تبذل أجهزة الأمن الأوروبية بأجهزتها المختلفة، جهودا غير عادية في محاولة لتوقيف عناصر تنظيم الدولة، بعد تهديدات التقطت إشارتها أجهزة الاستخبارات، بتنفيذ عمليات وشيكة في عدد من العواصم المهمة بالقارة العجوز، ونجحت إسبانيا في اعتقال عنصرين تابعين للتنظيم، بينما أوقفت فرنسا قاصرا كان يخطط لعملية وشيكة. أعلن مصدر قضائي فرنسي السبت، أن قضاة مكافحة الإرهاب وجهوا إلى شاب في السابعة عشرة من عمره، على صلة عبر شبكات التواصل الاجتماعي بالإرهابي الفرنسي رشيد قاسم، تهمة الانضمام لعناصر إرهابية، والسعي لتنفيذ عمليات، ووضعوه في السجن على ذمة التحقيق. واعتقل الشاب المولود في بلجيكا في رين غرب فرنسا، حيث استقرت عائلته مؤخرا. وظهر اسمه في التحقيق حول فتاة في السادسة عشرة من عمرها اعتقلت، بينما كانت تعرب عن استعدادها في رسائل تلجرام مشفرة، للقيام بعمل عنيف. ووضعت الفتاة التي وصفها مصدر قريب من التحقيق بأنها «متطرفة جدا»، قيد التوقيف الاحتياطي، وأقام المحققون صلة بينها وبين المسلح قاسم، علما بأن شخصا آخر اعتقل لاحقا للاشتباه بأنه قام بتشغيل الحساب على تلجرام مع الفتاة. والشاب الذي أوقف هذا الأسبوع سمى نفسه أبو عمر في مراسلاته، وكان نشيطا أيضاً على خدمة تلجرام، خصوصا على الحساب الذي يتولى إدارته رشيد قاسم. ويطرح المحققون تساؤلات حول رغبته في الانتقال من الأقوال إلى الأفعال، كما قال مصدر قريب من التحقيق. ومنذ الصيف الفائت، اعتقل خمسة عشر شخصا على الأقل، هم غالبا شبان وربما قاصرون، وأوقفوا رهن التحقيق بتهمة التهديد بشن اعتداءات مستلهمة من الدعوات إلى القتل التي وجهها رشيد قاسم عبر خدمة تلجرام من المنطقة العراقية-السورية. ويشتبه بأن قاسم (29 عاما) قد وجه الشابين (19 عاما) اللذين قتلا كاهنا في أواخر يوليو في فرنسا، ثم قتلتهما قوات الأمن. وصدرت في حقه مذكرة توقيف دولية في هذا الملف. وتواجه فرنسا تهديدا إرهابيا غير مسبوق، مع اعتداءات أسفرت عن 238 قتيلا منذ بداية 2015. وفي إسبانيا، اعتقلت الشرطة شخصين متهمين بالانتماء لتنظيم الدولة، في كل من العاصمة مدريد ومدينة برشلونة (شمال شرق). وذكرت الداخلية الإسبانية في بيان لها، أن اعتقال المتهمين تم بعمليتين أمنيتين، ووصفتهما بأنهما «خطيران للغاية». وأشارت إلى أنَّ الشخصين من أصول مغربية، وأنهما كانا يحضران لهجوم في إسبانيا، ويتبعان تعليمات تنظيم الدولة، ولفت البيان إلى أنَّ الشخصين «نشطان جدا في مشاركاتهما بوسائل التواصل الاجتماعي، وأنهما بايعا التنظيم، ويروجان له إعلاميا، ويعملان على إيجاد أنصار له».;
مشاركة :