أجزم أن من حقي رسم ابتسامة ساخرة وأنا أرى أحد القانونيين يشكك وينتقد إجراءات انتخابات الكرة بعد أن كان «نفسه» لاعبا أساسيا بصياغة «مقاساتها» الغير قانونية بل تخطى الأمر لإعطائه صلاحيات البناء القانوني لاتحاد الكرة والنتيجة كما ترون.. انقلب السحر على الساحر. التوتر والتشكيك والحملات الإعلامية والجماهيرية المشتعلة لقضيتي توثيق البطولات وانتخابات اتحاد الكرة كشفت سوء الترتيب ومخاطبة الشارع الكروي وسلبية إدارة الملفين إعلاميا بما يتناسب مع أهميتهما. لم يكن هناك داع لعقد مؤتمر صحفي لتوثيق البطولات أبداً بل حتى لو افترضنا جدلاً انعقاده فليس بتلك الصورة والترتيب والتوقيت والفقرات وحتى نوعية الضيوف. كيف يتم الدعوة لمؤتمر توثيق تاريخي يؤكد المسؤولون عنه أن من لديه اعتراض فله الحق بتقديمه. إذا هو ليس مؤتمر توثيق بل مؤتمر إعلان ما توصل إليه فريق التوثيق وفرق كبير بين الأمرين ولعل الربكة والاتجاه الشخصي وليس المؤسسي أسهم بالفوضى فلا يوجد عاقل يدعو لمؤتمر مخرجاته قابلة للتشكيك أو الزيادة والنقصان. ببساطة كان يمكن تمرير ما توصل إليه الفريق العامل للأندية وإعطاءها فرصة المراجعة ومن ثم الدعوة لمؤتمر لإعلان نتائج التوثيق لكنها الخبرة التي خذلت المناسبة، وهنا أخبركم أنني لم أعلق على مخرجات عمل فريق التوثيق منذ المؤتمر وليس لدي اهتمام بذلك بل أرى كناقد أنهم فشلوا بتسويق منتجهم بطريقة ذكية ولست انتقد المنتج فله من المختصين الأحق مني وأمثالي. في إجراءات انتخابات الكرة تبدو الصورة مكررة، فلجنة الانتخابات تعتقد أنها تعمل ببرنامج نووي سري ولا تلقي بالاً للجمهور والإعلام والمهتمين بل لم تعين ناطقا رسميا للجنة ولهذا هي في مرمى الانتقادات لأنها جبانة ولا تملك المواجهة والرد على القانونيين وتفند ما يروجونه للشارع الكروي الأمر الذي يعزز من لغة التشكيك وهو أمر جدا خطير، فما بني على باطل حتما سيكون باطلا تلاحقه سياط الانتقاد كل لحظة. لم يعرف أحد حتى الآن تفسيراً لعبارة «خبرة نشطة» بل إن من ساهم بوضعها خرج ليؤكد أنها لا تنطبق على من أعلنت لجنة الانتخابات قبول ترشحهم لرئاسة اتحاد الكرة مما يجعلنا أمام أكبر عملية تضليل تاريخية للجنة أو من أكد أن المرشحين لا يمتلكان صلاحية قيادة اتحاد الكرة. كل مصائبنا التنظيمية والقانونية بسبب غياب الشفافية وباستحواذ «فئة» على صناعة القرار والهرب بعيدا عن المواجهة والتعامل الحكيم مع الجماهير والإعلام وبذكاء مقنع وليس بأساليب «افزع بتغريدة». نحن اليوم نعيش صراعا مشاهدا لكن ماذا عن الصراع خلف الكواليس. الصراع الصامت أخطر فتكا والأعظم تهديدا، فليس من السهولة أن تكون تلك الحملات المنظمة هنا وهناك غير مرتبة ومعلبة. فقط نريد شفافية وأنظمة عادلة دون «تفصيل» فلسنا بمحل خياطة، ونريد مساحة من الثقة بالأنظمة وألا يكون «الفيفا» شماعة الخياطين فهو إلى أخمص قدميه غارق بالفساد والكل يعلم ذلك، وما علينا إلا أن نحترم مستقبلنا وواقعنا ووطننا عبر طرد النرجسية والغيرة والحقد والمخططات التي لا ينتصر فيها أحد. مؤسف أن نرى الأمير عبدالله بن مساعد يزفنا للخصخصة التاريخية والنقلات التطويرية فيما لازال المشهد «سوداويا». قبل الطبع: لا تهتم بوصف الحبل في بيت به مشنوق. «مثل روسي»
مشاركة :