إعداد:عمار عوض وكانت الاشتباكات الأخيرة في باب المندب من قبيل اطلاق الحوثيين هناك لصواريخ قدمتها إيران على سفينة لدولة الإمارات، أبرزت أهمية البعد البحري للحرب في اليمن، اضافة إلى الحوادث التي تلت ذلك من قيام الحوثيين باستهداف سفن تابعة للبحرية الأمريكية مرات متعددة وإعلان الولايات المتحدة بعدها قيامها بضربات انتقامية ضد منشآت تحوي رادارات بحرية للحوثيين. أما في سوريا، فمن شأن بناء قاعدة إيرانية هناك أن يمد الذراع البحرية الإيرانية إلى البحر الأبيض المتوسط ويعزز الوجود العسكري لطهران قرب شواطئ أوروبا بحسب غوزانسكي، الذي رأى ان ذلك من شأنه أن يساعد أيضاً حلفاء طهران في لبنان وسوريا مثل حزب الله ونظام الرئيس بشار الأسد. كما ان امتلاك إيران لقاعدة بحرية في سوريا سيمكنها من تقديم مساعدات أخرى ل حزب الله دون أن تعتمد على القوافل البرية أو النقل الجوي عبر العراق أو تركيا. وحسب الخبراء، فإن تخطيط إيران لإنشاء القاعدتين يرمي إلى مساعدتها لتوسيع نطاق أعمالها إقليمياً ودولياً، من خلال زيادة وجودها على طول سواحل الخليج العربي وخليج عمان، وهي السياسة التي أعلنت أيضا في نوفمبر/ تشرين الثاني من قبل الاميرال حبيب الله السياري قائد القوات البحرية الإيرانية من خلال مؤتمر صحفي في طهران لهذا الغرض قال فيه نحن نبني منطقتين بحريتين وثلاث قواعد بحرية على سواحل مكران، وهذا يتماشى مع سياستنا القائمة على العودة إلى البحر. إضافة إلى إعلانه تزويد القوات البحرية الإيرانية بصواريخ محلية أرض أرض، وطائرات من دون طيار في البحر، ورادارات اعتراض. وفي ذلك الإعلان أشار السياري ايضا إلى ان هذه ليست المرة الأولى لوجود أهداف لإيران خارج مياهها الإقليمية. عندما قال:الأساطيل البحرية لدينا سوف تقوم بالدوران في المستقبل القريب، حول إفريقيا وعبر المحيط الأطلسي، مشيرا إلى مياه شرق آسيا أيضا. ولتحقيق هذا الهدف، قامت إيران بزيارات ومناورات بحرية مشتركة مع بلدان في إفريقيا وآسيا. ففي مايو/أيار 2013، وصلت البحرية الايرانية في زيارة لميناء تشانغ الصيني، وفي وقت لاحق من ذلك العام، أرسلت سفينتين حربيتين وغواصة إلى كولومبو وسريلانكا. وفي عام 2014، قامت الصين بالمثل عن طريق إرسال، لأول مرة، سفينتين إلى ميناء بندر عباس الإيراني لإجراء مناورات بحرية مشتركة، ركزت بشكل واضح على عمليات مكافحة القرصنة. وفي يناير/ كانون الثاني من هذا العام، أرسلت طهران مدمرة من البحرية الإيرانية إلى الميناء الهندي فيساخاباتنام، أيضاً لإجراء تدريبات بحرية مشتركة. وكان السياري قال في ذلك الوقت انالمحيط الهندي له أهمية عالية للعالم وجمهورية إيران الإسلامية، واضاف يومها،وأمنه هو مهم جدا بالنسبة لنا والعالم. لذلك، أعلنا أننا قادرون على ضمان الأمن في شمال المحيط الهندي لمنع أي انعدام للأمن هناك. وبعد شهر، أرسلت إيران سفنا حربية إلى كراتشي، بباكستان، وبحثت التعاون البحري مع إسلام آباد. وأخيراً، في نوفمبر/تشرين الثاني، أبحرت سفينتان إيرانيتان إلى ميناء ديربان في جنوب إفريقيا من بعد التوقف في ميناء دار السلام التنزاني. أعلن السياري في وقت لاحق ان إيران