أجبرت كثافة القصف الجوي والمدفعي لقوات النظام السوري على شرق حلب اليوم (الجمعة)، السكان المحاصرين على ملازمة منازلهم، وحالت دون وصول سيارات الإسعاف إلى الضحايا بعد ليلة تخللتها اشتباكات عنيفة في جنوب المدينة. وفي اليوم الرابع لاستئناف قوات النظام قصفها على الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة، سقطت عشرات القذائف والصواريخ منذ صباح اليوم على الأحياء السكنية التي تعرضت أيضاً لغارات جوية مكثفة. وعُلِم أن القصف المدفعي براجمات الصواريخ غير مسبوق منذ العام 2014 في تلك الأحياء التي اعتادت الغارات الجوية، في وقت لزم السكان منازلهم وخلت الشوارع من المارة. وأوضح «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن القصف الجوي والمدفعي استهدف صباحاً أحياء عدة، بينها مساكن هنانو والفردوس والهلك وبستان الباشا وبستان القصر وطريق الباب والصاخور. وتواجه فرق الإسعاف صعوبة في التوجه إلى أماكن تم استهدافها بسبب شدة القصف بالصواريخ والقذائف والبراميل المتفجرة. ووثق «المرصد» مقتل 65 مدنياً على الأقل خلال أربعة أيام من القصف الجوي والمدفعي على الأحياء الشرقية، مشيراً إلى أن حلب شهدت الليلة الماضية اشتباكات عنيفة في حي الشيخ سعيد الذي تسعى قوات النظام إلى التقدم فيه جنوب الأحياء الشرقية. وردت الفصائل المعارضة على التصعيد العسكري في شرق حلب بإطلاق «أكثر من 15 قذيفة صاروخية» بعد منتصف الليل على الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام. وتزامن التصعيد العسكري في مدينة حلب بدءاً من الثلثاء مع إعلان روسيا، حليفة دمشق، حملة واسعة النطاق في محافظتي إدلب (شمال غرب) وحمص (وسط). وأفاد «المرصد السوري» في المحافظة باستهداف «طائرات حربية يعتقد أنها روسية» مناطقَ عدة، بينها مدينتا سراقب وجسر الشغور. في الغوطة الشرقية، معقل الفصائل المعارضة قرب دمشق، تستهدف قوات النظام مدينة دوما بقذائف الهاون وراجمات الصواريخ مع تحليق كثيف للطائرات الحربية. في نيويورك، مدد مجلس الأمن أمس، لمدة عام ينتهي في تشرين الثاني (نوفمبر) 2017، تفويض فريق المحققين الدوليين المكلفين تحديد المسؤولين عن هجمات بالأسلحة الكيمياوية وقعت في سورية. وأقر التمديد بموجب مشروع قرار أعدته الولايات المتحدة وصدر بإجماع أعضاء مجلس الأمن، بمن فيهم روسيا حليفة النظام السوري. وكان المحققون الدوليون خلصوا إلى اتهام النظام السوري باستخدام مروحيات لشن هجمات كيمياوية على ثلاث مناطق شمال سورية في عامي 2014 و2015. واتهموا كذلك تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) باستخدام غاز الخردل في شمال سورية في آب (أغسطس) 2015.
مشاركة :