علاج الشلل الرعاش بـ«عصبونات الدوبامين»

  • 11/20/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

تتطور علاجات الخلايا الجذعية للاضطرابات الدماغية تطوراً سريعاً، ما يدخلها خلال وقت وجيز إلى مرحلة التجارب السريرية بالرغم من أن تلك الخلايا لا تغادر المختبر وتزرع داخل جسم المريض ما لم يتم إنتاجها بجودة عالية. يعتبر مرض الشلل الرعاش أحد الاضطرابات الدماغية التي يسعى العلماء إلى إيجاد علاج لها عن طريق الخلايا الجذعية، ومن تلك المساعي الدراسة التي قام بها علماء من جامعة لوند ومعهد كارولينسكا بالسويد، والتي توصلت إلى تفاصيل أكثر ، تساعد في جودة هندسة الخلايا الجذعية بحيث يمكن استخدامها في العلاج السريري لمرض الشلل الرعاش ؛ ففي الجزء الأول من تلك الدراسة نظر الباحثون عن قرب في المسارات الجزيئية المرتبطة بتلك الرحلة ابتداءً من الخلية الجذعية إلى أن تصل لمرحلة العصبون المنتج للدوبامين، أمّا في الجزء الثاني من الدراسة اكتشفوا سمات رئيسية لتطور خلية الدوبامين وماالذي يجعل تلك الخلايا مختلفة عن العصبونات المشابهة والعصبونات المجاورة ما يساعد في تعديل هندسة الخلية الجذعية وضبطها بدقة بحيث تنتج عصبونات دوبامين عالية الجودة لعلاج الشلل الرعاش والذي يتجاوز تأثيره في المريض ليصل لدرجة التأثير في الحركة فيصاب المريض بالارتعاش باليدين والأطراف والفك والوجه، وتصلب العضلات، ويفقد التوازن في المشي، كما يواجه بمشاكل في النطق ؛ وأول ما يبدأ المرض فإنه يؤثر في خلايا الدماغ المنتجة للدوبامين الموجودة بمنطقة المادة السوداء، ومع تطور المرض تعجز تلك الخلايا عن القيام بوظيفتها ومن ثم تموت ، الأمر الذي يؤدي إلى تراجع معدلات الدوبامين وهو مرسال كيميائي مهم لتنظيم الحركة ، ولأن الجسم لا يستطيع تعويض تلك الخلايا فإن هندسة تلك الخلايا الجذعية تمثل الأمل في إنتاج خلايا بالدماغ بديلة لتلك حيث يزرع بدماغ المريض مجموعة من الخلايا الأصلية لتمده بالعصبونات المنتجة للدوبامين. أمّا عن تأجيل مرحلة التجارب السريرية فيقول الباحثون: عند تقييم عصبونات الدوبامين المتحصل عليها من الخلايا الجذعية في مرحلة ما قبل التجارب السريرية، لاحظنا أن النتائج على الحيوانات المخبرية اختلفت بدرجة كبيرة بالرغم من تشابهها في وقت زرعها وهو أمر محبط وأدى إلى تأجيل مرحلة التجربة السريرية ، ويضيفون قائلين إنّ العلاج ليس فقط أن تنتج عصبونات دوبامين وزرعها داخل دماغ المريض، فعند استخدام الخلايا الجذعية في الأمراض الأخرى كحالة الضمور البقعي فإنّه يمكن استخدام خلايا جذعية ناضجة تماماً داخل المختبر أمّا في حالة الأمراض الدماغية كالشلل الرعاش فإنّه يجب استخدام خلايا جذعية غير ناضجة بحيث يكتمل نضجها و تتمايز بعد أن يتم زرعها داخل الدماغ وهي عملية تبين - من خلال التجارب على الحيوانات المخبرية- أنها تأخذ بضعة أشهر. توصلت الدراسة الحديثة إلى أن كثيراً من العلامات التي يستدل بها لا تتكهّن بدقة بالحصيلة المطلوبة من خلايا الدوبامين الناضجة بعد زرع الخلايا الجذعية، وتوصلوا إلى علامات أخرى تعطي تكهّنات أكثر قوة وتفرق بين خلايا الدوبامين المتكونة وبين الخلايا الأخرى المجاورة لها.

مشاركة :