الجماعات الإرهابية تغير إستراتيجيتها بعد تشديد الخناق عليها في تونس

  • 11/19/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الاعتداءات على منازل الأمنيين والعسكريين، بعد أن أحبطت السلطات المئات من المخططات التي كانوا يعتزمون تنفيذها لضرب الأمن والاستقرار في هذه الدولة التي شهدت هجمات إرهابية موجعة على مدى الخمس سنوات الماضية. العرب [نُشرفي2016/11/19، العدد: 10460، ص(4)] عين تونس التي لا تنام تونس - قالت تقارير إعلامية، الجمعة، إن منزل ضابط رفيع في الجيش برتبة عقيد تعرض للحرق. وأوضح موقع “آخر خبر أونلاين” أن مقر سكن ضابط برتبة عقيد تعرض للحرق، ليل الخميس الجمعة، بجهة المرناقية القريبة من العاصمة. ولم يكن العقيد في المنزل أثناء الحادثة. وقال المصدر إن عناصر مجهولة استغلت غياب صاحب المنزل وأشعلت فيه النار ولاذت بالفرار بعد أن كتبت على الجدران عبارتي “الله أكبر” و”طاغوت”، وهما عباراتان تطلقهما الجماعات المتشددة على قوات الجيش والشرطة. وقبل نحو أسبوعين، داهمت عناصر إرهابية بجهة القصرين غرب البلاد منزلا وقتلت جنديا أمام أفراد عائلته. وتعرض أمنيون وعسكريون إلى حوادث مماثلة منذ تصاعد عمليات مكافحة الإرهاب بعد سقوط نظام الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي. ويقول مراقبون إن هذه العمليات تعكس توجها جديدا للجماعات الإرهابية في مهاجمة الدولة وإضعافها. وبحسب هؤلاء فإن فشل الإرهابيين في تنفيذ مخططاتهم دفع بهم إلى الاعتماد على عمليات الاغتيال الفردية أو ما يسميه الخبراء في الجماعات الإرهابية بالذئاب المنفردة. ونجحت وحدات الجيش والأجهزة الأمنية خلال الأسابيع الماضية في تسديد ضربات موجعة للخلايا الجهادية سواء منها المتمركزة في مرتفعات الجبال أو الناشطة في الجهات الداخلية والأحياء الشعبية، ما رأى فيه متابعون أن البلاد حققت نجاحات جدية في تضييق الخناق على الظاهرة الجهادية وخففت من مخاطرها على البلاد. وعثرت قوات الأمن التونسية، خلال الأيام الماضية، على 5 مخازن للأسلحة، في بلدة بنقردان (جنوب)، تحتوي على أسلحة خطيرة ومتطورة، بينها 24 صاروخا من طراز “سام 7”، الذي يمكن استخدامه في استهداف الطائرات. ويقول خبراء تونسيون إن العثور على 5 مخازن أسلحة، بمناطق حدودية مع ليبيا، يؤكد أن أحلام “داعش” في السيطرة على مدن تونسية وتحويلها إلى “ولايات” أو “إمارات”، لم تتبخر. ومن بين الأسلحة المضبوطة كذلك قذائف “آر بي جي” (مضادة للدروع)، وبندقيات من نوع “فال”، وأسلحة كلاشنيكوف، وأسلحة أخرى. فشل الإرهابيين في تنفيذ مخططاتهم دفعهم إلى الاعتماد على عمليات الاغتيال أو ما يسميه الخبراء بالذئاب المنفردة ويرى خبراء وباحثون، أن تلك التطورات تؤكد أن الخطر “لا يزال محدقاً” بتونس، خاصة في المناطق الحدودية، متوقعين العثور على المزيد من مخازن الأسلحة. وتزامن العثور على مخازن الأسلحة مع إلقاء القبض على 4 أشخاص، 3 رجال وفتاة، كانوا يعتزمون