كتب - عبدالمجيد حمدي: دعا د.حسن راشد الدرهم رئيس جامعة قطر المشاركون في المؤتمر الدولي حول الإرهاب وسبل مواجهته إلى الخروج بحلول عملية وخطة حصينة يتولى أمرها كبار العلماء والمفكرين والباحثين المشهود لهم بالاعتدال والوسطية لمواجهة منابع الكراهية والتعصب. جاء ذلك في كلمتة أمام المؤتمر الدولي "الإرهاب وسبل معالجته" الذي تنظمة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر تحت رعاية معالي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ويستمر يومين بمشاركة نخبة من العلماء والمفكرين والأكاديميين يبلغ عددهم أربعين شخصية من 17 دولة. وقال د.الدرهم يأتي المؤتمر للوقوف على رؤى وتجارب فكرية وتعليمية وثقافية متنوعة ليعطي رؤى واضحة ودفعة جديدة لتفعيل القيم الإسلامية السمحة في الخطط الدراسية والأساليب والمناهج التربوية، والوسائل التثقيفية. وأشار إلى أن من شأن المؤتمر الكشف عن المشكلات التي تواجه الأمة خاصة في قضايا التطرف والتعصب والغلو والكراهية والإسلاموفوبيا والإرهاب، لافتا إلى أن حصيلة ذلك كله، هو العمل الجدي على تكوين نخب وأطر ذات كفاءة عالية لتكريس قيم الحوار وثقافة التسامح والتعايش والسلم والسلام على المستوى التعليمي والاجتماعي والفكري والثقافي. وأكد أهمية تكوين كفاءات قادرة على صياغة وعي جديد وفقا للواقع المتجدد وفي إطار الأصالة والثوابت ليتحسس الجيل الجديد قيمة الأمن الفكري والاجتماعي وضرورة التعايش السلمي في المجتمع الإنساني. وأكد المتحدثون في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر التي حضرها سعادة الدكتور عيسى بن سعد الجفالي النعيمي وزير التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية على أن هذا المؤتمر يكتسب أهمية خاصة في هذا الظرف الدقيق الذي تمر به الأمة في ظل تنامي ظاهرة التطرف والإرهاب، والإسلام فوبيا مشددين على دور النخب والمؤسسات التعليمية في مواجهة مثل هذه المشكلات والتحديات. وتضمن جدول الأعمال خمس جلسات تطرح خلالها نحو 20 ورقة عمل تتناول محاور المؤتمر الأساسية وهي مفهوم الإرهاب والخلفية التاريخية للظاهرة، والبعد الفكري والسياسي والاجتماعي والنفسي لها، وسبل معالجة قضايا الإرهاب. ويهدف المؤتمر الذي تنظمه كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بالجامعة إلى تأصيل قضية الإرهاب تأصيلا علميا من حيث المفهوم والمنطلقات وتعزيز ضمان الفصل بين العلم والإيديولوجيا في مقاربة قضية الإرهاب والكشف عن الأبعاد الفكرية والسياسية والاجتماعية وغيرها الكامنة وراء هذه القضية. كما يسعى المؤتمر إلى وضع خطة عمل استراتيجية استشرافية لتجفيف منابع الإرهاب حتى يتم عزلها عن أن تكون معاول هدم للأمة وحضارتها. الشيخ عبدالفتاح مورو: تعطيل الفكر والعقل وراء استهداف الأمة بالإرهاب شدد الشيخ عبدالفتاح مورو نائب رئيس مجلس نواب الشعب التونسي على دور العلماء والمفكرين والمؤسسات التعليمية في بناء عقول الأمة من خلال المناهج الدراسية، وتعزيز حضورها وإزالة غربتها وتغيير واقعها لتؤدي الأمانة على أكمل وجه. وأكد أهمية التعليم والتربية في بناء الإنسان وتحقيق التنمية والبناء الحضاري للأمة لافتا إلى أن التربية تعد رسالة تغيير واستشراف وفعلا تعبديا وتنمية للحاسة الجمالية والشعورية وقاطرة للتنمية البشرية نحو بناء شامل للوجود البشري بل وأساس التضامن والتعاون وتكاتف الجهود للبناء الحضاري حيث تحرر الفرد والجماعة وتمدهم بالقدرة الذاتية على الحركة في نطاق الواقع والاستجابة للتحديات بمنهج سديد لرؤية أصيلة واعية وواقعية. وطالب بفتح نافذتين إحداهما على النص والأخرى على الواقع وإنزال هذا النص إلى واقع الناس اليوم وفهمه الفهم الصحيح من قبل علماء الأمة وقادة الرأي فيها بعيدا عن الجمود والتطرف. وحذر من أن الإرهاب يستهدف كيان الأمة ووجودها ودينها كما عدَّ الإرهاب نتيجة من نتائج تعطيل الفكر والعقل والقفز على الواقع، مؤكدا أن الدين الإسلامي هو دين العدل والتسامح والسلام والإنسانية والحضارة وليس دين إرهاب وأن المسلمين ورثوا عصارة الفكر الإنساني، وأصبحوا بحكم رسالتهم الخاتمة الخالدة مؤتمنين على مسار الإنسانية كلها. ودعا إلى فك الارتباط بين فكر التطرف والإرهاب كمنهج ومسار معطل للعقل وحركة الفكر والتحضر والعمران، وبين الفكر الأصيل الواقعي المستخلص من النصوص والتجربة النبوية والممارسات الحضارية البانية طوال التاريخ. د. يوسف الصديقي: