مسرحية «فرضا إنو» معالجة كوميدية لبنانية لنص أمريكي

  • 11/18/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

بعد نحو عشرين عاما على صدور الرواية الأصلية (واقع افتراضي) للمخرج والمؤلف الأمريكي ألن آركين يقتبس كاتب وممثل لبناني النص الأصلي ليصنع منه عملا جديدا يطرح الواقع اليوم ممزوجا بلمسة كوميدية. وتتناول مسرحية (فرضا إنو) للمخرج اللبناني جاك مارون المقدمة باللهجة اللبنانية المحكية قصة مبهمة تتمحور كما كتب في النشرة الخاصة بها حول رجلين لا يعرف أحدهما الآخر وظفتهما جهة مجهولة لا أحد يعرف من هي ويلتقيان في مكان لا نعرف أين لتسلم شحنة لا نعرف محتوياتها للقيام بعملية لا يعرف عنها شيء!. وعلى مدى أكثر من ساعة يتواجه الممثلان غبريال يمين – الذي اقتبس النص – وطلال الجردي ويغوصان في حوادث متخيلة لا علاقة لها بالواقع. ويضطلع يمين بدور مسؤول في شركة لا نعرف أي شيء عن اختصاصها وتوجهها ويستقبل الجردي وهو الموظف الجديد وينهال عليه بالافتراضات ويجبره على التمرن على استقبال الشحنة وتفريغ محتوياتها افتراضيا. وينسج معه سيناريوهات متخيلة تتتالى فيها الحوادث المتخيلة والمشوقة والعبثية والدراماتيكية إلى أن تصل الشحنة في نهاية المسرحية وينتقلان تاليا إلى الواقع الذي لا علاقة له مطلقا بالجنون الذي عاشاه معا طوال دقائق طويلة والذي لا نعرف سببه أو الهدف منه. نص معقد وكان آلن آركين كتب هذا النص المعقد في تركيبته في تسعينيات القرن الماضي بعنوان (واقع افتراضي) ضمن سلسلة من النصوص المسرحية التي تعتبر من أهم ما كتب للمسرح غير التجاري. وعمل على الاقتباس الممثل والمخرج والكاتب المسرحي والأستاذ الجامعي غبريال يمين طوال أربعة أشهر. وعملية الاقتباس هذه أشبه بهواية ليمين الذي له حتى الساعة 89 مسرحية مقتبسة لم ينشرها أو يحولها مسرحيات بل هي متعة شخصية. ويقول غبريال يمين لرويترز الكاتب خلق النص الأصلي لجمهوره وأمسى له بالتالي مصداقية. والصعوبة لدى التعامل مع النص الأصلي تكمن في نقل هذه المصداقية وليس الجمل المكتوبة في النص الأصلي. وأضاف الصعوبة أن أتمكن من نقل الجمهور اللبناني إلى مكان ما داخل العمل يشعر فيه بأنه معني بالحوادث. وعن تركيبة النص الصعبة والمبهمة يعلق يمين المسرح في هويته المتكاملة ليس سهلا. المسرح بحد ذاته صعبا. والنص المسرحي أيا كانت تركيبته ليس سهلا. تصوري أنني كتبت النص على الرغم من ذلك وجدت صعوبة كبيرة في التعامل معه ممثلا. ويرى يمين أن المسرحية وإن كانت غير واضحة كليا في معالمها إنما هي الانعكاس الطبيعي ليوميات المواطن الذي يعيش الإرهاب أو ما شابه ذلك في كل لحظة أكان يتعامل مع المؤسسات الحكومية أو مع الإدارات المسؤولة عنه في الوظيفة. ويقول المسرحية ليست بعيدة كليا عن الواقع كما يخيل إلى الجمهور في الوهلة الأولى. ويمكن أن تكون امتدادا ليومياته على اختلاف مواقفها. فكما تقول إحدى الشخصيات في نهاية المسرحية ‘الحقيقة وهم والوهم هو كل الحقيقة‘. هي الواقع العبثي في تكوينه ولكن المفارقة أننا على خشبة المسرح أضفنا إليه الطابع الكوميدي والطرافة. أما الممثل طلال الجردي فيؤكد لرويترز أن اضطلاعه بشخصية الموظف الذي يعيش عبثية تفرض عليه ولا يعرف أن يخرج من سجنها كان تحديا. وقال الدور صعب والمسرحية ليست ‘شربة مي‘ لكنها في الوقت عينه ليست مبهمة كما يخيل إلى الجمهور. يمكن أن يأخذها كل مشاهد انطلاقا من مزاجه وأفكاره. يمكن أن تكون المسرحية ضد السلطة الحاكمة على سبيل المثال. كما يمكن أن تسلط الضوء على كيفية تعامل الموظف مع مديره المباشر. فيها تكمن أحجية الحياة بكاملها ولكن داخل إطار النكتة الخفية. ويستمر عرض المسرحية حتى منتصف ديسمبر/ كانون الأول المقبل. شارك هذا الموضوع: اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة)انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة)اضغط للمشاركة على Google+ (فتح في نافذة جديدة)

مشاركة :