مما لا شك فيه بأن الجماهير هي فاكهة كرة القدم، وأحد أهم مقومات نجاح المنظومة الرياضية في أي دولة على مستوى المعمورة، والعامل الرئيسي في تسويق حقوق الأندية ومداخيلها، فكان لزاماً على الأندية والمخولين بتسويق حقوقها إلى جانب إدارات الملاعب الرياضية بشكل عام تذليل كل العقبات التي تعيق الجماهير عن ملأ المدرجات، ريث أن هنالك حالات استثنائية منشقة عن كل تلك الظروف وبالأخص في المواسم الـ(5) الأخيرة، وبالأخص جماهير الغربية التي لطالما ملأت كيان الملاعب ضجيجاً وحباً من أجل أنديتها أو المنتخب الوطني متى ما حل في دارها، قبل بزوغ ضوء الجوهرة، حينما كان الحيز ضيقاً، وبعد بناء تلك التحفة، أكدوا بأنه كلما زادت الطاقة الاستيعابية، لم تستطع الملاعب استيعاب كل الأعداد التي حضرت ومستمرة على ذات المنوال حتى هذا الموسم. الأهلي أو (الملكي) كما يحلو لعشاقه تسميته كان يحضر مجانينه سابقاً على حسب قوة النزال ومدى حساسيته، ولكن ذلك الحال تبدل عندما عاد إلى دائرة المنافسة، على عكس الاتحاد، عميد الأندية السعودية والتي لم تكترث جماهيره يوماً ما للنتائج، فكلما شارف النمور على السقوط، حملوه صناع قراره ليجبروه على خوض الملاحم بضرواة، وعلى النقيض تماماً، حير عشاق قطبي الرياض الهلال والنصر المتابعين للمنافسات السعودية من المحايدين والمتابعين عن قرب على حد سواء، فلم تغب أنديتهم عن المنافسة في السنوات الأخيرة على وجه الخصوص عن المنافسة وصعود المنصات قط، ريث أن جماهيرهما لا تحضر بالكثافة والتفاعل الكافي للمدرجات، على الرغم من توفر المنشآت الرياضية الجيدة. (النادي) أجرت استطلاعاً حول هذا الأمر مع العديد من المقربين من بيئة الملاعب، والتشجيع في سياق هذا التقرير. ارتفاع أسعار التذاكر يشكل ارتفاع أسعار التذاكر الخاصة بحضور المباريات وتفاوتها في الارتفاع بشكل مبالغ فيه أحياناً في المناسبات الكبرى كـ(الديربيات والكلاسيكيات)، أرقاً كبيراً لميزانية المشجعين البسطاء، الذين يشكل الطلبة بمختلف أطيافهم، ومعدومي الدخل النسبة الأكبر ممن يحضرون إلى ملاعبنا، فكان التذمر حاضراً في كثير من المناسبات دون جدوى، أو اعتبار من المسؤولين عن ذلك، لاهتمامهم بتحقيق الربح الأكبر دون النظر إلى جودة الخدمات التي تقدم إلى أولئك المشجعين، من حيث التغذية ومستوى النظافة خصوصاً في دورات المياه، أو حتى نظافة الكراسي التي يجلسون عليها أثناء المباريات، فكانت أحد أبرز عوامل العزوف في السنون الأخيرة، ناهيك عن الوجبات وارتفاع أسعارها عن الطبيعي خارج تلك الملاعب، وهو ما يعد استغلالاً للمستهلك والمشجع البسيط الذي يضطر في كثير من الأحيان للرضوخ لتلك الأسعار، نظير عدم توفر أماكن قريبة من الملعب تباع فيها ما يحتاجه من مواد غذائية أو حتى أعلام النادي الذي يشجعه، بالإضافة إلى منع إدخال بعضاً من تلك السلع غذائية كانت أو خلافها من قبل الجهات المنظمة التي تدير بوابات الدخول إلى الملاعب. هل يعيد التشفير كثافة الحضور؟ ينتاب الكثير من المشجعين القلق حيال الأنباء المتداولة في عديد وسائل الإعلام، عن تشفير المسابقات السعودية من قبل الناقل الحصري لها، منتصف هذا الموسم، أو مطلع المقبل، البعض قال: إن تم التشفير، فالحضور إلى المدرج هو الحل، ولكن توالي المباريات خصوصاً للأندية الكبار، التي يعد جدولها مزدحماُ بكثرة الاستحقاقات المحلية والإقليمية والقارية، بمعدل مباراتين أو ثلاث في أسبوعٍ ونصف يعني أن المشجع البسيط سيحتاج إلى مبلغ مقارب إلى ما سيقدمه من أجل الاشتراك في خدمة البث بمنزله، إلى