الأكراد يتوعدون الحشد بتدميره إن تطاول بعد تحرير الموصل

  • 11/21/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

بغداد ـ يبدو أن نهاية الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية لن تنهي تعاقد العراق مع الحروب لعقود طويلة وتعفيه نهائيا من نتائجها المدمرة، أو هكذا على الأقل ما توحي به التصريحات النارية المتبادلة بين الحشد الشعبي الموالي لإيران، وبين المسؤولين الأكراد الذين يؤكدون أنهم لن يرضخوا لأجندته التوسعية في أراضي إقليمهم، محذرين قادة المليشيا المتطرفة من مغبة تكرار ما فعله صدام حسين لأنهم "عنجهيتهم ستتحطم فوق جبال كوردستان الشامخة" على ما ذكر بيان لرئاسة الإقليم الواقع شمال العراق. وفي بيان لها أصدرته الإثنين حثت رئاسة الإقليم قادة الحشد على عدم الاغترار بما حققوه من انتصارات ميدانية على تنظيم الدولة الإسلامية في معركة الموصل المفتوحة، لأن هذه انتصارات وتقدم القوات العراقية ومليشيا الحشد في الموصل "لم يكن ليحقق لولا دعم قوات البيشمركة". وقالت رئاسة الإقليم الكردي "نشرت بعض المواقع ووسائل التواصل الاجتماعي تهديدا منسوبا لباقر جبر صولاغ الزبيدي تحت عنوان قادمون يا بعشيقة وجاء فيه أصبح لدينا جيش قوي وحشد شعبي لا توقفه حدود أو سدود للرد على كلام البعض في البقاء بالمناطق التي تم تحريرها مؤخرا بجهود البيشمركة". ويبدو في هذا الكلام تهديد مبطن لقوات البيشمركة التي أعلن قادتها صراحة انهم لن يخلوا المناطق خارج حدود الإقليم المتفق عليها دستوريا والتي طردوا منها تنظيم الدولة الإسلامية. ويقول محللون إن المعركة القادمة لقوات الحشد الشيعية العراقية هي العمل على ضمان تأمين الربط الجغرافي البري بين ايران والعراق وسوريا ولبنان حتى تكون التحركات الإيرانية في هذه الدول مؤمنة على نحو جيد وبعيدا عن اية عراقيل محتملة أمام هذه التحركات وأهدافها خاصة العسكرية. ويؤكد المحللون أن إيران ماضية قدما في استراتيجيتها لجعل حلم الهلال الشيعي حقيقة وأن سيطرة قوات الحشد على مدينة تلعفر يدخل في هذا الإطار. ويقول محللون إن تلعفر تمثل محورا رئيسا على طريق إيران – سوريا، والسيطرة على المدينة يفتح طريق إيران إلى سوريا عبر معبر أرضي، مع تعطل المعابر الأرضية عبر (محافظتي) الأنبار ونينوى (العراقيتين). وأضاف البيان أنه ”وللأسف لم يصدر أي تكذيب خاصة وانه نشر منذ عدة أيام ومنسوب إلى عضو قيادي في المجلس الأعلى الذي تربطنا به وبقادته علاقات تاريخية ونضالية طيبة". وتابع البيان أنه ”إذ ما صح هذا الخبر وكان فعلا يمثل رأي المنسوب إليه فإننا نؤكد دوما على العلاقات التاريخية الطيبة بيننا وانه لولا قوات البيشمركة وبطولاتها لما استطاعت القوات المسلحة العراقية لوحدها من تحقيق المشهد العسكري الحالي، الذي دمرت فيه قوات البيشمركة خطوط دفاع داعش الإرهابية مما جعلت عملية قادمون يا نينوى تستمر وتحقق أهدافها". وأضاف "أما اذا كان صاحب هذا المنشور يبغي حربا ظالمة بتهديده فإننا خبرنا كثيرا هذه النماذج في تأريخنا، وليس بالبعيد نموذج صدام حسين وجيشه وأسلحته الفتاكة وخزائنه، ومن بعده منظمة داعش التي فاقت في قوتها ووحشيتها صدام وجيوشه وقد تحطم جميعهم فوق جبال كوردستان الشامخة"، حسب البيان. وتتكرر الدعوة في العراق وخارجه إلى إعادة هيكلة الحشد الشعبي وضم منتسبيه إلى الجيش أو الشرطة، خوفا من تحول قادته إلى أمراء أحزاب بعد هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية كما يقول المراقبون. ويرجع هؤلاء هذه المخاوف إلى أن "الكثير من مجاميع الحشد تنتمي إلى جهات سياسية معروفة الولاء إلى إيران وهذا الأمر مخالف لقانون الأحزاب (في العراق) ويهدد استقرار البلد". وتقول مصادر عراقية إن قانون الحشد يجب أن يتضمن هيكلته وضم منتسبيه إلى وزارة الدفاع أو الداخلية محذرة من أن "هناك من يريد تفصيل القوانين على مقاساتهم الخاصة للاستفادة منها مستقبلا". وتتحدث مصادر مطلعة عن مخطط يجري الإعداد له جيدا لتحويل هذه المليشيا الى قوة نظامية مستقلة النفوذ في العراق وتشبه الى حد كبير الحرس الثوري الإيراني، الأمر الذي يؤشر بدوره الى ان العراق بصدد التحول الى دولة دينية تحكم بنظام "ولاية الفقيه" الأمر الذي سيعزز ارتباطها بإيران على نحو أشد وثوقا مما هو عليه الآن. ويقول معارضون لهذا التمشي إن "بقاء الحشد بعد القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية "سيشكل دمارا للعراق ومستقبله لاسيما أن كل زعماء الحشد ارتباطهم بقاسم سليماني وولائهم العقائدي إلى علي خامئني". وتتهم منظمات حقوقية دولية وقادة سياسيون محليون في شمال العراق مليشيا الحشد الشعبي بارتكاب مجازر وجرائم حرب طائفية بحق العراقيين السنة في الموصل لا تختلف كثيرا عن المجازر المماثلة التي ارتكبتها في عدد من المدن العراقية المحررة منذ بدء الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية.

مشاركة :