تفعيل الدور الأكاديمي لعلاج أسباب الإرهاب قال د. يوسف الصديقي عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية المنظمة للمؤتمر إن هذا المؤتمر الجامع لشخصيات بارزة من الشرق والغرب، يأتي في وقت بالغ الدقة والتعقيد والخطر المحدق على شعوب وطننا العربي والإسلامي. وأكد ضرورة تفعيل الدور الأكاديمي العلمي في دراسة ظاهرة الإرهاب للوقوف على أسبابه وسبل علاجها. وقال إنه مع استعصاء المواجهة الفردية الحاسمة للإرهاب، وإدراكا من جامعتنا وكليتنا لواجباتها ومسؤوليتها تجاه الأمة الإسلامية جاء العزم على إقامة هذا المؤتمر، مشيرا إلى أنه برغم اتساع دائرة الإرهاب وتنوع وسائله وسبله فلم يتم الاتفاق على تعريف واحد للإرهاب حتى اليوم رغم خطورته، ويرجع السبب في ذلك لتداخل المصالح وتضاربها بين من يتعرضون لتعريف الإرهاب. ودعا إلى عدم الخلط بين الإرهاب القصدي العدواني وبين المقاومة المسلحة التي تخوضها الشعوب المقهورة للتخلص من الاستعمار أو الاحتلال، وهو ما يطلق عليه النضال التحرري وهو المقاومة. وشدد على أهمية تعدد طرق العلاج والمواجهة تبعا لتعدد الأسباب والدواعي مؤكدا على دور المؤسسات التعليمية للقيام بواجبها في هذه المواجهة سواء أكانت مواجهة وقائية أو علاجية، موضحا أن التعليم بلا شك يعد حلا للكثير من مشاكلنا شريطة أن تؤلف مناهجه على اتباع استراتيجية الإقناع، وأن تتعدد العلوم والمعارف الإنسانية التي تبني العقل، مع إعطاء أولوية للمقررات القائمة على الحوار والنقاش والإبداع والتنوع الفكري. خلال الجلسة الثانية للمؤتمر .. المشاركون: الإسلام يرفض التطرف.. والمقاومة حق مشروع كتب - عبدالحميد غانم : ناقشت الجلسة الثانية لمؤتمر"الإرهاب وسبل معالجته" الذي تنظمة جامعة قطر، عدد من القضايا والاوراق البحثية المتعلقة بالتطرف والغلو، وتحليل الخلفية الفقهية للفكر المتطرف. وشدد المشاركون على ضرورة التفرقة بين الإرهاب والمقاومة المشروعة التي هي حق للشعوب المحتلة والمضطهدة .. مؤكدين وجود خلاف مابين الغرب والعالم الإسلامي في هذا الشأن حيث توصف المقاومة كنوع من الإرهاب وهذا لايجوز مطلقا. وأشاروا إلى الحديث عن الإرهاب دائما، ولكن لاتوضع خطط لمعالجته، خاصة أن الإرهاب يحتاج إلى رؤية شمولية واستعداد كامل لمعالجته. وأكدوا أن الأصل في العلاقة مع الآخر هو السلم، وليس الحرب وهذا ما أكدعليه الإسلام والذي جاء في القرآن الكريم، وهذا للرد على الممارسات وأعمال القتل التي ترتكب باسم الدين، ثم بعد ذلك يقولون إن هذا هو الإسلام وهو برئ من هذه الممارسات الإرهابية. أكد د.سكوث لي، المحاضرالأمريكي في شؤون الإرهاب، أن التركيزعلى المناهج التعليمية وتنقيتها يعد السبل الكفيل لمواجهة الإرهاب. وأرجع وجود ظاهرة الإرهاب إلى الخوف والاستبداد والديكتاتورية .. مؤكدا أنها تدمر الحضارات وتؤثر على الاقتصاد والقوانين وكل شيء في المجتمع، لذلك علينا محاولة فهم هذه النصوص التي تقرأ داخل الجامعات. رؤية شمولية من جانبه قال د. عبدالسلام العبادي الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي خلال ورقة بحثية بعنوان " التطرف والإرهاب : رؤية فقهية "، أن الإرهاب يحتاج رؤية شمولية واستعداد كامل لمعالجته . وأضاف: أن الفقه الإسلامي يقف ضد الغلو والتطرف ومايسمى بالإرهاب ومايصاحبه من اعتداء على المدنيين وقتل الأسرى، لكن في نفس الوقت علينا التفرقة بين المقاومة المشروعة التي تقاوم المحتل، وما يسمى بالإرهاب . وقال: إن الأصل في العلاقة مع الآخر هو السلم، وليس الحرب وهذا ما أكد عليه الإسلام وجاء في القرآن الكريم، وهذا للرد على الممارسات وأعمال القتل التي ترتكب باسم الدين لما يسمى بالإرهاب، وبعد ذلك يقولون أن هذا هو الإسلام وهذا ليس صحيحا لأن الإسلام بريء من هذه الممارسات وما يسمى بالإرهاب. التطرف الفكري وقال د. أحمد جاب الله عميد المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية ورئيس المجلس الشرعي الإسلامي في فرنسا: إنه ينبغي علينا التفرقة مابين التطرف الفكري، وبين التطرف العملي على أرض الواقع، لأن هناك إجماعا عاما على إدانة الإرهاب. وأضاف خلال ورقته البحثية التي جاءت تحت عنوان "مواجهة التطرف بين الرؤية السياسية الرسمية والرؤية الإسلامية في فرنسا : "إن الخطاب السياسي الذي يصدر عن الطبقة السياسية في فرنسا يربط بصورة إرادية أو غير إرادية بين الغلو والإرهاب، وبين الصفة الإسلامية لهما.
مشاركة :