اكتشف باحثون من جامعة هلسنكي بفنلندا من خلال دراسة نشرت نتائجها بمجلة العلوم العصبية، أن وقف أحد الإنزيمات الدماغية التي تعد من علامات المرض لدى الفئران المصابة بالشلل الرعاش أدى إلى تحسين الأعراض الحركية الناتجة عن المرض. لا يعرف حتى الآن أسباب بعينها وراء الشلل الرعاش، لكن يعتقد العلماء أن السبب ربما يعود إلى تجمع أحد البروتينات بخلايا الدماغ، ويعتبر الشلل الرعاش من الأمراض التي لا يوجد لها علاج جذري حتى الآن، فقط بعض مخففات الأعراض ويصيب الرجال أكثر من النساء. يقول أحد الباحثين القائمين بالدراسة إن استخدام تلك الطريقة العلاجية لمدة أسبوعين أدى إلى اختفاء المشاكل الحركية لدى تلك الفئران ولم تعاود الظهور مرة أخرى، والمشاكل الحركية المرتبطة بالمرض هي الرعاش، والتصلب، وبطء الحركة، وخلل التوازن، وضعف التآزر، ومع تطور تلك الأعراض يجد المريض صعوبة بالحركة والمشي ويكون بحاجة لمن يعينه. قام الباحثون من خلال الدراسة بوقف ذلك الإنزيم لدى الفئران بواسطة مركب يقوم بذلك الغرض وكانت النتيجة تخليص الدماغ من تجمعات المواد المؤدية للإصابة بالمرض كما استعادت تلك الفئران مقدرتها الحركية، وما تم عمله بداية هو علاجها بالفيروسات التي تغير الجينات، فأدى ذلك إلى تجمع المواد الضارة بالدماغ فتجمعت البروتينات به وأصيبت بالشلل الرعاش، ثم بدأ الباحثون بعلاج الحيوانات بعد ظهور الأعراض الحركية لديها بموانع تجمع ذلك الإنزيم وجاءت النتائج إيجابية وسريعة؛ حيث تحسنت حالة الفئران الحركية في جميع أطرافها في وقت وجيز، كما وجد الباحثون أيضاً أن العلاج بتلك الموانع عزز إنتاج الدوبامين لدى تلك الفئران؛ وذلك بعد المقارنة بالفئران التي لم تخضع للعلاج. يقول الباحثون إن الدراسة تمثل أول محاولة لمواجهة تراكم البروتين المسبب للمرض وبالرغم من نجاح الطريقة العلاجية التي استخدمت خلالها، إلا أن الأمر يتطلب المزيد من الأبحاث قبل دخولها إلى مرحلة التجارب السريرية البشرية لتطوير علاج للمرض مستقبلاً. تعتبر النتائج الأولية نتائج واعدة تشجع على المضي قدماً إلى أن يصل العلماء إلى مرحلة إنتاج عقار للمرض الذي يؤثر في الحياة اليومية للمريض ويسبب له الانزعاج.
مشاركة :