جانب توفير أكثر من عامل آخر سيجعله يفكر ملياً في الحضور من عدمه إلى مدرجات تلك الملاعب، خصوصاً أولياء الأمور ممن لديهم أبناء كثر، لا يستطيع حرمان أحدهم على حساب الآخر من الحضور والاستمتاع بأجواء كرة القدم في ملاعبنا، فكانت مطالب أغلب الناشطين بمواقع التواصل الاجتماعي بعمل توازن على مستوى أسعار التذاكر وقيمة (الرسيفر) الخاص الذي أطلقه صاحب الحقوق الحصرية في النقل، إلى جانب الرسوم التي سيفرضها كقيمة اشتراك، نظير الظروف الاقتصادية التي تعيشها الدولة والفرد بوجه عام، كون الأولوية في المصروفات للأمور الحياتية الأخرى، لا لوسائل الترفيه. سوء التنظيم.. واستمرار تجدد آلياته يعد سوء التنظيم سواء في الدخول والخروج على مستوى الأفراد أو المركبات، أو شراء التذاكر سواء كان الكترونيا أو من خلال منافذ البيع الميدانية، إلى جانب الجلوس حسب الأرقام، أبرز السمات التي تعيشها ملاعبنا بالمملكة، فأصبحت تثير حفيظة المشجع في الآونة الأخيرة، مقارنة بسعر التذكرة أو الكوادر المتاحة، فكان الأمر بمثابة الهاجس الذي يشغل بالهم، بالحضور والتزاحم لدى بوابات الملعب منذ وقت مبكر للحاق بالتذاكر والأماكن الملائمة، نظير التنظيم العشوائي، إضافة إلى ازدحام المركبات عند البوابات لإتاحة الدخول من بعضها دون الآخر خصوصاً إذا كانت المدينة الرياضية مشغولة بأحداث أخرى مصاحبة للحدث الرئيس، كما حدث في الجوهرة مؤخراً في لقاء الاتحاد والشباب، والذي أخر رفع (التيفو) الخاص بفقيد الرياضة أحمد مسعود، إلى جانب ثني الكثيرين عن الحضور من خلال مغادرتهم إلى منازلهم غضباً من ذلك التصرف. كما أن التغيير الدائم لتلك الأنظمة واللوائح جعلت المشجع يقع في حيرة من أمره، بكيفية التعامل، ووقت الحضور لضمان المقعد والحصول على التذكرة في حال لم يتحصل عليها من خلال الموقع الالكتروني الذي عادة ما تواجهه العديد من الأعطال الفنية التي تنهك الجمهور في عملية الحجز، وما إلى ذلك، من الأمور التي كرهت المشجع في الحضور إلى الملاعب. القرني وحمدان: العشق غلاب أكد عندليب المدرجات السعودية صالح القرني رئيس رابطة نادي الاتحاد بأن ارتباط الجماهير الاتحادية بناديها، مختلف تماماً عن البقية، لأن العميد ولد من رحم المعاناة ليكون بطلاً يشار له بالبنان، لذا سمي بنادي الشعب، لأنه قام على أكتاف العامة، لذلك فحالة العشق الهستيرية التي يعيشها المشجع تجاه ليست مستغربة لأنه مؤثر في قراراته، الإدارية والفنية، محرك للاعبين حتى وإن كانوا خارج (الفورمة). في حين بين نائبه حمدان مغربي بأن الجوهرة أثبتت عكس ما كان يقال بأن جماهير الغربية تملأ الملاعب الصغيرة فقط، والأرقام لا تكذب قط، فمهما كانت النتائج والمستويات متدنية، فجمهورنا يعي بأن بمقدوره إعادة الروح داخل تلك القمصان الصفراء داخل الملعب، وهذا ما يميزنا عن بقية الأندية بأننا لسنا جمهور انتصارات، بل نحن نصنع القرار والفارق في المدرجات من خلال قوة تشجيعنا التي تحفز لاعبينا وترعب خصومنا، ولكن متى ما أراد المسؤولون استمرار الحضور يجب عليهم تحسين بيئة الملاعب، وفرض الرقابة على السلع التي تباع فيها من حيث الأسعار المبالغ فيها، كون النسبة الكبرى من الحضور من ذوي الدخل المتوسط أو المحدود، إلى جانب أسعار التذاكر، خصوصاً مع تقارب أوقات المباريات، ورغبة الجمهور الجامحة بالحضور لكل المباريات، مهما كانت حساسيتها. برقاوي وتركستاني: أرحموا المشجع البسيط شدد رئيس رابطة مشجعي النادي الأهلي سعود برقاوي، بأن تصدرهم للحضور الجماهيري هذا الموسم لم يكن وليد الصدفة، وليس