صحيفة وصف : روى النقيب عامر الرميح، قصة أحد زملاؤه الأبطال الذي أصر على حمله في ميدان المعركة بعد فقده لقدمه اليمنى في انفجار لغم خلال مهمة انتشال جثمان شهيد في نقطة الخوبة بجازان. وقال “الرميح”: إن زميله حمدان الحمدان المصاب سابقا أصر على أن يحمله على ظهره أكثر من ربع ساعة ليكمل الجميع مهمتهم بنجاح، وذلك بعد فقده قدمه اليمنى في انفجار لغم في نقطة الخوبة بجازان، بحسب “الوطن”. وأضاف: نقلت إلى مستشفى الخوبة، وحين وصلت إليه مع زميلي كنا فقدنا بعض أطرافنا، وهناك تابعنا قصصا مدهشة للبطولة، فقد شاهدت جنديا من حرس الحدود انفجر فيه لغم وبترت قدماه معا، يبتسم ويقول: “الحمد لله في ميدان الشرف والدفاع عن الدين وعن الوطن”. وتابع “الرميح”: “كنا 12 شخصا، وقد كلفنا بمهمة إعادة جثة أحد الشهداء، توجهنا للموقع، وكنا عددا من الضباط بعدتنا وأسلحتنا، وقد واجهنا في مهمتنا هذه صعوبات جمة، منها الطبيعة الوعرة، والانكشاف التام أمام العدو، لكننا بالمعنويات الكبيرة والإيمان بالقضاء والقدر، وصلنا إلى موقع الشهيد، وانتشلنا جثته بنجاح، لكن المهمة أصبحت أكثر تعقيدا في طريق العودة، فقد كانت طريقنا حبلى بالمرتفعات، وكانت درجة الحرارة عالية جدا، ومع زيادة الرطوبة باتت ملابسنا عبئا، فقد زاد وزنها بشكل كبير، وصار حملها مع الأسلحة التي بحوزتنا جهدا إضافيا، لكننا حاولنا التغلب على كل هذه المعضلات بما فيها أننا كنا مكشوفين بصورة واضحة أمام العدو”. وأكمل الجندي: “كنا ثلاثة أشخاص نحمل جثمان الشهيد، وكنت في الوسط بين اثنين من الزملاء، وفجأة انفجر لغم برفيقنا الذي في المقدمة فأسقطه وبتر ساقه، وتوقفنا فورا تجنبا لخطر الاستمرار، ثم قررت التحرك بخطوات معينة ومدروسة، وكان أمامي حجر، وحين وضعت قدمي على طرفه انفجر لغم آخر كان مزروعا بين الحجر والتربة، فأصاب إحدى قدمي وساقي، كما أصاب أطراف القدم الأخرى بشظايا، كما أصاب كلتا يدي”. وأضاف: “فور استيعابي للصدمة، حرصت على إبلاغ بقية زملائي أنني بخير خشية أن يحاولوا التقدم نحوي، خصوصا أنني قرأت فيهم الحماسة لفعل ذلك، وبدأنا البحث عن خطة بديلة للخروج من المأزق، وعندئذ جاء أحد الزملاء وسحبني من موضعي، فيما كنا نفكر في كيفية مواصلة المهمة، خاصة أننا كنا سنأتي بجثمان شهيد، فإذا بنا نضطر لجلبه مع جريحين أحدهما زميلي عطالله الذي بترت ساقه والآخر أنا، وهنا ظهر معدن الرجال الحقيقي وقوة حماستهم، فقال الزميل حمد الحمدان، وهو مصاب بطلق ناري: سأحملك يا عامر على أكتافي”. ومضى “الرميح” يقول: “حاولت الرفض، لكنه بادر إلى حملي واستمر في ذلك أكثر من ربع الساعة، علما بأنه كانت لديه استراحة مرضية بعد تعرضه لطلق ناري، لكنه عاد للعمل رافضا الإجازة فداء للوطن”. وواصل “الرميح” قائلاً: “حملني الحمدان على ظهره قرابة ربع الساعة متجها بي نحو بقية زملائنا، وحينئذ شعرت بالحرج، وطلبت أن ينزلني من على ظهره، لكنني في الحقيقة كنت أريد له أن يرتاح، إلا أنه رفض وأكمل المهمة حتى أوصلني إلى الموقع المحدد”. (0)
مشاركة :