أكد السيّد أحمد داود أوغلو رئيس وزراء الجمهورية التركية السابق، ضيف شرف مؤتمر السياسات العامة التاسع، ضرورة فهم المسارات الحالية والمستقبلية متسائلاً: هل يتجه العالم إلى حوكمة دولية أم إلى فوضى هدامة؟ وأوضح أن مصادر القلق التي تنتاب العالم ترجع إلى عدم قابلية توقع المستقبل؛ فلا أحد يستطيع أن يتنبأ بالأوضاع العالمية أو الإقليمية العام المقبل مثلاً، لأن هناك العديد من الكوارث التي ينتظرها العالم ويشهدها كل يوم. وأشار أوغلو إلى أهمية الحوار بين الدول وبين الأفراد وبعضهم البعض، في ظل تركيز كل دولة على مصالحها الشخصية دون التركيز على القيم والمبادئ. وشدّد في حديثه عن مدينة حلب السورية والكارثة التي تعيشها على ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية للجميع، دون النظر إلى العرقيات أو التمييز على أساس اللون أو الدين أو العرق، واحترام القانون الدولي الإنساني حول جرائم الحرب مهما اختلفت المصالح والرؤى. وأكد أن غياب الحوكمة مبني على ثلاثة أركان أساسية هي تفشي التطرف والإقصاء وغياب الحوار بين اللاعبين الدوليين، وأن الحل يكمن في التركيز على الدمج وتعزيز الحوار والإيمان بأن المستقبل مشترك، إضافة إلى إصلاح السياسات، ووضع نظام اقتصادي يعتمد على المشاركة والفهم المتبادل والحوار الشفاف، وذلك كله يضمن تعزيز الحوكمة الدولية، بدلا من المصالح الخاصة الضيقة. يذكر أن المؤتمر سيناقش على مدار الثلاثة أيام مستقبل الشرق الأوسط في ظل تمتع المنطقة بالموارد البشرية والطبيعية. والأخلاقيات والتحول التكنولوجي وعلاقات الحكومات وأصحاب العمل ودور تركيا وعلاقاتها بالاتحاد الأوروبي والقوى العالمية، لاسيما الولايات المتحدة وروسيا، وموقفها من بعض القضايا كاللاجئين والإرهاب والصحة والتطور التكنولوجي والحوكمة الدولية وكيفية منع ومكافحة الأوبئة، وتحسين التعاون الصحي بين البلدان المتقدمة والبلدان النامية والتحول التكنولوجي والعقد الاجتماعي الجديد، والمملكة المتحدة بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي، لاسيما من الناحية السياسية والاقتصادية والأمن والتطور الاقتصادي في أفريقيا، والاتحاد الأوروبي ماذا بعد أزمة اللاجئين وضعف أوروبا على الصعيد الأمني وعدم وجود سياسة متماسكة بشأن الهجرة واللاجئين، والعيوب التي يتسم بها تنفيذ اتفاق الشنجن؛ وعواقب ذلك على بقية العالم، ومرحلة ما بعد الانتخابات الأميركية، والفضاء باعتباره مخاطرة كبرى في مجال التكنولوجيا والحوكمة والأنشطة الفضائية والتغير المناخي، وارتياد كوكب المريخ، ومكافحة الإرهاب والاستقرار السياسي والاقتصادي في شرق آسيا، والتحديات الأساسية للاقتصاد العالمي ودور الهيدروكربون في السياق الإقليمي الجيوسياسي، والتعليم ودور المرأة في البلدان المختلفة في ميدان العمل، والتعليم والعمل في الشرق الأوسط وجلسة القادة الشباب وتحديد أهم مسائل الحوكمة العالمية التي يعتقدون بوجوب معالجتها في المستقبل المنظور. رياض حجاب: تعامل «ترامب» مع سوريا سيختلف عن «أوباما» قال رياض حجاب، رئيس وزراء سوريا الأسبق: إن المعارضة السورية جزء من محاربة الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط، مشيراً إلى وجود تصعيد روسي إيراني بالتعاون مع نظام الأسد ضد الثوار والأبرياء من أبناء الشعب السوري. وأشار إلى أن مئات الآلاف قد ماتوا في هذه الحرب، علاوة على تشريد الملايين، وهو ما ينعكس على الأحداث العالمية، مؤكداً أن ما يجري داخل الأراضي السورية