الطبيعة بين الشعر والإبداع - عبدالعزيز الصعب

  • 3/20/2014
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

تظل الطبيعة بما فيها تمثل الصورة الابداعية الالهية وتظل كذلك هي التي تؤثر في مشاعرالفرد. في الثقافة بشكل عام يحرص الكاتب والشاعر والفنان على ان يكون مبدعا ويبحث عن ادوات ابداعية توصله الى الابداع ولذلك نجده يهتم بهذا الجانب حتى يأتي بالجديد المبدع.  عندما يتنامى الابداع لدى الشخص فإنه يجتهد دائما في جانبه الابداعي، فالشعراء قد يكون لهم النصيب الاكبر من هذه العملية إذ إن الشاعر دائما يحرص على الاتيان بالجديد في قصيدته، ولعل اهم ما يحرك الجانب الابداعي لدى الشاعر هو الطبيعة تلك التي طالما فتنت الشعراء، فهم اخذوها في قصائدهم ملهمة وفاتنة.   الشعراء القدامى اظهروا لنا تلك الصورة الإبداعية لاننا عندما نقرأ قصائدهم نجد فيها روح الطبيعة لكونها هي جليسهم الوحيد وانيسهم، فمنها يستلهمون مشاعرهم واحاسيسهم، ولها يبثون شكواهم، ومعاناتهم وغرامياتهم، وعليه فكل ما في الطبيعة بالنسبة لهم هو شيء اساسي خلق فيهم الروح المبدعة بتأملات الكون بما فيه من جمال.  وعندما يعكس الشعراء القدامى جمال الطبيعة في الصور الشاعرية فان ذلك يدل على ابداعهم الذي كانت الطبيعة عاملا مهما فيه إذ شكلت فيهم الابداع الشعري لذلك جاءت قصائدهم تحاكي ابداع الطبيعة ومن ثم التجسيد الابداعي من خلال استلهامهم المبدع من تلك الطبيعة التي يعيشون فيها، ويستمتعون بها رغم صعوبة عيشهم ومرارته، وبالرغم من ذلك قرأناهم في صورة الإبداع الشعري على سبيل المثال، بخلاف فنونهم الشعبية الأخرى، ولكن يأتي الشعر هو صورتهم الحقيقية التي مازالت تلازمنا حتى الآن نستمتع بها ونتلذذ بما فيها من صور شعرية تحاكي مشاعرهم بما فيها من آلام وآمال. ولعل الشيء الأقرب هنا في كل ذلك هو غرامياتهم التي أخذت حيزاً كبيراً في مساحات أدبنا الشعبي، حيث كانت مسامراتهم هي بمثابة بث الشكوى والألم وكل جهات طبيعتهم فيها ذكريات الحب والعشق، وسماؤهم يشدو معهم بأعذب الألحان، والشعر، هم كذلك من على شرفات الإبداع أتوا ليقولوا لنا ها نحن مبدعون مشاعر واحاسيس وشعراً. أخيراً: وجه البكا جلاد مع حموة الكي فيه الألم مزروع والجرح منثور رمل الجفاف اللي طوى دنيتي طي يدفن بوجهي للعنا حزن ويثور

مشاركة :