أين ذهبت أوقاتنا

  • 11/21/2016
  • 00:00
  • 17
  • 0
  • 0
news-picture

وسائل التواصل الاجتماعي فضاء رحب وكبير فهي ثقافة جديدة دخلت على حياة كل فرد وغيرت العديد من القيم والعادات التي كانت سائدة بين الناس وخاصة الاجتماعية منها، فقللت التواصل المباشر حتى داخل الأسرة الواحدة، حتى أصبح مألوفاً أن تجتمع الأسرة في جلسة واحدة أجساداً بينما كل واحد منهم متواصل مع آخرين ربما خارج حدود الوطن، ونظراً لاتساع وتنوع وسائل التواصل الاجتماعي سأقصر حديثي على مجموعات الواتس آب وما أحدثته من ثقافة ونمط حياة مختلف تماماً عن ما تعود عليه الناس سابقاً، و مع تطور وتحديثات برنامج الواتس آب توسعت عضوية المجموعات وزاد الإقبال عليها وتشكل لهذه القروبات نمطها وأسلوبها، وأصبحت شغل الناس الشاغل فيدور فيها العديد من النقاشات والكثير من الشائعات والقليل من الحقائق وترتب على ذلك العديد من العادات مثل الترحيب بكل عضو جديد انضم للمجموعة، وكذلك التهاني والتعازي والإعلانات.. وغير ذلك، وبحسبة بسيطة يمكن التعرف على ما يصرف من وقت لتصفح هذه القروبات، فإذا كنت منتمٍ إلى خمس مجموعات وهذا ما أظنه الحد الأدنى لمعظم الناس و كل مجموعة فيها 100 مشارك فإذا شارك كل واحد منهم مشاركة واحدة فقط في اليوم، فقد تحتاج إلى نصف دقيقة على الأقل إذا كانت المشاركة بسيطة، وهناك مشاركات قد لا تنهيها في أقل من ربع ساعة، المهم هناك 250 دقيقة تحتاجها لتصفح مجموعاتك، أي أكثر من 4 ساعات تقريباً، وهذا غير التهاني والتعازي والردود الخاصة والمكالمات والفيس بوك وتويتر، أجزم أن ما تستقطعه من وقت لها لا يقل عن سابقه، بمعنى أننا نتحدث عن هدر سبع أو ثمان ساعات في وسائل التواصل وبطريقة ضارة لعدد من الأسباب من أهمها: عشوائية ترتيب أولوياتنا، فكم بقي لعباداتنا ولأعمالنا ولأسرنا ولنومنا وراحتنا؟.  سهولة دس أي إشاعات كاذبة تستهدف القيم الدينية أو الوطنية. عشوائية المعلومات وعدم ترابطها تجعلنا غير منظمين في تخزين المعلومات. التعود على قبول المعلومات دون تدقيق. استخدام الواتس أب من البعض للهمز واللمز والإساءة والتشهير بالآخرين.   ومع كل ذلك فوسائل التواصل وخاصة مجموعات الواتس نعمة عظيمة إذا أُحسن استخدامها فهي تختصر الزمان والمكان ويمكن من خلالها إجراء النقاشات الجادة وعقد الاجتماعات واستطلاعات الرأي.   ويمكن تحسين استخدامنا لمجموعات الواتس أب من خلال:  ضبطها لتصبح ذات طابع تخصصي لقضايا اجتماعية محددة ويمنع نشر أي موضوع خارج اختصاص المجموعة. محاولة ترتيب أولوياتنا وإدارة أوقاتنا بطريقة منظمة ونقل التجارب الناجحة في هذا الشأن. ترشيد وفلترة ما ينقل إليها والتأكد من صحته قبل نشره.  اختصار المشاركات والتحول إلى فكرة المدونات الخاصة. أن يكون هناك ميثاق شرف يلتزم به كل أعضاء المجموعة، يتضمن بعض الضوابط مثل التأكد من صحة المعلومات المرسلة، والالتزام بتخصص المجموعة وعدم الخوض في أي نقاش خارج هذا التخصيص، والبعد عن الهمز واللمز والإساءة للآخرين أو التحريض أو التعدي على الثوابت والقيم الدينية أو الوطنية. وأخيراً: الوقت أثمن ما يملكه الإنسان، وإذا لم نتعاون جميعاً في صناعة ثقافة جديدة نستثمر من خلالها أوقاتنا فيما يعود علينا وعلى مجمعاتنا بالنفع، فحتماً.. ستكون الخسارة فادحة.

مشاركة :