قال الدكتور فهد بن سليمان التخيفي الوكيل المساعد لشؤون التطوير في وزارة العمل لـ "الاقتصادية" إن عدد السيدات في القطاع الخاص في السعودية بلغ 450 ألف سيدة ويتوقع أن يتضاعف هذه الرقم مع برامج " العمل عن بعد" التي لها أبعاد اقتصادية واجتماعية ستوجد فرص عمل كبيرة وبخاصة للسيدات. وأضاف التخيفي لا أستطيع تحديد رقم إلا أنه سيوفر فرص عمل كثيرة لافتاً إلى أنه على المستوى الاجتماعي فإن العمل عن بعد سيجعل المرأة توفق بين بيتها وظروفها الأسرية والعمل، إضافة إلى زيادة الإنتاج في الشركات والمؤسسات الوطنية. وقال إن الشعب السعودي يستخدم التقنية بشكل كبير مما يساعد على تحويل التقنية إلى آليات للعمل عن البعد، مما يسهم في تغيير تركيبة سوق العمل للتوجه نحو العمل عن بعد، وسيسهم تغير تركيبة العمل عن بعد في تغيير الثقافة المتعلقة بالعمل عن بعد، إضافة إلى مساعدة من يعيشون في الهجر للعمل في شركات مدن كبرى، مما يحدث قيمة مضافة إلى جميع أطراف العملية. وأوضح التخيفي أن حافز جزء من العمل عن البعد بحيث يرتبط مع برنامج الحد من السعودة الوهمية، ومن يعمل عن بعد سيحسب موظفا كاملا وله حقوق، وأشار إلى أن هناك شركات يتناسب معها العمل عن بعد مثل الاتصالات والكول سنتر والترجمة والاستشارات وغيرها ويسمح لها بنسبة كبيرة وقد يكون موظفوها بأكملهم يعملون عن بعد، وهناك شركات أخرى لا يتناسب معها ويسمح لها بنسبة معينة، ونحن نضع تنظيمات للفرص التي تعمل فيها المرأة وبخاصة في العمل عن بعد وبعد فترة يتم تقييم واقع العمل عن البعد للقضاء على سلبياته، لمعرفة المتغيرات والإضافات. وذكر التخيفي أن حركة التوظيف وصلت إلى المرحلة العليا خلال فترة تصحيح العمالة الأجنبية وساعدت على توظيف السعوديين والسعوديات، وأن وزارة العمل لديها فريق متكامل للعمل عن بعد، أما الشركات فلها برامج أخرى ونحن نقدم التشريعات، والوزارة تؤمن بمشاركة القطاع الخاص وتقدم إليه التسهيلات وتوضح له التشريعات. وبدأت أمس ندوة "العمل عن بعد عالمياً 2014" التي أقيمت في فندق الفورسيزونز، وسلطت الندوة الضوء على التجارب والنماذج العالمية في مجال "العمل عن بعد"، ذلك المفهوم الذي أحدث تغييرا جذريا في النظرة إلى مناخ العمل وعدم ضرورة التواجد في المكاتب. وتناولت كيفية تطويع وتطوير هذه التجربة للتطبيق محليا، والأفق الواعدة لتحقيق أهداف استراتيجية مهمة في سوق العمل السعودية من خلال هذه المبادرة، وركز العديد من المتداخلين على مفهوم العمل عن بعد باعتباره أحد أهم الحلول التي توفر بيئة عمل مثالية للمرأة السعودية، الأمر الذي اعتبرته وزارة العمل السعودية بادرة جديدة ومبشرة لتوظيف المرأة وذوي الاحتياجات الخاصة القادرين على تنفيذ المهام الوظيفية "عن بعد" في منشآت القطاع الخاص باستخدام تقنية المعلومات أو عبر الوسائل المتاحة الأخرى؛ لزيادة فرص توظيف السعوديين. وأشار الدكتور فهد التخيفي وكيل وزارة العمل خلال كلمته إلى الدعم الذي تقدمه الدولة لمبادرة العمل عن بعد وقيام العديد من