ضياء الدين علي ** حقاً يجد المرء صعوبة كبيرة عندما يضطر للانتقال من الهّم الوطني بأعلى مستوياته متمثلاً في مشاركة المنتخب في تصفيات آسيا المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم، ومشاركة العين في نهائي دوري أبطال آسيا، إلى الهّم المحلي بكل ما يندرج تحته من مسميات لدوريات ومسابقات أخرى يتم التنافس فيها على مدار الموسم بنقطة أو ثلاث، وليت هذا الإحساس يعم عند كل أطراف اللعبة الشعبية، حتى يدركوا الفرق بين هذا وذاك، حتى ترتقي الثقافة العامة فيكون لكل إطار حقه واعتباراته وحساباته التي تتناسب معه شكلاً وموضوعاً، مكاناً ومكانة، وحجماً ومساحة في تفكيرنا، وأيضاً على صفحات الصحف وساعات البث في برامج القنوات الرياضية. ** يقتضي الأمر دوماً ترتيب الأولويات حسب أهميتها، بحيث لا نكون من دون أن ندري مسلوبي الإرادة فيما نتابع، وفيما يشغلنا ويستهلك تفكيرنا، فمع الهم الأكبر للمنتخب الذي يلوح حلمه من روسيا، والهم الأقرب للعين السبت المقبل الذي يلمع بريق كأسه في الأفق من الآن، تنزوي وتتضاءل عملياً كل مشكلاتنا وهمومنا الأخرى، لدرجة أن الواحد يتمنى أن يمر الوقت سريعاً بمباريات الدوري المحلي حتى يتجدد الوصال مع المستوى العالي والحلم الغالي الذي يجسده الأبيض الإماراتي، والبنفسج العيناوي حالياً. ** نعود قسراً إلى هّم الدوري في أسبوعه السابع، فتجد الدنيا مثل ما ودرناها في الأسبوع السادس، تصريحات جوفاء من بعض المدربين، أشبه بقنابل دخانية لصرف الأنظار والتعتيم على خسارات لا تعرف شفاعة ولا تبريراً وإلا فبماذا نفسر تصريح الروماني كوزمين وهو يشكو من اختلاف مستوى لاعبي فريقه في المباراة أمام الجزيرة، بالمقارنة بمستواهم في المنتخب قبل أيام، فالاجابة هو أدرى بها ولاعبوه، هذا إذا كان لكلامه سبب أو علامة منطقية، وأيضاً اذا كان الموضوع بالكيفية التي قالها يشغلنا أو يقلقنا، أعني أن المفروض أن نتوقف ونتساءل اذا حدث العكس، بانخفاض مستوى أداء اللاعب عند اللعب للمنتخب بالمقارنة بفريق النادي، لكنه نجح في شغل المراقبين والناس بقضية أخرى، بعيدة عن تورطه في تلك الخسارة التي خالفت كل ما سبقها من وعود وتطمينات بالفوز الأكيد على فخر العاصمة، الذي كان حقا يستحق الفخر. ** كالعادة تكون الخسارة مناسبة وفرصة لفتح الجراح المنسية، التي ان حدث الفوز يداريها ويغطي كل آلامها وأوجاعها، وكذلك تجد الأخطاء التي أصبحت مخجلة بالنسبة إلى التحكيم، ويبدو الأمر في المحصلة وكأن الحكام أنفسهم يريدون ان يدفعوا الاتحاد دفعاً إلى الاستعانة بالتحكيم الأجنبي، الذي أصبح الحديث عنه متجدداً من جولة إلى أخرى، ولا أدري كيف سيكون الحال في الدور الثاني للدوري، إذا كان الحال بهذا السوء في الدور الأول الذي لم يعرف غلياناً في المنافسة على الصدارة، ولم يشهد حرجاً في المؤخرة للهروب من الهبوط بعد؟ deaudin@gmail.com
مشاركة :