لأول مرة... نجحت في الدوران حول القارة الإفريقية والتي تبحر في المحيط الأطلسي. ويشير غوزانسكي إلى ان ديربان تطل على المحيط الهندي، وأنه من غير الواضح إذا أبحرت السفن الإيرانية في وقت لاحق شرقاً في المحيط الأطلسي. وكان وزير الخارجية الأمريكي السابق هنري كيسنجر، تحدث مؤخراً عن ان التحدي الأكبر في الشرق الأوسط هو هيمنة محتملة في المنطقة من قبل إيران على حد سواء الإمبراطورية والجهادية. ومضى إلى شرح أن واشنطن يجب أن تكون واضحة في معارضة المزيد من التوسع الإقليمي لإيران وما نطلبه من الإيرانيين هو أن يتصرفوا مثل الأمة، وليس مثل الصليبيين. ويرى غوزانسكي ان أحدث تصريحات إيران، على الأقل في المدى القصير، هي في معظمها سياسية المواقف، ونوع من دبلوماسية البوارج تستهدف الجمهور المحلي. فتوقيت إعلانها التوسع عبر بيان شهر نوفمبر نجد طهران تريد ان توحي أيضاً بأن انتخاب دونالد ترامب كرئيس للولايات المتحدة سيضع الإيرانيين على حافة الهاوية. ويقول غوزانسكيبعد كل شيء، فإن إيران لا تملك حالياً قدرات عسكرية أو الموارد المالية لهذه التوسعات- قواتها البحرية في المياه الزرقاء - البحار- لا تزال تستخدم معدات قديمة من عهد الشاه، على سبيل المثال، وإنها قلقة من ترامب، الذي توعد بإلغاء الاتفاق النووي الإيراني. ومع ذلك، فإن التوسع في البحرية الإيرانية فيه ما يقلق الدول المجاورة حيث نجد في عام 2009، أن إيران بدأت تقوم بعمليات مستقلة بالقرب من خليج عدن، مدعية أنها تكافح وتقاتل القرصنة، وفي عام 2011، أرسلت سفينتين عبر قناة السويس في طريقهما إلى ميناء اللاذقية السوري. وان هذه الخطوات الأخيرة أثارت مخاوف دول المنطقة حيث اقترحت السعودية تشكيل قوة بحرية عربية مشتركة بقيادة الرياض. ويشير غوزانسكي إلى أن هذه الخطط وضعت على الطاولة مجدداً في عام 2014 و2015 وما زالت قيد الدرس. ويقول غوزانسكي إذا تركت لحالها، يمكن لإيران أن تنمي قدرتها على تهديد خطوط الملاحة في بحر قزوين والمحيط الهندي. ونتيجة لذلك، يمكن اعتبار الإعلانات الإيرانية الأخيرة لخطط توسيع وجودها الإقليمي إلى البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط تحفيزا للتعاون بين دول المنطقة التي تسعى لكبح النفوذ الإيراني. وكانت الولايات المتحدة في عهد الرئيس باراك أوباما قد نأت بنفسها بعيدا عن المواجهة مع إيران في جميع الحالات تقريباً، واختارت البحرية الأمريكية عدم الاستجابة لاستفزازاتها المتزايدة في الخليج العربي من قبل بحرية فيلق الحرس الثوري الإيراني. واعتبارا من شهر سبتمبر/أيلول عام 2016، كان هناك 31 احتكاكاً غير آمن مع السفن الإيرانية في الخليج العربي، والتي ارتفعت من 23 في عام 2015، وفقا للبحرية الأمريكية، وان ذلك مدعاة لأن يكلف واشنطن مصداقيتها كقوة معارضة لطهران. ويختم غوزانسكي بالقول: إدارة ترامب يجب ان تفعل المزيد لمواجهة التهديد الذي تشكله إيران، لا سيما في الساحة البحرية، حيث تتمتع الولايات المتحدة بتفوق واضح يمكنها من رسم الخطوط الحمراء وان الاستفزازات الإيرانية لن تترك دون رد خاصة بعد تصريحات المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي