارع ما جعل البعد المكاني يتلاشى تماما. الدكتور حسن عبدالعاطي في مقال بحثي متميز بعنوان "التعليم العربي بين استشراف المستقبل وطلب الجودة والاعتماد" يشير الى اهمية ان نلحق بالركب العالمي المتجه لعولمة التعليم, ويحذر من بقاء البيئة التعليمية والمعلم في العالم العربي بدون تطوير ومواكبة لقطار عولمة التعليم, حيث يشير إلى "إذا كان الاتجاه نحو عولمة التعليم - كما هو الحال في عولمة التجارة والاقتصاد – يجعل المؤسسات الأجنبية ترحب بالالتحاق بها من خلال التعليم المباشر أو من خلال التعليم من بعد عبر الإنترنت، حيث تعمل تلك المؤسسات على دراسة الاحتياجات للمجتمعات العربية في الوقت الذي تنغمس فيه مؤسسات التعليم العربي في محاولات حل مشكلاتها وتسيير أعمالها اليومية. فإذا لم تتحرك المؤسسات التعليمية في العالم العربي لتطوير نظمها, فإنها من المحتمل أن تفقد أهميتها وتحل محلها المؤسسات العالمية. •الخلاصة إن هذه التقنية قد وجدت لتبقى وتتطور وتتنوع, وانها مفيدة ومضرة في آن خاصة فيما يتعلق بنمو أدمغة الأطفال واكتسابها السريع للمعلومات وللغة ومصطلحات التقنية في هذه المرحلة العمرية المبكرة. فتطوير قدرات التلاميذ قبل التمهيدي في التركيز والانتباه والابتكار والثقة بالنفس وحتى الذكاء يمكن للطفل اكتسابها بسهولة من خلال التعرض المثالي للبرامج والمعلومات الجيدة والموجهة للتعلم, وقد يحدث العكس في ظل عدم وجود رقابة وتوعية وإرشاد. والأهم أن تبادر المؤسسات التعليمية بتفعيل أنشطة صفية لتعلم التقنية بدءا بالمرحلة الابتدائية حتى نؤهل الاجيال القادمة باكتساب المهارات اللازمة لخوض معترك مستجدات العالم التقنية المعلوماتية المتسارعة فضلا عن حجم التعاطي الوظيفي الداخلي الذي ستخلقة التقنية والتي تتطلب مهارات تقنية ومعلوماتية ولغوية خاصة.

مشاركة :