مفقودو شتريبتشي البوسنيون المسلمون ضحايا منسيون في صربيا

  • 11/18/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

برييبولييه (صربيا) (أ ف ب) - كانوا يعيشون في صربيا ولم يكونوا مشاركين في الحرب، لكنهم ماتوا لمجرد انهم بوسنيون مسلمون. وبعد اكثر من ربع قرن على المجزرة، ما زال سكان قرية شتريبتشي ينتظرون إحقاق العدل. فقدت رامزة موليتش (61 عاما) يومها والدها آدم الوميريتش. وتقول ان موته في شباط/فبراير 1993 ثم صمت السلطات "دمرا عائلتي". وتضيف "نحن جثث لم تدفن". في 27 شباط/فبراير 1993 وبعد فحوص طبية في بلغراد، عاد آدم، سائق الشاحنة البالغ من العمر 57 عاما بالقطار الى منطقة السنجق الفقيرة في جنوب صربيا حيث غالبية السكان من المسلمين. وكان هؤلاء يعيشون وسط الخوف ويسعون للبقاء في منأى عن النزاع الذي كان قد اندلع قبل اشهر في البوسنة المجاورة. في القطار نفسه، كان فني الاتصالات نيازيم كايفيتش البالغ من العمر 30 عاما، عائدا ايضا من احتفال بعيد ميلاد صديق صربي له في بلغراد. في شتريبتشي، محطة القطارات الصغيرة في الجبل على الحدود بين صربيا والبوسنة، قام القطار بتوقف لم يكن مقررا. واقتاد مسلحون صرب الرجلين مع 17 شخصا آخرين تدل اسماؤهم على انهم بوسنيون. في ملعب مدرسة، جردوا من ملابسهم وعذبوا ثم اعدموا على ارض البوسنة والقيت جثثهم في نهر درينا بالقرب من فيزيغراد. ووجهت اصابع الاتهام في هذه العمليات الى مجموعة تطلق على نفسها اسم "المنتقمون" (اوسفيتنيسي)، وهي وحدة كانت تضم حوالى ثلاثين عنصرا بقيادة ميلان لوكيتش الذي اوقف في 2005 في الارجنتين وصدر عليه حكم بالسجن المؤبد من القضاء الدولي لجرائم عدة ليس بينها ما حدث في شتريبتشي. قبل ذلك، كانت مجموعة "المنتقمون" اعترضت في 22 تشرين الاول/اكتوبر 1992 بالقرب من القرية نفسها على طريق قصير يصل الى البوسنة، حافلة تقل 16 عاملا بوسنيا من سييفيرين لم يرهم احد بعد ذلك. ويقول اقرباء مفقودي شتريبتشي انهم يعرفون اسماء القتلة المفترضين منذ ان تليت في محكمة في مونتينيغرو في العام 2000 اعترافات احد المتورطين نيبويسا رانيسافلييفيتش، الشخص الوحيد الذي صدر عليه حكم حتى اليوم، وأفرج عنه في 2011. - "تطهير هذه المنطقة ايضا" - واوقف القتلة الذين اصبحوا اصحاب مقاه او محلات بقالة في 2014 في جمهورية صرب البوسنة او في صربيا. لكن لم يتم توقيف أي منهم في اطار هذا الملف. فخمسة منهم مستهدفون بتحقيق في بلغراد في صربيا و11 يمثلون في ساراييفو في البوسنة. وتفاوض احدهم على عقوبة بالسجن خمس سنوات بينما حضر آخر الى المحكمة مطلع تشرين الثاني/نوفمبر بقميص يمجد البطل الجديد للقوميين الصرب المتشددين فلاديمير بوتين. ويقول المفتي السابق للمنطقة الذي اصبح نائبا في بلغراد ان صمت السلطات "رسالة تثبت ان البوسنيين (في منطقة السنجق) ما زالوا لا يعتبرون مواطنين كغيرهم في صربيا". وتؤكد رامزة موليتش ان افراد عائلتها تشتتوا في العالم. ومثلها، يبدو نائل، شقيق نيازيم كاييفيتش، مقتنعا بان كل شيء تم التخطيط له في بلغراد لدفع البوسنيين المسلمين الى مغادرة السنجق. وتابعت موليتش انهم كانوا يريدون "تطهير هذه المنطقة ايضا". واصر اقرباء الضحايا لفترة طويلة على فرضية خطف من اجل تبادل اسرى. وفي برييبوليه التي جاء منها عدد كبير من الضحايا، كان آلاف الاشخاص يتجمعون كل يوم امام مبنى البلدية. وقال نائل كاييفيتش "كنا جميعا خائفين". واضاف ان "الجيش كان منتشرا ولم يكن ينتظر سوى ذريعة". - وعود ميلوشيفيتش - في 17 آذار/مارس 1993، وصل سلوبودان ميلوشيفيتش بمروحية ووعد بالعثور على المفقودين. وقد استقبل العائلات أربع مرات في بلغراد. ويقول نائل كاييفيتش "لو طلب منا الانتحار لفعلنا ذلك. كان يقول +سافعل ما بوسعي لانهاء هذه القصة+". وكاييفيتش مقتنع اليوم بان الرجل المؤمن "بصربيا الكبرى" كان يعرف كل شيء عن مصير المفقودين. واضاف انه حتى اذا صدرت احكام على المنفذين، فان "المدبرين محميون"، معتبرا ان بلغراد "ترفض كشف جرائم تورطت فيها اجهزتها". وينوي الامام عمر هودجيتش (34 عاما)ن نجل احد ضحايا سييفيرين، اللجوء الى القضاء الاوروبي للحصول على تعويضات للضحايا. ويقول ان "صربيا لا تعترف بهؤلاء الضحايا على انهم من ابنائها". على نصب في برييبوليه، يمكن قراءة العبارة الآتية "من ينسى في هذا البلد محطة شتريبتشي والسابع والعشرين من شباط/فبراير يكون قد تخلى عن المستقبل". في منزلها في نوفي بازار، كبرى مدن السنجق، لا تقوى رامزة موليتش على الغفران. وتقول "اتمنى ذلك نعم، ان نقوم بتبادل الادوار وان نفعل لهم الشيء نفسه"، ممرة يدها تحت عنقها في اشارة الى القتل.

مشاركة :