الجهات بتبني الإجراءات والتقنيات التي تدفع هذه المبادرة قدما في اتجاه تحقيق أهدافها في توفير فرص عمل أفضل وأكثر للمرأة السعودية في العديد من المجالات وأيضا لذوي الاحتياجات الخاصة وللشباب السعودي بشكل عام. وأضاف أن العمل عن بعد سيكون رافدا أساسيا من روافد سوق العمل السعودية وقناة مهمة من قنوات تحقيق الهدف الاستراتيجي للحد من البطالة وتحسين مناخ العمل، وتوطين الوظائف. من جانبه تناول المهندس سعود الطوالة الرئيس التنفيذي لشركة العمل عن بعد Telework تجربة العمل عن بعد كنموذج ناجح عالمياً له إسهامات في إيجاد فرص وظيفية كثيرة للمرأة وذوي الاحتياجات الخاصة، ما يساعد في توطين الوظائف وتخفيف الازدحام المروري، وهو في المقابل أقل كلفة لصاحب العمل ويوفر مساحات شاسعة لمقرات العمل ويمنح الموظفين فرصة الإبداع دون التقيد بأجواء المكاتب المزدحمة. وأضاف أن هنالك شركات أمريكية وصل عدد الموظفين لديها عن بعد لأكثر من 18 ألف موظف، وبالإمكان تنفيذ التجربة نفسها في السعودية كون نسائنا وذوي الاحتياجات الخاصة أكثر حاجة إلى مثل هذه الوظائف نتيجة كثير من الصعوبات التي تواجههم. وأجرت الندوة اتصالا عبر الفيديو كونفرنس مع عدد من كبار المهتمين بالعمل عن بعد في الولايات المتحدة الأمريكية من بينهم فيلكس بوت مؤسس ورئيس شركة أوفيسكيب كبرى الشركات الأمريكية وأشهرها في العمل عن بعد، الذي تحدث عن تاريخ العمل عن بعد وتطوره عبر السنوات الأخيرة، وقصص النجاح من خلال عملاء الشركة في الحكومة الأمريكية والعديد من كبريات الشركات الأمريكية. يذكر أن شركة أوفسكيب هي الشركة التي عقدت اتفاق شراكة مع شركة العمل عن بعد السعودية لإنشاء منصات عمل محلية للعمل عن بعد تقوم بربط الشركات السعودية بالعاملين عن بعد، وذلك من خلال التجهيزات التي تقدمها شركة العمل عن بعد السعودية للاتصالات وتقنية المعلومات. وشهدت الندوة حضورا نسائيا لافتا ومميزا من المهتمات بعمل المرأة بالمملكة، كما حضرها عدد من كبار رجال الأعمال وأساتذة الجامعات وعدد من كبار موظفي وزارة العمل وصندوق تنمية الموارد البشرية وهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، إضافة إلى مديري الموارد البشرية في العديد من شركات القطاع الخاص. يشار إلى أن وزارة العمل أطلقت مبادرة العمل عن بعد بالتعاون مع صندوق تنمية الموارد البشرية "هدف" في إطار السعي المتواصل لإيجاد فرص وظيفية للسعوديين والسعوديات تناسب ظروفهم من خلال العمل من المنزل، وجلب التقنيات العالمية التي تعمل على توفير مناخ مثالي للمرأة السعودية تمكنها من أداء عملها من دون الحاجة إلى الوجود في مقر العمل. وتقوم شركة "تكامل القابضة" التابعة لصندوق تنمية الموارد البشرية باختيار وتأهيل مزودي خدمة "العمل عن بعد" وتوفير الدعم اللوجستي وأدوات الربط مع قاعدة بيانات "حافز" بهدف ضمان تحقيق الفاعلية والنجاح لمبادرة العمل عن بعد، إضافة إلى الترخيص لمزودي الخدمة المؤهلين تقنيا لتقديم الخدمة في سوق العمل السعودية.
مشاركة :