حليب الأم... أكثر من مجرد حليب

  • 11/21/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تستغني العديد من الأمهات عن إرضاع أطفالهنّ ويلجأن إلى الحليب الصناعي الذي يعتبرنه بديلاً صحياً وطريقة سهلة لتأمين التغذية للطفل ولكن حتى وإن كان الحليب مدعمّاً بالفيتامينات والمعادن الضرورية إلّا أنّه لن يكون بديلاً كاملاً متكاملاً لحليب الأم وذلك لأنّ هذا الأخير سيقدّم إليك وإلى طفلك فوائد صحية لا يمكن أن يوفّرها أي حليب آخر. ما هي فوائد الرضاعة الطبيعية؟   للإجابة عن هذا السؤال، قالت الدكتورة شيفا هاريكرشنان، رئيسة قسم التوليد وأمراض النساء في مستشفى "ميديور 24x7" التابع لمجموعة "في بي اس للرعاية الصحية": "هناك العديد من المزايا الهامّة للرضاعة الطبيعية خلال الأشهر الستة الأولى من عمر الطفل وما بعدها. وفي الواقع، تتجلى هذه الفوائد أيضاً خلال المراحل المختلفة من حياة الطفل، حيث تعزز مناعته ونموه على المدى الطويل. ويحتوي حليب الأم على مزيج فريد من العناصر الغذائية الضرورية لصحة الطفل، والتي لا يمكن تحضيرها وإنتاجها صناعياً. وكلما ازدادت فترة إرضاع الأمّ لطفلها تتزايد فرصه بالحصول على الفوائد الصحية المتوخاة من الرضاعة الطبيعية".   كيف تختارين أيتها الأم ملابس الرضاعة الطبيعية؟   كما تتغيّر تركيبة حليب الأم لتواكب احتياجات الطفل المتجددة خلال فترة نموه وتطوّره، حيث تختلف خصائص ومكونات الحليب الذي يتمّ إنتاجه للأطفال الذين يولدون قبل الأوان (الخُدّج) عن كلٍّ من الحليب الخاص بأقرانهم الذين يولدون في الموعد المحدد للولادة، والحليب الذي تنتجه الأمّ لطفلها البالغ من العمر ستة أشهر.   وأضافت الدكتورة هاريكشنان: "يحتوي حليب الأمّ عموماً على كافة العناصر الغذائية التي يحتاجها الطفل، ويتمّ إنتاجه بالكميات اللازمة التي تلبي متطلباته في كل مرحلة من مراحل نموه. ويحتوي اللبأ (Colostrum) الذي تنتجه الأم بعد الولادة مباشرة على الأجسام المضادة والفيتامينات وغيرها من العناصر الأخرى الضرورية لبناء مناعة الطفل وتعزيزها. في حين يتميّز الحليب الذي تنتجه الأمّ بعد 2-4 أيام من ولادة الطفل باحتوائه على الماء والدهون والكربوهيدرات والبروتينات والفيتامينات والمعادن والأحماض الأمينية والإنزيمات والخلايا البيضاء. وهكذا يتغير حليب الأم من "اللبأ" الغني بالماء واللاكتوز إلى نوع آخر من الحليب (hindmilk) الذي يحتوي على نسبة عالية من الدهون والسعرات الحرارية، بالإضافة إلى غناه بإنزيم الليزوزيم ذي التأثير المضاد للجراثيم، والذي يساهم في الحفاظ على صحة الطفل".   وتُسلّط الأسباب السابقة الضوء على أهمية الرضاعة الطبيعية ودورها المحوري في نمو الطفل وتطوره. كما أظهرت نتائج العديد من الدراسات في هذا المجال أنّ الرضاعة الطبيعية تساعد على نقل الأجسام المضادة من الأمّ إلى طفلها، ما يسهم بدوره في تعزيز مقاومة الطفل للإصابة بالأمراض والعدوى والحساسية. كما تقلل أيضاً من خطر تعرّض الطفل للإصابة بمتلازمة "الموت المفاجئ للرضّع" بنسبة كبيرة تصل إلى النصف تقريباً. ويعدّ الأطفال الذين يعتمدون على الرضاعة الطبيعية أقل عرضة للإصابة بأمراض عديدة خلال المراحل المختلفة من حياتهم، ويشمل ذلك سكّري اليافعين وأمراض الجهاز الهضمي ومرض "كرون" وعدد من سرطانات مرحلة الطفولة.   واختتمت الدكتورة هاريكشنان تعليقها بالقول: "لا تقتصر الفوائد الكبيرة للرضاعة الطبيعية على الأطفال فحسب بل تشمل الأمهات أيضاً، حيث تسهم في إفراز هرمون ‘الأوكسيتوسين’ الذي يؤدي إلى تقلّص الرحم وبالتالي تقليل فقدان الدّم والنزيف بعد الولادة. وتساعد الرضاعة الطبيعية على عودة الرحم إلى حجمه الطبيعي بسرعة أكبر بالمقارنة مع السيدات اللاتي لا يرضعن. كما أنها تتيح للأمهات التخلص من الوزن الزائد الذي اكتسبنه خلال فترة الحمل بسهولة أكبر، وتقلل من خطر الإصابة بسرطانات الثدي والرحم والمبيض".

مشاركة :