محمود عبد الله (أبوظبي) طرحت لوحات للفنانة الإماراتية الشّابة «أماليا بالجافلة» في «فن أبوظبي2016»، عدة موضوعات تتماسّ مع قضايا معاصرة وإنسانية، من بينها موضوع في غاية من الأهمية، هو حوار الأديان، الذي أنجزته في ما يشبه جدارية بعنوان «وحدة الأديان»، عرضت ضمن مجموعة من الأعمال التشكيلية لفنانين إماراتيين في «هنر غاليري». وتعدّ تجربة أماليا، المولودة لأم نرويجية وأب إماراتي، وتحمل شهادة الماجستير في الفنون من جامعة سنترل سينت مارتنز البريطانية، إحدى التجارب النسائية الشابة المتجددة، فلوحاتها فيها فيض علامات ورموز، تبرز قيمة الأمل والحياة، كما أن حركة الريشة، وسحر الألوان في أعمالها يمنحها علامة أخرى من علامات الاختلاف، والتميز، تلك الحركة التي تمنح لزوايا اللوحة دينامية خصبة لإنتاج فيض من المعرفة، والأسئلة، والكثير من الإشارات الدالة على عالم، مخضب بحناء السريالية. وقالت بالجافلة لـ «الاتحاد» إنها تناولت هذا الموضوع «حوار الأديان»، باعتباره من أهم اللقاءات بين أهل الديانات السماوية من أجل العمل على نشر الأمن والسلم في العالم، والبحث عن أساليب نبذ العنف والحرب والإرهاب الفكري ومكافحة الفقر وحماية البيئة وصيانة كرامة الإنسان، ثم للكشف عن الوجه المستنير للإمارات المنفتحة على جميع الأديان، وحوار الحضارات، في إطار عدة مرجعيات منها مبادئ الدين الإسلامي. وترى الفنانة بالجافلة، أن التشكيل ليس مجرد لوحات تعلق على الجدران للزينة، بل هو رسالة ومشروع ثقافي، ويتتبع باللون وحركة الفرشاة أهم القضايا التي ما زالت عالقة، ويتصدرها (حوار الأديان) الذي ما زال بحاجة إلى صياغة حقيقية تقوم على التعايش، في ظل ما يعانيه العالم من طائفية، واستقطابات دينية. وعن لوحتها «وحدة الأديان»، أكدت أنها نموذج معاصر في الطرح واللغة، وحركة اللون، وتناغم المفردات والشعائر الدينية، وفي معرض ردها على سؤال في أي خانة تضع تجربتها، قالت: أنا فنانة أرسم من أجل التعبير عن كل ما أحس به، الفن بالنسبة لي إحساس صادق وتعبير مؤثر وقوي عن الأشياء التي نستشعرها ونحلم بها ونراها أيضاً، وقد يدخل تصنيفي في إطار التعبيرية، والحداثية المنضبطة. وترى بالجافلة أن المشهد التشكيلي الإماراتي، هو مشهد عالمي منطلق من المحلية والهوية. وعن حضورها اللافت في «فن أبوظبي 8» قالت: أعتبر أن فن أبوظبي، هو الملتقى الأهم لانطلاقة الفنانين الإماراتيين، وبخاصة الشباب، كما أنّه الفرصة الثمينة لتثقيف الجمهور وإطلاعه على آخر المستجدات في حركة التشكيل العربي والعالمي.
مشاركة :