المسرعات وسقف التوقعات

  • 11/21/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

ابن الديرة تحقق دولة الإمارات فكرة فريق العمل، كما لا يحققها أي مكان آخر، ومن خلال تصريحات وكلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، تتضح الفكرة وتقترب، حيث لا ينصرف القصد إلى القطاعات الحكومية في الاتحاد، وإنما إلى الوطن، في مطلق اللفظ والتعبير والدلالة، الوطن في الجوهر وفي التفاصيل الدقيقة، فكلنا فريق عمل واحد، ولا استثناء لقطاع حكومي اتحادي، أو محلي، أو خاص. بيت الإمارات المتوحد كله فريق واحد، والكل يعمل نحو إنجاح أهداف متكاملة ومتسقة مع بعضها بعضاً، فكيف يتحقق ذلك؟ كيف يغادر النظر إلى التطبيق؟ لدينا اليوم آليات معتمدة للرقابة القَبلية والبَعدية، وعلى جميع الجهات وضع أنظمة معاصرة وقادرة. طبعاً البعض يحقق هذا كما هو مطلوب وأكثر، والبعض يحاول اللحاق ما أمكن، وربما قصر البعض وتعثر، وهناك من بذل جهداً أكبر نحو تحقيق فكرة المتابعة بالتزامن والتوازي؟ الدولة التي تحتضن تجربة تنموية لافتة على صعد متعددة تكرس مبدأ المتابعة كجزء ضروري يكمل الإنجاز، وقد تجلى ذلك عبر مبادرات متفرقة في خلال الأعوام الماضية، ومن أجمل هذه التجليات حرص القيادات العليا على زيارة مواقع العمل من دون ترتيب مسبق، نحو الوقوف على الواقع كما هو، ثم العمل على تعديله وإصلاحه متى لزم الأمر، ورأينا كيف أثمرت جولات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حيث جالا في مواقع العمل وعلى الأرض، وتابعا أعمال الإدارات ميدانياً، ما كان له أكبر الأثر على تطوير الأداء. اليوم يأتي افتتاح المسرعات الحكومية كتتويج لهذه الجهود، ففكرة فريق العمل تزدهر بمبادرات مبتكرة من هذا النوع، وها هي بلادنا تتبنى أول مسرعات حكومية في العالم. بدأنا بخمس وزارات مهمة بعضها سيادي والآخر ينتمي إلى قطاع الخدمات الكبرى، ولا ريب في أن وجود مسؤولين وموظفين ينتمون لهذه الجهات تحت سقف واحد بهدف تسريع أهداف برامج الأجندة الوطنية، يتيح قدراً أكبر من التفاهم وتبادل التجارب والأفكار. سقف التوقعات مرتفع جداً، ففكرة المتابعة اليوم في الإمارات أساسية ومفصلية ومقررة بوعي وتخطيط، فلا مكان بعد اليوم لتأجيل لا مبرر له، ولا يمكن قبول كل إيقاع بطيء وممل في أي قطاع إماراتي. لا بيروقراطية ولا روتين بعد اليوم. لقد وضعنا البرامج والأهداف، والمسرعات الحكومية تقوم بدور تعميق الإنجاز عبر المتابعة المدروسة. إنه شرط الاستدامة، ولا استدامة خارج هذا الشرط. يبقى التأكيد على أن إنجاح المسرعات الحكومية مسؤولية الجميع، وعلى الوزراء ورؤساء الإدارات العمل على بث الفكرة بين أوساط الموظفين، نحو معرفتها من وجهة نظر وظائفهم واختصاصاتهم، ومعرفتها بكل خصائصها وخصوصياتها، فلا يكتفى بالمعرفة التي تتيحها الصحافة ووسائل الإعلام. ebn-aldeera@alkhaleej.ae

مشاركة :