تنفيذ عمليات تستهدف مواقع اقتصادية وعسكرية، إضافة إلى تنفيذ اغتيالات ضد شخصيات أمنية وسياسية وإعلامية بارزة، بحسب تصريحات رسمية. ومن جانبه، اعتبر العقيد المتقاعد في الجيش التونسي مختار بن نصر أنّ “وجود مخازن الأسلحة يدلّ على أن المجموعات الإرهابية مازالت تحتفظ بخططها القديمة سعيا منها للسيطرة على بعض المدن التونسية وتحويلها إلى إمارات تتبعها”. بن نصر حذر كذلك من خطورة تسلّل هذه المجموعات للأراضي التونسية، وخاصة المناطق الحدودية التي تستغلها هذه المجموعات لتخزين الأسلحة، ومن ثم إيصالها إلى المناطق الجبلية في المرتفعات الغربية، حسب قوله. وأشار العقيد المتقاعد إلى أن القرار السياسي بتصنيف “تيار الشريعة” تنظيما “إرهابيا” (في 2013) وما تلاه من إجراءات بتضييق الخناق على الذراع العسكرية والميدانية والإعلامية لهذه الجماعات، دفعه إلى تخزين السلاح لاستعماله في الوقت المناسب. الخبراء حذروا كذلك من هروب المجموعات الإرهابية وتسللها إلى الأراضي التونسية، أمام تشديد الخناق على تنظيم “داعش” في مدن بنغازي وسرت الليبية. وأكد المدير السابق لـ”المعهد التونسي للدراسات الإستراتيجية” طارق الكحلاوي، في السّياق نفسِه، “وجود خطر جدي للإرهاب على الأراضي الليبية سيزداد تأثيره في تونس”. وتابع “كلما وضع داعش ليبيا في الزاوية (تعرض للضغط)، وهرب المنتسبون إليه، سيحاولون إيجاد خطط فورية للانتقام مثلما حصل في بنقردان في مارس الماضي”. وتعيش تونس حالة تأهب أمني على الحدود المشتركة مع ليبيا، خاصة بعد أن هاجمت مطلع مارس الماضي جماعات تنتمي إلى داعش ثكنات عسكرية وأمنية في بنقردان، وخاضت مواجهات مع قوات الأمن والجيش قتل خلالها 55 مسلحا، و12 من قوات الجيش والأمن و7 مدنيين. ورجّح الناشط النقابي بمحافظة مدنين جنوب البلاد عفيف الكسيكسي أنه قد تمّ إدخال الأسلحة إلى تونس، خلال سنتي 2011 و2012، نتيجة الأوضاع الأمنية الهشة في ليبيا وتونس. وقال الكسيكسي إن أغلب الأسلحة التي دخلت إلى تونس بعد الثورة جاءت من ليبيا إبان أحداث إسقاط النظامين التونسي والليبي. وبحسب الكسيكسي، فقد أثبتت التقارير الأمنية أن السلاح، الذي تمّ العثور عليه في أول مخزن داخل مدينة مدنين ( يناير 2013) دخل من ليبيا، عبر سيارة تابعة لمنظمة الهلال الأحمر التونسي عندما كانت البلاد تعيش حينها حالة من الفوضى على العديد من المستويات. ولم يستبعد الكسيكسي إمكانية اكتشاف مخابئ أخرى للأسلحة في مدينة بنقردان وحتى في المدن المجاورة لها. ومنذ أسابيع، بدأت قوات الشرطة والجيش حملة توقيف واسعة ضد مجموعات تكفيرية، تزامنا مع تصاعد المواجهات في ليبيا تحسبا لتسلل عناصر إرهابية إلى تونس. :: اقرأ أيضاً تقارب الأكراد وقيادات سنية عراقية يربك تسوية الحكيم السلطان قابوس يحضر عرضا عسكريا استراتيجية أميركية على المقاس عبر فيسبوك لمنع تأثير الجهاديين على الشباب الصراع على الزعامة يشل الأحزاب العلمانية في الأردن

مشاركة :