طبيب تركي يهوى جمع حصوات كلى مرضاه جرت العادة على رؤية هواة جمع الطوابع البريدية والعملات القديمة، يلهثون وراء زيادة مقتنياتهم من العملات أو الطوابع، وينفقون أموالا باهظة من أجل تحقيق ذلك، لكن الطبيب التركي عزالدين زان، اختصاصي أمراض المسالك البولية والكلى، مارس هواية جمع مقتنيات خاصة، في سابقة من نوعها، لم يفكر فيها أحد من قبله. العرب [نُشرفي2016/11/20، العدد: 10461، ص(24)] أكبر وأصغر الحصوات أنقرة - منذ قرابة 33 عاما، وتحديدا في 1983، والطبيب التركي عزالدين زان، اختصاصي أمراض المسالك البولية والكلى يجمع الحصوات التي يستخرجها من الكلى والمسالك البولية لمرضاه، مكونا مجموعة ثمينة من المقتنيات، مختلفة الأحجام والأشكال، من النادر رؤيتها في مكان آخر حول العالم. ويقول زان “منذ نعومة أظافري يساورني فضول عن الحصوات الموجودة داخل كلى البشر، وتسدّ مسالكهم البولية أحيانا، ما يودي بحياة الكثيرين”. ويتابع “استمر فضولي حول نفس الموضوع حتى التحقت بكلية الطب التي أحبها كثيرا، وفور تخرجي فتحت عيادة خاصة في قريتي، وبدأت ممارسة هوايتي في الواقع لأول مرة”. وعن عدد الحصوات التي صادفها خلال مسيرته العملية، أوضح الطبيب التركي، أنه تمكّن من استخراج ما يزيد عن 250 حصوة متنوعة الشكل والحجم، من مرضاه، على مدار 3 آلاف عملية أجراها خلال العقود القليلة الماضية. ويضيف قائلا “أكبر الحصوات التي استخرجتها حتى اللحظة، يبلغ وزنها 650 غراما، وأصغرها يبلغ طوله 0.8 مليمترا” وعن الطرق التي يعتمدها في تصنيف مقتنياته من الحصوات، يقول زان “في البداية أحضرت صندوقا خشبيا متوسط الحجم، وجوانبه من الزجاج، ووزعت الحصوات داخله في حوامل صغيرة أشبه بفناجين القهوة، مدوّن على كل واحد منها اسم المريض صاحب الحصوة”. ويتابع “اخترت لونين مختلفين للتمييز بين الحصوات، أحدهما أحمر يشير إلى المرضى الذين تأخّروا في تشخيص حالتهم، ما أدى إلى فقدانهم أعضائهم، والآخر أزرق، يشير إلى من عرضوا أنفسهم على المختصين قبل فوات الأوان، ونجحوا في السيطرة على المرض”. وعن فكرة اختيار الألوان، يؤكد الطبيب التركي أن هدفه الأساسي من هذه الخطوة، هو لفت الانتباه إلى المشكل، لا سيما أن اللون الأحمر يشير إلى التعرض للخطر في معظم أنحاء العالم، ما يبعث في نفس الأشخاص رسائل فحواها “توقف قبل فوات الأوان، ولا تتأخر”. ويؤكد قائلا “هدفي الوحيد من جمع الحصوات، هو نشر الوعي بين الناس بخطورة هذا الأمر وعدم الاستخفاف بنتائجه، وعمل التحاليل اللازمة مرة واحدة في العام على الأقل، حتى لا تتراكم الحصوات فيكبر حجمها، ومن ثم تزيد أعراضها الجانبية”. وعن رد فعل زوار عيادته عند رؤية مجموعة حصواته، يقول زان “جميعهم يصاب بصدمة كبيرة، وتنتشر قشعريرة داخل أجسامهم من هول حجم الحصوات”. وعن حكاية كبرى الحصوات في مجموعته، يسرد قائلا “في عام 1984، جاءني مريض من المملكة العربية السعودية، محمولا على فراشه، وكانت حالته بالغة السوء، لدرجة أنني فكرت أنه يلفظ أنفاسه الأخيرة”. ويتابع “أثناء إجراء العملية صُعقت عند رؤية حصوة كبيرة تغطي كامل صئمثانته البولية، تبين لي لاحقا أنها تزن 650 غراما، فأخذتها ووضعتها في مدخل مجموعتي”. ويضيف قائلا “كل من يتطلع إليها، يحسب أني استخرجتها من أحد الأنهار، لكنني احتفظ بالصور التي تثبت استخراجها من جسم المريض”. وعن باقي الحصوات، يقول “تتنوع أشكال الحصوات، فهناك ما يشبه الديناصورات، أو القلوب، وحصوات أخرى تشبه الديدان يصل طولها أحيانا إلى 22 سنتيمترا” وللوقاية من مخاطر حصوات الكلى، ينصح زان بالعرض على الطبيب بشكل دوري مرة واحدة على الأقل في العام، وعدم استهلاك المشروبات الكحولية، والانتباه إلى الأطعمة الحارة وكل ما يضاف إليه البهارات بكميات كبيرة. ويختم قائلا “على كل من يلاحظ تغيّر لون البول، وحدوث آلام في منطقة الفخذ، وشعور بالحرقة أثناء التبول، التوجه سريعا إلى أقرب طبيب، لأن هذه الأعراض تشير إلى وجود حصوات في الكلى والمسالك البولية بشكل كبير”. :: اقرأ أيضاً ياسمين عبدالعزيز تعود إلى التلفزيون هوس السيلفي يقود إلى الموت في الهند قصر باكينغهام يخضع لعملية ترميم باهظة مصر تعيد اكتشاف مقاصدها العلاجية أملا في رواج السياحة
مشاركة :