بأن القوة البحرية الإيرانية من الوسائل المثلىلمواجهة الأعداء بقوة والتعاون الفعال مع الأصدقاء، وأن إيران فشلت في أيامها التي سبقت الثورة لفهم حساسية البحر. ويرى غوزانسكي ان تصريحات طهران الأخيرة بالتوسع وإنشاء قواعد خارج حدودها، يتطلب من إدارة ترامب أن تستجيب عن طريق وضع سياسة أكثر شمولاً وتدفع طموحات إيران إلى الوراء. عندما كان العالم مشغولاً بتداعيات الانتخابات الأمريكية في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، صدر إعلان غير عادي من إيران يزعم أنها تخطط لبناء قواعد بحرية في سوريا واليمن، وترافق الإعلان مع تعليق صحف حكومية بأن ذلك يمكن أن يكون أكثر قوة من الطاقة النووية.. بهذه الكلمات افتتح ياؤول غوزانسكي، الباحث في معهد هوفير التابع لجامعة ستانفورد الأمريكية، مقاله في مجلة فورين افيرز الأمريكية المعنية بالشؤون الخارجية عن السبب الحقيقي لهذا المشروع، مع إشارته إلى أن إيران لديها سعي حثيث لترسيخ نفسها كقوة إقليمية رائدة، وكانت المواقع البحرية الرئيسية لتحقيق هذا الهدف، ولكن تظل هذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها طهران رسميا نيتها بناء مثل هذه القواعد بعيدا عن حدودها الداخلية. وبالنظر إلى نواياها هذه يرى غوزانسكي أن هذه القواعد تتمثل أهميتها بالنسبة إلى إيران في أن اليمن يقع على خط الشحن الاستراتيجي الذي يمر بمضيق باب المندب، وأن وجودها هناك سيعطيها ميزة الوصول غير المقيد إلى البحر الأحمر، ومن شأن بناء قاعدة في اليمن ان تمكنها من تقديم الدعم لوكلائها من المتمردين الحوثيين، في ظل الحصار المفروض عليهم من دول التحالف العربي، خاصة بعد اضطرار السفن الحربية الإيرانية التي كانت تحمل شحنات من الأسلحة للتراجع إلى الوراء بعد ان اعترضتها سفن حربية أمريكية، ما جعل طهران تغير مسار تهريب الأسلحة. اعتداءات متكررة في خليج عدن ومضيق هرمز * الخميس 1 ديسمبر/كانون الأول 2016، قالت إيران إنها تسيطر على مضيق هرمز والخليج بشكل كامل، وقال العميد باقر زادة، إن مضيق هرمز والخليج منطقة استراتيجية، وإن إيران تبسط سيطرتها، في هذه المنطقة بشكل كامل. * وفقاً لبيانات مشتركة لشبكة فوكس نيوز، في النصف الأول من عام 2016، كان هناك 19 حادثة تحرش من الإيرانيين بسفن أمريكية، تضاعف، منذ يوليو/تموز الماضي، حيث وقعت 11 مواجهة خطرة، في علامة على تزايد الاعتداءات الإيرانية في الخليج العربي ومضيق هرمز. * في خليج عدن، وقعت أربعة اعتداءات من قبل الحوثيين الذين استخدموا صواريخ إيرانية الصنع لاستهداف سفينة إغاثة إماراتية، وكان نصيب الولايات المتحدة منها 3 هجمات استهدفت سفنها الحربية في باب المندب. * ارتفعت درجة التوتر شهر أكتوبر/تشرين الأول، عندما وقعت أربع مواجهات بين إيران والولايات المتحدة في مضيق هرمز، وتطلب أحدها إطلاق طلقات تحذيرية من سفينة تابعة للبحرية الأمريكية. * في مطلع شهر يناير/كانون الثاني عام 2016 استولت البحرية الإيرانية على زورق فيه 10 بحارة أمريكيين، ما تسبب بأزمة كبيرة بين البلدين قبل أن يطلق الحرس الثوري الإيراني سراحهم بعد ذلك.
مشاركة :