ميركل والتحدي الصعب

  • 11/22/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تواجه أنجيلا ميركل بإعلانها الترشح للفوز بفترة رابعة في منصب المستشارة الألمانية أصعب اختبار في حياتها السياسية، ويتمثل في مهمة الدفاع عن الوضع الراهن في أوروبا، وعلى الجانب الآخر من المحيط الأطلسي وسط غموض شديد يكتنفهما معاً. ويتعين على ميركل التي تتولى المستشارية منذ 11 عاماً أن تعمل الآن على تثبيت التحالف الغربي الذي تعرض لهزة بانتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة، والعمل على تماسك الاتحاد الأوروبي الذي صاغت ألمانيا من خلاله هويتها بعد الحرب العالمية الثانية، وأصبح يواجه الآن مخاطر التفكك. الأكثر من ذلك أنه برحيل الرئيس الأمريكي باراك أوباما قريباً عن البيت الأبيض تقف ميركل وحدها، آخر أمل كبير لدى الغرب في الحفاظ على الديمقراطية الليبرالية. وعليها أن تضطلع بهذا الدور رغم تراجع مكانتها في الداخل. وقال أوباما للصحفيين خلال زيارة وداع إلى برلين الأسبوع الماضي: إذا قررت الاستمرار فستواجه أعباء جسيمة. وددت لو كنت موجوداً للتخفيف من حملها بعض الشيء لكنها قوية. وستحتاج ميركل إلى هذه القوة. فلكي تنجح على الساحة الدولية في فترة رابعة سيكون عليها أولاً رأب الصدوع التي أحدثتها سياسة الباب المفتوح التي انتهجتها مع اللاجئين وأدت إلى استعداء الجناح البافاري في تحالف المحافظين الذي تتزعمه. وتقدر استطلاعات الرأي شعبية حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الذي تتزعمه بنحو 33 في المئة، بانخفاض نحو عشر نقاط مئوية عن مستواها في صيف العام الماضي. وتخوض ميركل الانتخابات في سبتمبر/أيلول المقبل في مناخ سياسي تتزايد فيه الصدوع، ومن المرجح أن يدخل فيه حزب البديل من أجل ألمانيا من تيار أقصى اليمين البرلمان الوطني للمرة الأولى في العام المقبل. والشركاء المحتملون لتشكيل ائتلاف معها هم الديمقراطيون الاشتراكيون الذين تحكم بالتحالف معهم حالياً وتقل شعبيتهم حوالي عشر نقاط عن المحافظين الآن. لكن صعود نجم حزب البديل من أجل ألمانيا يزيد من تعقيدات تشكيل الائتلاف. وإذا احتفظت ميركل بالسلطة في العام المقبل، كما هو متوقع على نطاق واسع، فسيكون عليها دفع المشروع الأوروبي، في وقت دخل فيه الجهاز التنفيذي للاتحاد الأوروبي نزاعاً مريراً مع برلين بالضغط عليها من أجل زيادة الإنفاق لرفع مستوى النمو في منطقة اليورو. غير أن الضغوط الجيوسياسية أكبر من الخلاف حول السياسة المالية. فتصويت الناخبين في بريطانيا بالخروج من الاتحاد الأوروبي يفتح الباب أمام خروج دولة عضو من الاتحاد للمرة الأولى. وعلى ميركل بوصفها أقوى زعماء أوروبا الاحتفاظ بعلاقات وثيقة مع بريطانيا دون أن تبرم اتفاقاً لانسحابها يغري دولاً أخرى تواجه ركوداً اقتصادياً ومخاوف بشأن الهجرة على الانسحاب أيضاً. (أ.ف.ب)

مشاركة :