دعا وزير خارجية فرنسا جان مارك إيرولت، اليوم الإثنين، دول الاتحاد الأوروبي إلى أن «تؤثر مجتمعة» في «الوضع العالمي الجديد»، على وقع تصاعد النزعة الشعبوية والتهديد الإرهابي وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والشكوك حيال المواقف الأمريكية. وقال الوزير في افتتاح الملتقى الثاني الفرنسي الهولندي، حول مستقبل الاتحاد الأوروبي في روتردام بغرب هولندا، إن «العالم بأسره قد تغير» منذ ولادة المشروع الأوروبي الذي يحتفظ بالأهداف والقيم ذاتها. وأضاف، «يجب أن نكون معا لنؤثر على هذا الوضع العالمي الجديد». من جهته اعتبر وزير الخارجية الهولندي بيرت كوندرز، أننا إزاء «مرحلة استراتيجية» نتجت من «نوع جديد من عدم الاستقرار»، وأن «الراحة السياسية انتهت بالنسبة لأوروبا». وبعدما دعا إلى أوروبا «أكثر ديمقراطية ووضوحا ونجاعة»، أعرب إيرولت، عن الأمل في أن تكون الذكرى الستون لمعاهدة روما مرحلة وليست مجرد إحياء لذكرى. وقال، «رغم بريكست ورغم عدم وضوح السياسات الأمريكية. ولأن العالم يتطور وتنشأ قوى جديدة، علينا أن نقول للمواطنين، إننا فهمنا الرسالة وإننا سنكون محددين أكثر في عملنا، وإننا لم نفقد المثل الأوروبية، لكننا نريد منحها آفاقا جديدة». ولفت إلى أنه يرغب في «العمل على كيفية عمل الاتحاد الأوروبي ذاته»، مشيرا خصوصا إلى أمن الحدود الخارجية والإغراق الاجتماعي. من جانبه قال الوزير الهولندي، إن الاتحاد الأوروبي «يجب أن يتحول من آلية تنظيم إلى آلية نتائج»، مضيفا، «نحن بحاجة إلى مفوضية حكيمة لمواجهة الظروف السائدة في الدول الأعضاء، وتتفاوض مع البرلمانات الوطنية وتنصت إليها». وتابع الوزير الهولندي الذي وصف خروج بريطانيا من الاتحاد، بأنه «فشل»، أن أوروبا «تفرط في التركيز على الشكل المناسب» لكافة الدول الأعضاء، وعليها بالتالي أن تتحلى بمزيد من المرونة حين تكون مثل هذه الوحدة مستحيلة. وأوضح، «علينا أن نقبل التعاون داخل كوكبة الطليعة، هذه الكوكبة التي لا تشارك بعض الدول الأعضاء فيها»، رافضا مع ذلك مبدأ «أوروبا على القياس». وقال، «أوروبا ليست مكانا يتناول فيه كل شخص ما يحلو له. لابد من احترام التعهدات». ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في فرنسا والتشريعية في هولندا، دعا الوزير الفرنسي إلى التصدي لتنامي النزعات الشعبوية و«عدم ترك مساحات لمن يستغلون مخاوف» المواطنين. وأضاف، «لقد خبرنا الآلام بما فيه الكفاية حتى لا نمنح فرصة لعودة السياسات القومية. كان الرئيس فرنسوا ميتران، يقول إن القومية تعني الحرب. فلنعمل على عدم انبعاث القومية من جديد».
مشاركة :