يؤثر سلبا على العالم وعلى الأمن الدولي. وشدد على أن الأسد فقد الأرض والشرعية على السواء، وبالتالي لا مكان له في مستقبل سوريا. وقال: إن بقاء نظام الأسد فيه تهديد للنظام العالمي، مثلما هو الحال في داعش التي تهدد استقرار البلدان. وأشار إلى أن الروس يحاولون تنفيذ نموذج أوكراني جديد في سوريا، مؤكداً أن الإدارة الأميركية الجديدة ستتعامل مع الملف السوري برؤية مختلفة عن إدارة أوباما. العمراني: لا بد من الحوار لحل القضايا الملتهبة قال سعادة يوسف العمراني، الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون في المغرب: إن مستقبل الشرق الأوسط يبدو كمسألة يصعب التعامل معها في الوهلات الأولى، لكن العمل الموحد هو الكفيل بفك تعقيدات هذه المنطقة، ومواجهة تحدياتها. وأضاف العمراني: أن المنطقة تعيش على وقع أزمات وأوضاع سياسية متأزمة على المستويات المختلفة منها ما هو محلي، ومنها ما هو دولي، فعلى سبيل المثال نجد أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وانتخاب رئيس جديد للولايات المتحدة، من أهم التحديات التي تواجه الشرق الأوسط وقضاياه. وطالب في مداخلته بإقامة حوار جاد وبناء يكون هدفه الأول حل قضايا المنطقة الملتهبة، وملفاتها الدموية كسوريا والعراق واليمن، علاوة على القضية الفلسطينية التي هي أم القضايا؛ حيث تشكل أهم الصعوبات الإقليمية. وأوضح أن الأزمات الإنسانية في الشرق الأوسط أصبحت متفاقمة، مشيراً إلى أن غياب التعاون الإقليمي والدولي قد زرع الفوضى في المنطقة برمتها، وهو ما يستدعي العمل بصورة جماعية. وقال: إنه من المهم مكافحة الفقر والإرهاب على حد سواء، فدول الجنوب مطالبة بأن تقوم بواجباتها على أكمل وجه، كما يجب مواجهة الخطاب الديني المتطرف من خلال القوة المباشرة، وأيضا من خلال الأفكار والآراء، منوها بأن الإسلام قد اختطفه مجموعة من المتطرفين والجهات الراديكالية. وأوضح أن مجلس الأمن لم يستطع حل المشاكل والنزاعات الإقليمية والدولية، وبالتالي يجب القيام بأدوارنا في هذه المنطقة، وأن نرسي نموذج حوكمة جيدا، وأن نؤسس نظاما اقتصاديا يستهدف رخاء المواطنين، مطالبا بتفعيل دور الاتحاد الأوروبي في منطقة الشرق الأوسط. مبعوث الصين: التعاون كفيل باستقرار الشرق الأوسط قال المبعوث الخاص للصين في الشرق الأوسط، اكسياو شينغ كونغ: إن هناك تطلعات إلى أن يقود التعاون مع جميع الأطراف في الشرق الأوسط إلى استقرار حقيقي، وفق القيم العالمية المتعارف عليها، مشيراً إلى أن الصين تتبنى هذا التوجه إقليميا ودوليا، حيث أطلقت مبادرة للتعاون الجماعي بين دول العالم وهي مبادرة طريق الحرير. وأشار إلى أن تلك المبادرة الصينية لا تشمل فقط التعاون في المناحي الاقتصادية، وإنما أيضا الجوانب السياسية، ما يقود المنطقة إلى حالة من الاستقرار والترابط والبحث عن سبل التقارب. موراتينوس: لا يمكن توقع سياسة إدارة ترامب قال ميغيل أنجيل موراتينوس، وزير خارجية إسبانيا السابق: إننا ورغم أننا نعيش عالماً جديداً، ولكننا لا نتصرف بناء على تحدياته الحديثة، مشيراً إلى أن هذا العالم الجديد ينعكس على منطقة الشرق الأوسط، نظرا للتحديات الكثيرة التي نواجهها. وأوضح أنه لا يمكن توقع سياسة ما تنتهجها إدارة ترامب في منطقة الشرق الأوسط، ولكن يمكن القول: إن العام المقبل سيشهد بعض التغييرات، لاسيَّما في الملف السوري والقضية الفلسطينية، مطالبا العرب والأوروبيين بضرورة وضع خطط بديلة للتعامل مع هذه الملفات إذا ساءت الأمور.;
مشاركة :