استطاع معرض الرياض الدولي للكتاب، بما يحمل من مضامين، تحريك دلائل وملامح عناصر الإبداع المنبثق من رؤية وفكرة واضحة يمتلكها المؤلفون في أطروحاتهم، خصوصا السعوديين منهم، حيث وضعوا في مجمل إصداراتهم التي قرأنا عنها خيارات متعددة في توظيفهم لمنطلقات نوعية وفريدة عبرت عن الحالة الثقافية المحلية فكرا ومضمونا. سمة وقوة التحدي الفكرية والرؤية في هذه الإصدارات ــ ولا شك ــ كان واضحا، خصوصا عند جيل الشباب الواعد الموهوب، فكسروا حالة العزلة الثقافية بخوض تجربة لن تنسى، بطرحهم عناوين جديدة لافته، صنعوا بها مفهوم التوجيه نحو الطاقة العلمية والمعرفية، عن طريق حالة الجذب والتحليل التطبيقي لكل مضامين الوقائع الثقافية والمجتمعية، في محاولة تسهم في بناء جيل يتمتع بالشخصية المتميزة والقادرة على مواصلة العطاء المعرفي والتقدم في عصر التقنيات والمعلومات، والمشاركة بدور فاعل في صنع مستقبل أكثر إشراقا لوطننا الغالي، بذات الرؤية التي تنصب حول تقديم الجديد الذي يتناسب مع قيمنا وعاداتنا الأصيلة. بيد أنه في جانب من هذه الإصدارات غابت عنها المثاقفة كمفهوم يزيل التأويل الخاطئ والوقوع في الالتباس، فكان مما حدث نتيجة ذلك أن تحولت الثقافة من جسدها الإنساني إلى المجرد، وأصبحت تركن للتاريخ دون صبغها بحالة النسق الاجتماعي ومدى التأثير فيه، وكل ذلك يرجع للضعف أحيانا في تقنيات الكتابة أو استعصاء الفكرة أو الخوف أحيانا.
مشاركة :