قالت مديرية صحة حلب في وقت متأخر الليلة الماضية، إن كل المستشفيات في شرق حلب الخاضع لسيطرة مقاتلي المعارضة السورية أصبحت خارج الخدمة، لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان قال إن بعضها ما زال يعمل. وجاء في البيان، الذي أرسله مسؤول من المعارضة لرويترز، لقد خرجت كل المشافي العاملة بمدينة حلب الحرة عن الخدمة نتيجة القصف الممنهج والمستمر لهذه المشافي خلال اليومين الماضيين من قبل قوات النظام والطيران الروسي، وهذا التدمير المتعمد للبنى التحتية الأساسية للحياة جعل الشعب الصامد والمحاصر بكل أطفاله وشيوخه ورجاله ونسائه بدون أي مرفق صحي يقدم لهم العلاج وفرص إنقاذ أرواحهم ويتركهم للموت. لكن المرصد السوري، ذكر أن بعض المستشفيات ما زالت تعمل في المناطق المحاصرة بحلب لكن الكثير من السكان يخشون الذهاب إليها بسبب القصف العنيف. وتقول مصادر طبية وسكان ومقاتلون من المعارضة في شرق حلب، إن المستشفيات تضررت في الأيام القليلة الماضية بفعل الضربات الجوية والبراميل المتفجرة التي تسقطها الطائرات الهليكوبتر بما في ذلك القصف المباشر للمباني. واستطاع عمال الصحة والإغاثة من قبل إعادة تشغيل مستشفيات خرجت عن الخدمة بفعل الضربات الجوية لكن نقص الإمدادات يجعل هذا الأمر أكثر صعوبة. وتنفذ ضربات جوية مكثفة في شرق حلب منذ يوم الثلاثاء عندما استأنف الجيش السوري وحلفاؤه العمليات هناك، بعد توقف لمدة أسابيع وشنوا عمليات برية ضد مواقع مقاتلي المعارضة على الخطوط الأمامية للمناطق المحاصرة أمس الجمعة. وقال التلفزيون الرسمي السوري يوم الثلاثاء، إن الطيران استهدف معاقل للإرهابيين ومستودعات في حلب. وقالت روسيا إن طيرانها يشن ضربات جوية في أنحاء أخرى بسوريا وليس في حلب. وتصف دمشق كل مقاتلي المعارضة بأنهم إرهابيون. ونفت سوريا وروسيا اتهامات من المعارضة بتعمد استهداف المستشفيات وغيرها من البنى التحتية المدنية، خلال الصراع الذي بدأ في 2011 وانضم إليه الطيران الروسي في سبتمبر/ أيلول 2015. من جهتها، نشرت صحيفة الغارديان تقريرا معاناة سكان شرق حلب المحاصرين تحت الغارات الجوية التي تشنها روسيا والقوات الحكومية السورية. وتقول إيما غراهام هاريسون إن الغارات الجوية دمرت مستشفى الأطفال الوحيد شرقي حلب، وهو الذي كان يعالج ضحايا الهجمات بغاز الكلورين، مما دفع بالعاملين فيه إلى نقل الأطفال الرضع بحاضناتهم والجرحى إلى مكان آخر. وتشير الكاتبة إلى أن 4 مستشفيات فقط بقيت تعمل لاستقبال 250 ألفا من المدنيين الذين يعيشون في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة، وتتعرض لحصار وقصف من قبل القوات الحكومية والقوات الروسية الداعمة لها. وتضيف أن الغارات على المدينة كثيرا ما تستهدف المنشآت الطبية، التي تضطر إلى تغيير مكانها أو العمل متخفية. وتنفي السلطات السورية والروسية استهداف المنشآت المدنية. لكن مدارس ومستشفيات وأسواق ومنشآت غير عسكرية أخرى تتعرض للقصف بصفة منتظمة. وتتوقع إيما أن تكون شراسة الغارات الجوية وكثافتها مؤشرا على بدء حملة استعادة المدينة، بعمليات برية، وإن كانت القوات الحكومية تجد في كل مرة صعوبة في مواجهة عناصر المعارضة المسلحة في معارك بالمناطق الحضرية، وهو ما جعلها تعتمد على حصار المدن وقصفها لدفع الجماعات المعارضة إلى المفاوضات، وتجويع المدنيين الذين يدعمونهم، حتى الاستسلام. وأثار القصف العشوائي للمدينة سخطا دوليا واسعا إلا أن الدول الغربية، حسب الكاتبة، لم تفعل الشيء الكثير لوقف هذا القتل الجماعي، وتخشى فصائل المعارضة أن يضعف انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة حظوظ إنقاذهم من الحصار والغارات الجوية. شارك هذا الموضوع: اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة)انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة)اضغط للمشاركة على Google+ (فتح في نافذة جديدة)
مشاركة :