من أجل تحقيق الملكي لثلاثية الموسم الماضي فحسب، بل من دافع حرص المجانين، على الوقوف بجانب ناديهم في السراء والضراء والدليل بأن الأهلي هذا الموسم يعاني تذبذباً في النتائج ومع ذلك جماهيرنا تتصدر الحضور حتى اللحظة، فنحن نعي تماماً بأننا متى ما كنا خلف فريقنا، كان النصر حليفنا بإذن الله، وعن قلة الحضور في المدن الأخرى أكد برقاوي بأن ذلك يعود لسوء الخدمات المقدمة في الملاعب الأخرى، من حيث التغذية والتنظيم، ما جعل المشجع يفضل متابعة المباريات من خلال التلفاز. من جهته بين نائبه بدر تركستاني بأن على القائمين تخفيض قيمة التذاكر في حال تشفير المباريات، وجعلها برسوم اشتراك ليست في متناول يد المشجع البسيط، مطالباً الأندية بأن يكون لها صوت عالٍ حيال الأمر متى ما أرادت من الجماهير الحضور، لأنه ليس من المنطقي بأن تكون أسعار التذاكر والاشتراك في القنوات مرتفعة، كون الأندية المستفيد من ريع كلا الجانبين. مريع: العزوف سببه معروف كشف سلطان مريع قائد المدرج النصرواي عن أسباب قلة الحضور الجماهيري في مباريات فريقه، وفي مقدمتها تذبذب النتائج وعدم موازاة المستويات التي يقدمها الفريق في نزالاته، إلى جانب الأجواء ومواعيد إقامة المباريات التي بات معظمها يلعب في منتصف الأسبوع، وهو ما لا يتلاءم مع الشريحة الأكبر من بين الحضور وهم الشباب لارتباطهم بالأعمال أو المدارس أو الجامعات، إلى جانب الروزنامة التي يضعها الاتحاد السعودي، والتي تستهلك المشجع مادياً، فإذا قمنا بحسابها بشكل مبسط، فالمشجع الواحد يحتاج إلى ما يتراوح بين الـ 50 إلى 70 ريالاً في كل مباراة يحضرها، من قيمة التذكرة، والأغذية التي يتناولها ناهيك عن وسيلة المواصلات التي تقله إلى الملاعب. الموركي: منذ القِدم.. عرفنا بالدعم أكد العم عاطي الموركي كبير مشجعي المملكة ورئيس رابطة نادي الوحدة بأنهم، لم ولن يتخلوا عن مؤازرة الفرسان، على الرغم من قسوة النتائج وابتعاد الوحدة عن المنصات منذ أمد بعيد، ولكن لا زال الأمل يعيش في داخلي ومن معي من الأوفياء بأن من له ماضٍ فسوف يعود لا محالة. وبين الموركي بأن، العزوف الجماهيري لا يأتي إلا بعد أن يمل صبر المشجع من المستويات أو النتائج التي يقدمها فريقه، إلى جانب، التنظيم الغير جيد، وعدم الاهتمام بتطوير بيئة الملاعب وتنميتها لتتلاءم مع متطلبات مشجع العصر الحديث، فأصبح التشجيع مهنة أكثر مما هو فن ومؤازرة وعشق للبعض. مارفيك.. نباري الكمبيوتر في الجوهرة ذهل المدير الفني للمنتخب السعودي بيرت فان مارفيك من حجم الدعم الكبير الذي لاقاه لاعبو الأخضر في اللقاءات التي خاضها مؤخراً على ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية في جدة، والتي أجبرت الصقور الخضر على إخراج كل ما في جعبتهم من إمكانيات وطاقات لإسعاد تلك الجماهير لإسعادها، فما كان منه سوى أن يطلب من المسؤولين (سراً) إقامة اللقاء الأخير في التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم القادمة والتي من من المزمع إقامتها في روسيا بالعام 2018م، والذي سيجمعه باليابان بالجوهرة، لتكون الجماهير خير محفزٍ للاعبيه على تلافي اليابان، والرد على العنفوان الجماهيري الياباني الحاضر للقاء المنتخبين مؤخراً بملعب سايتاما (2002)، والذي خسره الأخضر بهدفين مقابل هدف الثلاثاء الماضي، آملاً من خلال حديثه في معظم المؤتمرات الصحفية التي عقدها سابقاً بأن يتواصل الزحف الجماهيري خلف الأخضر كما عهد عنه في النزالات السابقة، لما كان لها من أثر إيجابي في المستويات والنتائج.
مشاركة :