مصادر قيادية في حركة النهضة لم تتردد في التأكيد على أن راشد الغنوشي بات أكثر اقتناعا بأنه لا مستقبل للحركة ما لم تنفتح على رجال دولة كثيرا ما تعرّضوا إلى التهميش. العرب [نُشرفي2016/11/20، العدد: 10461، ص(2)] جهود باتجاه التقارب مع رجال الدولة السابقين تونس - دفعت مخاوف رئيس حركة النهضة الإسلامية راشد الغنوشي من “تمزّق التحالف الهش” مع نداء تونس الذي بدأت ملامحه تتبلور، إلى التحرّك صوب كبار رجال بن علي. وأكدت مصادر من داخل الحركة أن الغنوشي وضع قائمة اسمية تضم كبار رجال بن علي كانوا متنفّذين سياسيا وأمنيا واقتصاديا لعقد لقاءات ومشاورات تهدف أساسا إلى “استرضائهم”، مشددة على أن استقبال رئيس النهضة لعبدالله القلال وزير الداخلية في عهد بن علي يعدّ مؤشرا على أن النهضة باتت تقرّ ضمنيا بأنها ارتكبت خطأ كبيرا باستبعادهم. وكان الغنوشي استقبل مؤخرا القلال مرفوقا بعدد من رجال نظام بن علي وتناول اللقاء وفق مصادر سياسية الأوضاع بالبلاد والسبل الكفيلة بالخروج بتونس من الأزمة الهيكلية التي تعاني منها منذ أكثر من خمس سنوات. ويعد اللقاء بالقلال خطوة مفاجئة لكونه أحد أبرز رجال الدولة السابقين المعارضين لجماعات الإسلام السياسي عموما وللنهضة خصوصا حيث استمات في مكافحة كيانها التنظيمي وممارساتها للعنف خلال تسعينات القرن العشرين حين كان يتولى حقيبة وزارة الداخلية. وعلى الرغم من أن النهضة تكتّمت رسميا عن مساعي رئيسها لاسترضاء رجال الدولة السابقين غير أن المصادر القيادية لم تتردد في التأكيد على أن الغنوشي بات أكثر اقتناعا بأنه لا مستقبل للحركة ما لم تنفتح على رجال دولة كثيرا ما تعرّضوا إلى التهميش لا لشيء سوى لأنهم عملوا مع النظام السابق. وخلال اللقاء، وفق نفس المصادر، شدد القلال على أن “الرهان الوحيد للخروج بتونس من أزمتها هو خيار المصالحة الوطنية وطيّ صفحة الماضي التي تضرّرت منها تونس كثيرا”. ولفت القلال نظر الغنوشي إلى أن انتفاضة 2011 “لا تعني إلغاء مكاسب دولة الاستقلال المدنية ومنجزاتها أو تهميش الكفاءات الوطنية كما لا تنفي المشروع الوطني الحداثي الذي قادته الحركة الوطنية منذ عشرينات القرن الماضي”. ورأى المحلل السياسي هشام بن عمار أن “اللقاء يحمل أكثر من دلالة سياسية خاصة في ظل المرحلة الدقيقة التي تمر بها النهضة والبلاد” لافتا إلى أن “رئيس النهضة بات يقرّ، على الرغم من عدم المجاهرة، بأن المصالحة الوطنية تعد اليوم ضرورة ملحّة وأن الإمعان في سياسة الإقصاء قدمت النهضة في صورة الحركة العقائدية غير المتسامحة مع خصومها رغم ما تزعمه من أنها تحولت إلى حزب سياسي”. وأضاف بن عمار أن “جهود الغنوشي باتجاه التقارب مع رجال الدولة السابقين بعد خمس سنوات جاءت متأخرة”، مشيرا إلى أنه من الصعب الحديث عن أيّ شكل من أشكال التقارب ما لم تجاهر النهضة بخطئها في حق تونس بعد أن جوّفت الحياة السياسية لتهيمن عليها. :: اقرأ أيضاً عقبتان تعترضان تشكيل الحكومة اللبنانية إحداهما الوزير الشيعي لرئيس الجمهورية فريق ترامب يثير مخاوف إيران على مصير الاتفاق النووي دوائر النفوذ القديمة تدفع للصدام بين السيسي والإعلام المصري عودة رابطات حماية الثورة تخيف التونسيين والنهضة تتبرأ
مشاركة :